ضواحي / رسالة...

u0644u0648u062du0629 u0644u0644u0641u0646u0627u0646u0629 u0633u0648u0632u0627u0646 u0628u0648u0634u0646u0627u0642
لوحة للفنانة سوزان بوشناق
تصغير
تكبير
| تسنيم الحبيب |

بعد أن فرغ من توديع المعزين... نظر إلى الصورة المبتسمة في الإطار... فغمغمت روحه:

إليكِ

بعد أن صافحت ذرات التراب صفحة خدك الأسيل... وبعد ان مسدت أطيافَك السلوى...

وأية سلوى...؟!

إليك.ِ..

يامن كنت أفر إليها محتميا من نفخ الزمهرير في الليل المديد، من قرصات الشيطنة في وحشة الولائم، ومن بوابة الوحدة المتناسلة في ربيع العمر...!

وحدة ضمتني- أبدا- لأغرق في لجة الدمع، كل ليلة... وأنا- حينذاك- لم أكن أعدم بسمة رقراقة من محياك الأزهر، تنير ذلك دجى... وتنتشلني من الغرق... لأغرد السكينة نشيدا عذبا في تبر البكور.

ببسمة- يا ربة السحر- تمحقين كل الكروب، وبتربيته من كفك الحنون تشخذين الهمم...

واليوم...!

بلا بسمات ولا كف، أقتات مرارة الأسى... وأوجاع الذكر لتتشرع أبواب التساؤل والمساءلة!

أماه!

ماذا قدمت لي وماذا قدمت لك؟!

ركنت إلى أغرودة عرسي... وحسن قرينة العمر، متناسيا أخاديد الوجه الزاهر، ومتثاقلا لشوقك الهادر، بل مستنكرا لهمسك الحائر!

همسٌ تنتزعينه من فؤاد مشتاق لرؤية الصغير الذي ما كبر في عينيك أبدا، وبضعته وشعيبه!وصغيرك في واد بعيد... بعيد...

أماه!

هل أقول لك وداعا؟!

متسربلا سواد الأبراد... تنتصب أوجاع الذكرى ماردا تلتف يداه حول جيدي، لتهطل الدموع؟!

أم أقول لك: سماحا يا نهر التفاني، بل منبعه...؟!

أماه!

لسعتني الذكرى... فحتام تلسعني... وحتام تقذيني...

ولماذا يتكاثف التساؤل من بعد المنون...

لأنه حين الهجير... سأصرخ وأتأوه قائلا:

«ولات حين مندم»!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي