تركي العازمي / الحر وتهالك المحولات!

تصغير
تكبير
نحن في شهر يونيو 2010، تنقطع الكهرباء عن بعض المناطق والسبب يعود لتهالك بعض المحولات حسب تصريح وكيل وزارة الكهرباء والماء المساعد لشبكات التوزيع المهندس صالح المسلم... ودي أقبلها ولكن!

من المعلوم من الناحية الفنية ان أي قطعة إلكترونية، أو كهربائية لها عمر افتراضي، وتخضع لصيانة وقائية دورية، ويتم استبدالها عندما تبلغ سن التقاعد، وأحياناً تتم احالتها للتقاعد المبكر بقصد ادخال تحسينات/تعديلات تواكب المتغيرات... هذا من الجانب الفني! أما من الجانب المادي فمن المعلوم أن التكلفة شبه متفق عليها حسب القدرة الإنتاجية للمحولات والمحطات حسب الجودة، سواء في الكويت أو غيرها من البلدان، والفارق بسيط ما دامت الجهة المصنعة واحدة... ولكنها العمولات والحسد!

في شهر يونيو 2010، انقطعت الكهرباء عن جزء من منطقة الصباحية من الساعة 2 ظهراً حتى الساعة 10 مساء، وهذا على سبيل المثال، وأخذنا المريض والكبير في السن والأطفال إلى أحبتنا لعلهم لا يتأثرون من شدة الحر... ورمضان على الأبواب، وما زلنا نكرر اسطوانة المحولات الهالكة!

إذا كان وزير الكهرباء والماء الأسبق الدكتور حمود الرقبة رحمة الله عليه قد حذر من انقطاع الكهرباء قبل أعوام مضت... فماذا يعني الأمر! وإذا كانت هناك علامات استفهام حول العقود... فمن يستطيع الإجابة عن بعض جوانبها بعد أن وقع الفاس بالراس كما يقولون!

في نظري، إن القضية الفنية مقدور عليها، هذا إذا ثبت لنا أن الوزارة تقوم بعمل صيانة دورية وقائية للمحطات والمحولات وأن قطع الغيار متوافرة، أما قضية التعاقدات فمن المؤكد ان هناك مشكلة، وحلها في حاجة إلى جهة محايدة تستشار في ما يخص العطاءات من ناحية الجودة والسعر، ولا أعتقد بأن الأمر سهل نظراً لتضارب المصالح!

لقد سيسنا كل شيء وهذا التسييس أضاع كل شيء من بين أيدينا حتى صرنا نبني محطات توليد الطاقة لغيرنا، وتركنا الأطفال وكبار السن والمرضى من غير كهرباء... وماء!

الثابت من واقع الحال يشير إلى غياب مبدأ الثواب والعقاب والشفافية في المعالجة، وعليه وجدنا الحالة تسير من أسوأ لأسوأ، ورغم إننا نؤمن بوجوب توفر الإحساس بالأمل نشاهدهم يحاولون إزاحة الأمل من مخيلتنا... الله يسامحهم!

إن الحر وأثره يجعلنا نرفض عبارة تهالك المحولات، فأين أنتم من عمرها الافتراضي، ولماذا لم يتم استبدالها قبل أن تصل عمر التقاعد (التهالك)!

عموماً «دوروا» غير هذا العذر لأنه يؤكد حالة الفشل، ففي وضع دولة الذي يدفع بالكويت لتكون مركزاً مالياً واقتصادياً يعتبر هذا الرد غير مقبول، ويفترض أن تكون هناك محاسبة فورية لمعرفة السبب وراء انقطاع الكهرباء فلربما نجد فكراً متهالكا في حاجة إلى استبدال والله المستعان!







تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي