تقرير / رياح الجواسيس تسير عكس ما تشتهيه سفن كاميرون المتجهة إلى روسيا

لندن تحاول التعرف على ما فعلته تشابمان فيها طوال 5 سنوات

تصغير
تكبير
| لندن - «الراي» |
تنشغل بريطانيا حالياً، بالبحث عمّا إذا كانت لديها شبكة تجسس روسية شبيهة بالشبكة التي تم الكشف عنها في الولايات المتحدة، إذ ان الشخصية الرئيسية في الشبكة التي ألقي القبض على أفرادها في نيويورك وواشنطن آنا تشابمان، اعترفت للمحققين بأنها عاشت فترة طويلة في لندن، الأمر الذي أثار مخاوف من أن تكون تشابمان عملت ضمن خلية تجسس في بريطانيا.
وعبّرت وسائل الإعلام عن هذه المخاوف بوضوح مثلما فعلت صحيفة «دايلي ميل» أمس، عندما صدرت مع عنوان بالخط العريض «إذاً كم جاسوس نائم مختبئ هنا؟» وحذرت من أن «سقوط الشيوعية لا يعني انتهاء عدوانية روسيا للولايات المتحدة وبريطانيا والأعضاء الآخرين في الحلف الأطلسي».
ويأتي هذا الكلام بعد أيام فقط من تصريح مميز لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي قال في الأسبوع الماضي للصحافيين انه ينبغي بالحكومة العمل على فتح صفحة جديدة في العلاقات مع روسيا وتحسينها، في أعقاب تصريح سابق للسفير الروسي في لندن يوري فيدوتوف، الذي اتهم فيه لندن بأنها تنتهج سياسة تهدد مستقبل العلاقات مع موسكو برفضها تسليم مجموعة من المطلوبين للعدالة في روسيا الذين منحتهم لندن اللجوء السياسي فيها.
وكتبت صحيفة «دايلي تلغراف» أن بريطانيا تؤوي نحو 40 مطلوباً للعدالة في روسيا من ضمنهم الثري بوريس بيروزوفسكي، الذي يوظف ثروته لإسقاط حكم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، وفقاً لمصادر روسية.
ويعود سبب المخاوف البريطانية من النشاط التجسسي الروسي، إلى تاريخ طويل من الصراعات الخفية والعلنية بين أجهزة الأمن واستخبارات الطرفين. حيث أذاق جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق (كي جي بي) البريطانيين في الماضي المرّ، المرة تلو المرة باختراقات تشبه تفاصيلها قصص الخيال العلمي، مثل فضيحة وزير الدفاع البريطاني جون بروفيومو الذي اضطر للاستقالة من منصبه عام 1963 بعد نجاح السوفيات بالوصول إليه عن طريق عشيقة بريطانية كانت على علاقة باستخباراتهم. اضافة إلى فضيحة كيم فيلبي، رئيس قسم مكافحة الشيوعية في جهاز الاستخبارات الخارجي (إم آي 6)، الذي تبين أنه عميل للسوفيات منذ عام 1936 وهرب عام 1963 ليقضي ما تبقى له من العمر في موسكو، وفضيحة البروفسور أنتوني بلانت، مستشار الملكة إليزابيث الثانية والعائلة المالكة لشؤون الفنون الجميلة والمسؤول عن مقتنيات الملكة من التحف واللوحات الفنية، الذي تبين أنه عميل سوفياتي عريق منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية ولم يكتشف أمره إلا في 1979، من دون أن تتمكن الحكومة من مقاضاته لأسباب لم يكشف عنها حتى اليوم.
ومما يثير القلق حقاً، أن تشابمان قالت لمحققي الشرطة الفيديرالية الأميركية (اف بي آي)، انها في لندن عملت في «بنك باركليز»، كخبيرة في مجال الاستثمار، لكن ناطقاً باسم «باركليز»، أكد أمس أن سجلات البنك خالية من أي إشارة إلى أن تشابمان كانت ضمن العاملين فيه. فإن صحّ ما قاله باركليز، تكون تشابمان كاذبة وتحاول إخفاء حقيقة عملها في بريطانيا خلال السنوات الخمس منذ عام 2003، قبل انتقالها إلى الولايات المتحدة كسيدة أعمال. وتساءل المراقبون السياسيون ما إذا كانت تشابمان على علاقة بالشبكة الروسية التي نفذت عملية اغتيال العميل الروسي السابق مخائيل لتفيننكو بمواد مشعة دست في مشروب تناوله في أحد حانات لندن عام 2006، والتي مازال ملفها مفتوحاً لدى الشرطة التي واجهت صعوبة في التحقيق بسبب عدم تعاون أجهزة الأمن الروسي معها، وفقاً لها.
ووفقاً لما قالته مصادر أمنية لـ «الديلي ميل» فإن النشاط التجسسي الروسي في بريطانيا وصل هذه الأيام إلى مستويات لم تعرفها بريطانيا إلا في مطلع السبعينات، أي في أوج الحرب الباردة. ويضع الكشف عن الشبكة الروسية في الولايات المتحدة، الاجهزة البريطانية في موقف حرج وهي مضطرة على القيام بواجبها حفظاً لماء الوجه، ما يعني أن هناك احتمالاً للكشف عن شبكة أو بضع جواسيس روس في بريطانيا في الأيام المقبلة، ما من شأنه أن يُعكر صفو العلاقات البريطانية - الروسية التي يسعى كاميرون إلى تحسينها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي