جعفر رجب / تحت الحزام / عباس في افريقيا (8) الإيطالي ما لعب منيح

تصغير
تكبير
عباس يحييكم من جنوب افريقيا، وينقل لكم آخر وقائع المباريات، وسط الغابات والبراري، بطولة يشارك بها كل العالم عدا فرق الجامعة العربية، ولكن الجمهور العربي حاضر، ويحمل الاعلام الاجنبية يشجعها ويتحسر لخسارتها!

واطرف ما شاهدته، مشجع عربي خارج من مباراة ايطاليا متحسرا، ويقول للمذيع «فريقنا ما لعب المباراة بشكل منيح..»، اول مرة اعرف ان كلمة «منيح» ايطالية، جمهور عربي يخجل من منتخباته، كما يخجل من حكوماته، ويخجل من تصور مستقبله، فيكتفي برسم ماضي خيالي جميل في ذهنه، ويركب أول قطار ذاهب الى الغرب!

اننا ابناء الجامعة العربية، الاقل انتاجا في العالم، و«مو فالحين» حتى باللعب، ولكننا فالحون تقريبا بالكلام، وليس الكلام العلمي المنطقي، بل بالكلام الفاضي والخزعبلات والخرافات وقال فلان ورد عليه فلنتان... والمحللون العرب للمونديال لا يختلف وضعهم كثيرا، فهم من دول لم تشتم يوما رائحة كأس العالم، وبعضهم من دول كانت تذهب لكأس العالم سياحة، وتكملة عدد، ومع ذلك يجلس «الخبير» منهم، يحلل خطط الفرق واخطاء المدربين، بكل ثقة!

حالهم من حال وزير كهربائنا المبجل، الذي تورط في الازمة، ورمى بالمصيبة على من سبقوه، وفزع له النواب العوازم بالرغم من ان الكهرباء كهربت الجميع، بمن فيهم ابناء قبيلته... وبفضل جهد الوزير، وفشله، تم تشكيل لجنة لترشيد الكهرباء، برئاسة وزير الكهرباء بشحمه ولحمه وغترته!

انها الكويت، لاتعقد جلسات مجلس الامة، بسبب النصاب والنصابين، رغم اهمية قانون صندوق المتعثرين للآلاف من المواطنين، لكن الاهم ان يتدخل وزير الخارجية ويهتم بصحة المواطنين الصالحين حول العالم!

جنوب افريقيا ستكبر وتتعاظم وتنمو، لأنها سلكت طريقا واضحا، تعاني من الامراض ولكن لديها الاطباء الذين يعالجونها، وواقعنا المليء بالامراض، اطباؤها هم من ينقلون الفيروس الى جسدها، ويمرضونها «بزيادة»!

نحاول ان نستمتع بمباريات كأس العالم، ونتابع العالم كيف يحول حروبه الى لعبة تسلي الناس، لكن المخربين لن يتركونا في حالنا... ماذا نفعل؟ انصحكم بأكل الرقي باردا في الصيف!

***

الحرية للسجين ابو طلحة.





جعفر رجب

JJaaffar@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي