OFFSIDE / نجم أوحد

تصغير
تكبير
|سهيل الحويك|

منذ انطلاق بطولة كأس العالم 2010 لكرة القدم وحتى اليوم اي مع انتهاء الجولة الاولى من الدور الاول، لم يفرض اي لاعب من اللاعبين الـ 736 المشاركين نفسه نجماً اوحد مرشحا لصبغ مونديال جنوب افريقيا باسمه.

صحيح ان الجولات المقبلة قد تفرز لنا ذاك النجم الموعود، بيد ان الارجنتيني ليونيل ميسي، الاكثر مؤهلات للعب ذاك الدور، اكتفى في المباراة الاولى امام نيجيريا، التي بلغت النهائيات في اليوم الاخير من التصفيات الافريقية، باضاعة الفرص امام حارس ينتمي إلى احد الاندية الاسرائيلية المغمورة، مع التذكير بان عمر كأس العالم قصير نسبياً إذ يمتد لشهر واحد ويمنح الفريق المحظوظ والقادر فرصة خوض سبع مباريات (حتى المباراة النهائية) كحد اقصى.

مازال من المبكر الحكم على ميسي بيد أننا بتنا نخشى ان يستلزم بلوغه المستوى المأمول فترة اطول مما هو متوقع ولازم، مع التشديد على ان ما واجهه «راقصو التانغو» وميسي بالتحديد من مقاومة امام نيجيريا «المتواضعة» مؤهل ليزيد منسوبه امام خصوم من قماشة ارفع واقوى في ما هو قادم من تحديات البطولة.

واين روني الذي قدم موسماً استثنائياً مع مانشستر يونايتد فشل هو الاخر في فرض وقع ما على المباراة الاولى امام الولايات المتحدة الاميركية، ليس لان منتخب انكلترا كان سيئا او ربما محدودا في تمويله بالكرات، بل لان الخصم عرف كيف يحتوي اللاعب، اولا من خلال فرض حصار محكم عليه، وثانيا من خلال الايمان بنفسه والتقدم إلى منطقة الحارس روبرت غرين رافعاً لواء «افضل طريقة للدفاع هي الهجوم» وعدم الاكتفاء برص الخط الخلفي خوفا من اهتزاز الشباك الامر الذي ادى إلى نوع من التوازن الهجومي بين الفريقين والى عدم اتاحة الفرص الا في ما ندر امام روني لتهديد شباك الحارس الاميركي.

المنتخب الاسباني ونظيره البرازيلي لم يدخلا البطولة بروحية فردية ترتكز على لاعب خارق تتمحور حوله حظوظ الفريق، بل انهما يمثلان الصورة المثالية لمفهوم «الفريق»، تماما كما فعل منتخب المانيا في مباراته الاولى امام استراليا حيث كانت المجموعة هي «النجم» رغم اختيار لوكاس بودولسكي افضل لاعب في ذاك اللقاء من قبل اللجنة الفنية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهل تدفن كأس العالم 2010 مفهوم «النجم الأوحد» إلى الابد وذلك لصالح مفهوم «المجموعة»؟

الوقت مازال مبكراً لحسم المسألة بيد ان الجولة الاولى من الدور الاول حكمت على ميسي بـ «فشل نسبي» وعلى روني بـ «عجز نسبي»، بيد ان «الاستئناف» قادر على تبديل الاحكام وذلك ابتداء من الجولة الثانية.





Souheilh11@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي