د. وائل الحساوي / نسمات 82/ ألف مليونير كويتي من دون كهرباء

تصغير
تكبير
أضحكتني النسبة التي نشرتها جريدة «القبس» نقلا عن دراسة اجرتها مجموعة بوسطن للاستشارات عن وجود 8.2 في المئة من الكويتيين مليونيرية وهي رابع أعلى نسبة في العالم بعد سنغافورة وهونغ كونغ وسويسرا، أي ما يعادل 82 الف فرد واسرة من اصحاب الملايين (يملكون أكثر من مليون دولار)، وسبب ضحكي هو ان الشعب الكويتي كله (ومن ضمنه هؤلاء المليونيرية) يعيش تحت رحمة قطع الكهرباء والماء لهذا الصيف من دون تمييز ليس بسبب عدم توافر الاموال ولكن بسبب قلة التدبير لدى حكومتهم الموقرة التي تتفاخر في كل يوم بنشر احصائيات عن حجم الفائض المالي لدى الدولة وبمساعداتها السخية للخارج.

ومع أني ولله الحمد لست من هؤلاء المليونيرية لكن يحق لكل واحد منهم ان يتساءل كما تساءل عمر الخيام:

يا نفسي هل يرضيك هذا الظمأ

والماء ينساب أمامي زلالا؟!

يحكى أن رجلا سأل غلاما فطينا: هل يعجبك ان تكون غنيا وأحمق أم فقيرا وحكيما؟ فأجاب على الفور: بل فقير وحكيم لأن حمقي سيبدد ثروتي بينما تظل حماقتي معي.

لا أصدق بأن دولة تخطط لسكانها بهذه الطريقة التي تفعلها ديرتنا بعد هذه السنوات الطويلة من التعليم وتخريج آلاف المتعلمين وأصحاب الخبرات، ولا أصدق بأن دولة يبلغ عدد مواطنيها مليون نسمة وتسبح على بحيرة نفطية ثم تتخبط في تدبير اساسيات العيش لسكانها، فكيف لو طلبنا منها إدارة شعب الصين؟!

دعونا نتوقف عن جلد الذات ونفكر في كيفية الخروج من تلك الدائرة المغلقة، الحل بسيط ويتلخص في التالي:

أولا: حبس الأنفاس ودعاء الله تعالى أن يلطف بنا لهذا الصيف المميز حراريا، والاستعداد للأسوأ.

ثانيا: إعادة بث رسائل الترشيد التي نسيها الناس وعادوا لعاداتهم السابقة، والبدء بالمباني الحكومية التي هي الاكبر في الاستهلاك الكهربائي والاقل في الترشيد.

ثالثا: الانتهاء من تقرير طوارئ 2007 خلال أيام ثم محاسبة كل من تسبب في تلك الطامة الكبيرة لا سيما القيادات العليا في وزارة الكهرباء ممن لايزالون على رأس عملهم، ولو تصدى نائب لاستجواب وزير الكهرباء حول هذا الموضوع لما كان متجاوزا فالناس قد ملت الوعود الفارغة والتطمينات الكاذبة.

رابعا: من الخطأ ربط مشكلة الكهرباء بعدم توافر المحطات الكهربية فهذا جزء من المشكلة بينما المشكلة الاكبر تكمن في ان المواطن لا يشعر بأهمية التوفير إما لانه لا يدفع فلسا واحدا مقابل الاستهلاك، وإما ان المبلغ الذي يدفعه لا يؤثر على ميزانيته حيث ان سعر فلسين للكيلو وات - ساعة هو الاقل في الخليج، ومن شأن زيادة تكلفة الاستهلاك بنظام الشرائح كلما ازداد الاستهلاك ارتفعت التكلفة- ان يجبر الناس على التوفير بل وعلى تصميم بيوتهم بطريقة تضمن عدم الاسراف مصداقا للمبدأ الاسلامي العظيم (ولاتبذر تبذيرا، ان المبذرين كانوا إخوان الشياطين)، (لا تسرف وإن كان على باب بيتك نهر جارٍ).





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي