فهيد الهيلم / حديث المدينة / ليس للانهيار حدود!

تصغير
تكبير

كل ما يدور حولنا أليم من أحاديث وأحداث، داخلية كانت أو خارجية، تدل على أنه ليس للانهيار الذي نعيشه حد، وذلك كله بفضل مرض الإرادة وتبدل القناعات والعمل على عقلنة اللامعقول وتحليل الحرام أو تحريم الحلال من قبل ساستنا وبعض دعاتنا وعلمائنا!

وإلا بالله عليكم ما معنى أن يكون عز غزة باستسلامها، وما معنى أن تكون كرامة الأمة برهنها لخيراتها وثرواتها، واستباحة أراضيها باسم المعاهدات الأمنية، وإطلاق أوصاف الذمي والمعاهد على من لا يستحقها!

وما معنى أن يكون الجهاد تهلكة والخنوع سلامة، ومن المستفيد من إشاعة ثقافة الانهزام والاستسلام والخنوع بين الناس من خلال شرعنة كل ما تفعله السلطات، وأنه ليس لأمتنا حل لمشاكلها إلا بدعاء الوالدين فقط؟

وما معنى أن تستعين أنظمتنا في عالمنا الإسلامي الواسع ببعض المفتين الذين لا يحفظون من القرآن الكريم إلا «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»، وكأن كل مشاكل الأمة السياسية والاقتصادية والتعليمية، بل وحتى الصحية لا تنتهي إلا بلزوم الطاعة للسلطة التي لم تطع الله تعالى فينا؟

وما معنى أن تنهار أمتنا من خلال اتباع سنن الآخرين، حذو القذة بالقذة، حتى أصبح ساستنا وبعض علمائنا وعامتنا لا يدخلون جحر الضب بعدهم تأسياً بهم، بل يدخلونه قبلهم ومعهم حتى ينالوا رضا أسيادهم، وهم في جحورهم قابعين؟

وما معنى أن يكون القدوة لشبابنا مطربا وفنانا ومغنيا عالميا أو لاعب كرة لا يجيد أمراً غير الركل والركض، بينما يتركون في المقابل الاقتداء بسير أسامة والحسن والحسين وعبدالله بن الزبير وغيرهم من الأبطال الأفذاذ؟

وما معنى أن يملك لص أعناق جميع الأشراف؟ اللص ليس شجاعاً أبداً، لكن الأشراف يخافون، والثعلب قد يبدو أسداً في عين الأسد الخواف.

يا فضلاء إن كل ما تقدم من تساؤلات، وغيرها كثير، لا تعني إلا شيئاً واحداً أنه ليس للانهيار حدود لدينا، فأمتنا تعيش أسوأ عصورها على الإطلاق، ولم تكن الأمة يوماً تشر عن الظلم وتحبذ الاستعباد من خلال قبولها بالاستبداد إلا في أيامنا هذه. ومع هذا كله لا تزال في الأمة بواقي من أهل الخير والصلاح، لكن تأثيرهم لم يعد كما كان في أمة رضيت بكتابة حقبة من حقب ذلها وهوانها على الناس... والسلام.


خارج النطاق

أتقدم بالشكر الجزيل لكل من اتصل وسأل عن غيابنا سواء من القراء الكرام أو الزملاء الكتاب، وها نحن نعود إليهم اليوم من خلال منبر «الراي»، ونسأل الله تعالى لنا ولهم التوفيق والسداد.


فهيد الهيلم


كاتب كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي