كلمة واحدة من ماكريستال، ابعدته خلف الشمس، فعندما صرح قائد القوات الاميركية في افغانستان ستانلي ماكريستال لجريدة بأن مسؤول الأمن القومي الاميركي هو مهرج، تم استدعاؤه الى واشنطن ثم طرده واستبداله بقائد آخر بالرغم من الحاجة الماسة له.
على الضفة الشرقية وفي الكويت يتصدق نائب في مجلس امة بشتائم يعف عنها حتى اقل الناس ثقافة ضد وزير له مكانته ويهدد بضربه ثم يمر الموضوع مرور الكرام ولا نسمع تعليقا من مجلس الامة ولا من الحكومة وكأنما كرامات الناس ليس لها اعتبار.
من الذي اعطى هؤلاء النواب تلك الجرأة غير المسبوقة على اهانة موظفي الحكومة وعلى رأسهم الوزراء والتلفظ بتلك الالفاظ المسمومة والتطاول على الشخصيات العامة والى متى تظل الامور في بلدنا تدار بمثل تلك السلوكيات الشاذة؟
ان المشكلة يا سادة هي ان تلك السلوكيات قد انعكست على الصغار، فكثيرا ما يشتكي المدرسون من تلفظ الطلبة بألفاظ بذيئة ضدهم ثم لا يجدون من ينصرهم او يذب عنهم، وكثيرا ما يتجرأ المواطنون على الموظفين في الوظائف العامة بالشتائم بل وبالضرب ثم لا يجدون من يردعهم بالرغم من الاوراق المعلقة على جميع جدران الوزارات بعقوبة من يتعدى على موظف عام في مكان عمله.
وقد اصبح ضرب الاطباء والمدرسين من الظواهر الشائعة في الكويت وتنشرها الصحف، ثم لا تلبث الوزارة ان تطمطم عليها وتسجلها ضد مجهول، ونسمع بعدها بقانون حماية المعلم وحماية الطبيب لكن الواقع يشهد بأن ذلك الامر من اضغاث الاحلام ولا مكان له في بلد يتم فيه شتم الوزراء جهارا نهارا ويلعنون آباءهم وامهاتهم، فكيف بالموظف العادي؟!
اقترح ان تستضيف الكويت ماكريستال لتكريمه ورد الاعتبار له من هؤلاء الوحوش الذين يعاقبونه على اهانة موظف حكومي، كما اقترح توفير طفايات سجائر من النوع المطاطي الذي يجرح ولا يقتل رأفة بالوزراء، كما اقترح صرف بدل طبيعة شتم وضرب للوزراء لتشجيعهم على تحمل النواب، كما اقترح ادخال نواب مجلس الامة دورات لمشاهدة مسرحيات مثل «مدرسة المشاغبين للاستفادة من المواقف الشاذة لكي لا يقعوا بها».
ارجوكم عطلوا
تنادى بعض نواب المجلس بتأخير فض دور الانعقاد الى حين الانتهاء من سلق القوانين المتبقية على جدول المجلس، والحقيقة هي اننا نعد الساعات قبل انتهاء دور الانعقاد، فقد عانينا الأمرين من متابعة العنتريات والاستجوابات الغريبة والشتائم والتحديات وكأنما عمر المجلس عشر سنوات لا سنة واحدة.
العجيب ان جلسات عدة مضت قد تم إلغاؤها بسبب فقدان النصاب، فأين كانت الوطنية التي يتحدث عنها بعض النواب حين كانوا ينامون في بيوتهم بينما جرس المجلس يدق مؤذنا بدء الجلسة؟!
ارجوكم خذوا عطلتكم كاملة وارحلوا الى الخارج لإعطائنا فترة من الهدوء والراحة والاستجمام، واعيدوا النظر خلال عطلتكم على شواطئ الدول التي تزورونها في مسيرة المجلس وطرق تقويم الاعوجاج، فقد كان الانجاز الوحيد الذي تحقق في هذه الدورة بجهود حكومية لا فضل للنواب فيها.
ونراكم بعد رمضان وانتم بكامل نشاطكم بإذن الله.
د. وائل الحساوي
[email protected]