الملف الرياضي في طريقه إلى الحل من خلال تطبيق القانون... عفواً: أي قانون يراد تطبيقه؟ يقصد بالقانون هنا القانون المحلي... فلا عودة للأندية العشرة، وإخلاء اتحاد القدم... وإن غداً لناظره لقريب! وعبارة «إن غداً لناظره لقريب» أتت من قصة الملك النعمان بن المنذر مع الطائي، ولا نقصد هنا ذبح الشاه، ولا الـ 500 ناقة، ولكن ما يهمنا كان ماثلاً في نهاية تلك القصة التي جاء المثل منها «إن غداً لناظره لقريب» حين قال الطائي: جاء بي الوفاء!
المراد أن القانون الذي يتشدقون به انتهك، وانتهك، وغابت هيبته ولهذا عنوان المقال بـ «هل البداية من الرياضة»؟... ونعني هنا بداية تطبيق القانون! وأن يأتي تطبيق القانون متأخراً خيراً من ألا يأتي ونظل وراء تراكمات الخلافات، نسير في عهد صار فيه النفوذ أقوى من تنفيذ القوانين!
كم من حدث مر علينا وتابعنا حيثياته وبعضه كان من خلال عرض جلسات استجوابات سابقة، أو من خلال ما تعرضه الصحف، وانتهت الأحداث دون تنفيذ لتعهدات وتوصيات أخذت وطوت نعمة النسيان تلك الأحداث!
لهذا السبب لا يوجد وفاء للقانون، ولا وفاء لنصوص الدستور حيث رجال هذا الزمان يختلفون عن زمن الملك النعمان ورجاله وهذه دورة الأيام، وحتى نحن في الكويت «ربعنا» قبل ثلاثة عقود يختلفون عن «جماعتنا» في حاضر الزمان، وقد يتدهور الوضع ما لم يتم تطبيق القانون!
والملف الآخر هو الكهرباء، وقد رحمتنا الرطوبة بفضل المولى عز وجل، ورغم هبوط مؤشر الأحمال الكهربائية إلا ان الوضع الكهربائي ما زال يترنح!
نريد للقانون أن يطبق على الكبير قبل الصغير، نريد معرفة صحة ما ذكره البعض حول أزمة الكهرباء، نريد معرفة صحة ما ذكره النائب مسلم البراك أثناء مناقشة ميزانية الهيئة العامة للاستثمار، نريد معرفة مصير الحكومة الإلكترونية وصلتها بـ « الميكنة»، نريد أن نتعرف على علاقة تطبيق القانون بكل ما ذكر وما سبق من وقائع وواقع الحال حسب ما يبينه الواقع المر!
لنا حق في التعبير وإبداء الرأي دستورياً، ومعرفة الجهة التي تسير نحوها البلاد، فهل سيكون ملف الرياضة «فاتحة خير» علينا ويعود القانون إلى هيبته!
القانون واضحة نصوصه... ولكن النفوس غامضة، وحينما تدير النفوس جزئيات متصلة بتطبيق القانون فإن هذا لن يفيدنا في إصلاح الأوضاع ناهيك عن غياب الشفافية في التعامل!
إننا نعاني من الانتقائية في التعامل مع كل أمر، كل قضية، وكل شيء يندرج تحت قائمة المواضيع الخلافية وهذه الانتقائية تفسد المحاولات الإصلاحية لأنها لا تجد إيماناً مطلقا كون النفوس تدير سبل المعالجة!
أعيدوا لنا هيبة القانون وفاء بهذا البلد، أعيدوه لنا رحمة بالبلاد والعباد. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]