متابعة X متابعة / مصممة الكرة الهولندية يانكه: أمر طبيعي أن ينتقدها حراس المرمى

الـ«جابولاني» ... براءة

تصغير
تكبير
|كتب مصطفى جمعة|

كانت الهولندية يانكه فن أورسخوت التي صممت كرة «جابولاني» التي تلعب بها مباريات كأس العالم لكرة القدم جنوب افريقيا الاسعد باهداف منتخب البرتغال السبعة التي تغلب بها على نظيره كوريا الشمالية واحرزها تياجو هدفين في الدقيقتين 60 و89 وراؤول ميريليش وسيماو سابروسا وهوغو الميديا وليدسون وكريستيانو رونالدو في الدقائق 29 و53 و56 و81 و87 على الترتيب، لانها اكبر تأكيد على سلامة وبراءة الـ«جابولاني» من كل اتهام بأنها تلتصق بالأرض كالممسحة وخفيفة وصعبة الالتقاط من قبل حارس المرمى.

وقالت يانكه والتي تعمل بوظيفة مصممة كرات قدم في شركة أديداس الشهيرة للاذاعة الهولندية ان تصميم كرة لكأس العالم أمر مختلف تماما، فهناك على الأقل مليار شخص يشاهدون المباريات ومن المؤكد أن الكرة ستمر من أمام أعينهم على الشاشة في أكثر من مناسبة.

واوضحت انها فكرت في تصميم النموذج الحالي لكرة «الجابولاني» منذ العام 2007، وسافر فريق الانتاج أكثر من مرة الى أفريقيا للتعرف على الأجواء هناك، واستوحى ألوان الكرة بالكامل من أجواء جنوب أفريقيا بما في ذلك اللون الأبيض اللماع الذي استعمل كخلفية وهو الأساس واللون الأصفر الذي يعكس الشمس وتوهج القارة، أما اللون الذهبي فهو لا يرمز فقط الى الكأس الذهبية التي تتنافس الفرق للفوز بها لكنه يرمز أيضا الى مناجم الذهب الموجودة بافريقيا».

واضافت يانكه المحفور اسمها على كرة «جابولاني» ان الرقم 11 كان عنصرا أساسيا في التصميم، وهو يرمز الى اللاعبين الاحد عشر الذين يضمهم أي فريق وأيضا الى اللغات الاحدى عشرة المتداولة في جنوب أفريقيا، كما له دلالة خاصة وهو أن الشركة المصممة تولت للمرة الـ11 تصميم النموذج الذي اعتمد في كأس العالم، وهو ما جعلها تصبح كرة احتفالية بأتم معنى الكلمة.

وردا على انتقادات اللاعبين وبصفة خاصة حراس المرمى على الكرة «جابولاني» اشارت يانكه أن هذا الكلام يدخل في اطار التكتيك، فكل المباريات تبدأ بالاحتجاج على الكرة وبعد أيام ينسى الجميع هذا الاحتجاج، مؤكدة على أن اختبارات كثيرة أجريت على الكرة، ولم يتم تسجيل أي مؤاخذة عليها.

وشددت ان الشركة «اختبرت الكرة مع لاعبين وفرق محترفة وأخضعتها للتجارب في أنفاق الرياح وفي كل مكان وهي أفضل نموذج موجود في السوق في الوقت الحالي، منوهة بان الكرة تعطي قدرة أكبر على التحليق في الجو لفترة أطول مع امكانية السيطرة عليها بشكل تام في ظل كل الظروف من خلال المناطق المجوفة في السطح الخارجي للكرة.

وقالت ان اهداف منتحب البرتغال السبعة في مرمى كوريا الشمالية اكدت ان «جابولاني» ليست سوى أداة في أقدام اللاعبين وهم الذين يحددون مصير المقابلة وليست الكرة»، وتمنت ان تكون المباراة النهائية لمونديال جنوب افريقيا بين الفريقين الهولندي والألماني، لكونها هولندية تعيش منذ أعوام طويلة في ألمانيا.

وقال مدرب البرتغال كيروش «قدمنا مباراة من الطراز الرفيع، سجلنا فيها الكثير من الاهداف وتعامل مع مجرياتها بشكل جيد. كنا بحاجة لتقديم مباراة من هذا النوع».

اما هوغو الميدا الذي سجل احد الاهداف السبعة فقال «لعبنا كرة جميلة هذه المباراة وتمكنت من تسجيل اول هدف لي في المونديال».

في المقابل، تحمل مدرب كوريا الشمالية كيم جون- هون كامل المسؤولية، وقال ان «اللاعبين قدموا كل ما لديهم على ارض الملعب لكننا انهرنا تكتيكيا ولم نتمكن من ايقافهم. كمدرب، اعتقد ان هذه الخسارة مسؤوليتي لاني لم ازود اللاعبين بالاستراتيجية الجيدة».

اما «روني اسيا» جونغ تاي سي، فقال «لقد فعلنا المستحيل من اجل المحافظة على الكرة، لكن البرتغاليين كانوا اقوى منا بكثير. لذلك سجلوا في شباكنا الكثير من الاهداف. بذلنا جهدا كبيرا من اجل التقدم الى الامام وكان اداؤنا جيدا في الشوط الاول، الا ان الهدف الاول اثر كثيرا على معنوياتنا».

ويعتبر الفوز الساحق الذي حققته البرتغال على كوريا الشمالية 7 - صفر من بين اكبر النتائج التي سجلت في تاريخ نهائيات كأس العالم والتي جاءت على النجو التالي: 2010: البرتغال - كوريا الشمالية 7 - صفر و2006: الارجنتين - صربيا 6 - صفر و2002: المانيا - السعودية 8 - صفر و1986: الاتحاد السوفياتي - المجر 6 - صفر و1982: المجر - السلفادور 10-1 و1978: الارجنتين - البيرو 6 - صفر والمانيا الغربية - المكسيك 6 - صفر و1974: بولندا - هايتي 7 - صفر ويوغوسلافيا - زائير 9 - صفر و1970: الاوروغواي - اسرائيل 6 - صفر و1954: النمسا - تشيكوسلوفاكيا 8 - صفر والاوروغواي - اسكتلندا 7 - صفر والمجر - كوريا الجنوبية 9 - صفر وتركيا - كوريا الجنوبية 7 - صفر و1950: البرازيل - السويد 7-1 والاوروغواي - بوليفيا 8 - صفر و1938: السويد - كوبا 8 - صفر وو المجر - جزر الهند الهولندية 6 - صفر و1934: ايطاليا - الولايات المتحدة 7-1.

واصبحت كرة القدم بدءا من مونديال المكسيك العام 1970 جزءا لا يتجزأ من تاريخ اكبر المحافل الكروية في العالم , حيث كانت الكرة تضم في غلافها الخارجي 5 قطع سوداء، وفي مونديال المانيا 1974 في المانيا حملت الكرة اسم «تيلي ستار»، وفي مونديال الارجنتين العام 1978 كانت الكرة احدث واجمل وحملت اسم «التانغو» وصنعت من 32 قطعة ليست لها بداية وليست لها نهاية وكانت الكرة الارجنتينية اول اولاد التانغو ثم تبعها الشقيق الثاني في مونديال اسبانيا 1982 وحملت اسم «التانغو الاسباني» وتمت صناعتها من الجلد الطبيعي وتميز موديلها بانه حمل الكثير من الالوان عكس الكرات السابقة التي حملت اللون الابيض فقط.

وفي مونديال المكسيك العام 1986 ولدت الكرة التي تحمل اسم «ازتيك مكسيك» وتميزت بانها صنعت يدويا بالكامل وتم استخدام مادة سان تيتك وهي مادة تعتبر افضل من الجلد.

وفي كأس العالم 1990 كان ميلادا لكرة جديدة واسمها «اتيسكنكو» وصنعت من مادة الفيبر والغطاء الخارجي تم نقعه في عصارة الشجر وتكونت الكرة من 32 قطعة، وتم تطويرها في مركز التطوير التكنولوجي بفرنسا لتولد الكرة الجديدة التي لعب بها مونديال الولايات المتحدة الاميركية وتكونت من 5 قطع مع تواجد طبقة خارجية تساعد على زيادة سرعتها.

وفي مونديال فرنسا العام 1998 كانت كرة «تريكو كلر» وتعني الالوان الثلاثة الرموز التي تم استخدامها في تصميم الكرة فهي الديك وهو شعار فرنسا والمحرك التروبيني والقطار عالي السرعة وعبرت عن تاريخ فرنسا الصناعي.

اما كرة مونديال 2002 بكوريا واليابان «فيفرنوفا» فكانت اول كرة تشهد تغييراً عن التصميم السابق في الكرات «التي تم استخدامها لاكثر من 20 عاماً، واطلق على كرة مونديال المانيا العام 2006 «تيم جايست» وتم صُنعها بلون ذهبي وهو يحدث للمرة الاولى في كؤوس العالم».

وعلى مر اجيال كرات المونديال لم تواجه اي كرة الانتقادات الشديدة مثل التي نالتها كرة مونديال جنوب افريقيا 2010 الـ«جابولاني» وامر طبيعي ان تكون معظم هذه الانتقادات من حراس المرمى لاسيما وان ابرز لاعبي العالم ومنتخب البرازيل كاكا كان له رأي ايجابي جدا في الـ«جابولاني» وايضا مايكل بالاك قائد المنتخب الألماني ونجم خط وسط تشيلسي الانكليزي والذي قال ان الكرة «رائعة. وأفعل ما أريده بها بالفعل. ليس هناك أي أعذار».

وتوقعت شركة أديداس المصنعة لكرة الـ«جابولاني» ان تحقق مبيعات بقيمة 1.5 مليار يورو في قطاع كرة القدم بفضل المونديال الذي تستضيفه جنوب أفريقيا حاليا.

وقال رئيس الشركة هيربرت هاينر ان التوقعات السابقة تشير الى مبيعات بقيمة 1.3 مليار نتيجة حصيلة بيع الكرات والقمصان والأحذية الرياضية ولكن بعد مرور 10 أيام على انطلاق المونديال اتضح أن النتائج فاقت التوقعات. وكانت أديداس قد حققت خلال الربع الأول من العام الحالي زيادة في قيمة مبيعات قطاع كرة القدم بنسبة 26 في المئة، علما أن هذا القطاع يمثل 10 في المئة من اجمالي مبيعات الشركة.

يذكر أن أديداس هي الراعي الرسمي لنهائيات كأس العالم ويرتدي 12 منتخبا زيها الرياضي بعلاماتها التجارية، مقابل سبعة منتخبات لشركة بوما الألمانية أيضا وعشرة منتخبات لنايكي الأميركية.

وتعتبر أديداس ثاني أكبر شركة للملابس والأدوات الرياضية في العالم بعد نايكي الأميركية ولكنها تؤكد أنها تتصدر شركات العالم في مبيعات قطاع كرة القدم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي