جعفر رجب / تحت الحزام / عباس في أفريقيا (3) ما أجمل الألمان

تصغير
تكبير
عباس في كأس العالم يحييكم، ويرسل لكم تقاريره تباعاً، في كأس العالم حكام يديرون المباريات، ويحكمون بين اللاعبين بالعدل والقسطاس، فلا يتغشمرون ولا يجاملون- أو هكذا يبدو! الحكام في كأس العالم يسيرون على القانون «ما يلخبطوش»، بعكس حكام بلاد الشرق الذين يسيرون على القانون بدباباتهم، ويلخبطون وجهه، فلا كروت حمراء وصفراء تتجرأ وتُرفع بوجوههم... والغريب أن اللاعب الأوروبي إذا صفر الحكم لا يعترض ولا يُعارض بل يُكمل لعبه محترماً قراراته، أما إذا صفر حاكمه، فإنه يقف في «بلعومه ويطلع دينه»... بعكس لاعبينا والجمهور الذي يهدي هدفه للزعيم القائد فهم، و«ما يطلعون حرتهم» إلا على حكام الكرة، كتعبير عن النقص، الذي يعانون منه!

شباب المانيا - وعادة منتخبهم فوق السبعين - لعبوا وفازوا بالأربعة، والألمان عندما يلعبون تشعر أنهم يعملون، بعكسنا، فنحن في عملنا نلعب... والفرق واضح، كما الفرق بين تايد المطور وبقية المساحيق، والمساحيق يا سادة لا تجمل العجوز الشمطاء، ولا حكومة قبيحة، ولا مجلساً يعاني أعضاؤه من «الزهايمر» المزمن، بمجرد دخولهم المجلس، مع سبق الإصرار والترصد!

الألمان مثل «المايبخ» قوة وجمال ودلال، يمتعون جماهيرهم، ويتمتعون بلعبهم، حتى لو خسروا فهم يخسرون بشرف، والشرف عملة صعبة، وبضاعة نادرة! انهم الجرمان، يستحقون كل دقيقة تصرفها من بنك وقتك... الألمان، يكفي، فأنا أخاف أن أُتهم بأني مُراسل غير موضوعي ومنحاز!

أما الجزائريون فليس بالإمكان أفضل مما كان، وما أكثر الشامتين بخسارتهم، وإذا لم يشمت العربان بإخوانهم فبمن يشمتون!

في عز استمتاعي بالمباراة، اتصل بي صديقي معلقاً على مقال «التسعة المبشرون» رغم انه كان أحد مشجعيهم، ويحمل صورهم وأعلامهم... قلت له، من نائبك الآن؟... قال بوضوح: اننا أبناء الدائرة الأولى ملجأنا وملاذنا في حلنا وترحالنا... بعد الله، النائب مخلد العازمي، فهو بتسعتهم...! أوصلت رسالته، دون زيادة ولا نقصان بعد أن أصر على نشر رأيه... وأكملت متابعة المباريات...!

... وغدا نكمل!

***

وزارة التربية ووزيرتها مستعدون، ويطالبون الإدارات باختبارات مريحة، يعني اختبار يحله الطالب وهو نائم على سريره! الوزيرة التي تداوم ووكلاؤها في مكاتب مكيفة... لا يشعرون بمعاناة التلاميذ الذين يُختبرون في درجة حرارة تفوق الخمسين، وفي فصول غير مكيفة... وهي حالة أغلب المدارس! وحتى لو تكذب الوزارة وتقول إن جميع التلاميذ اختبروا بمدارس مكيفة، فهل تضمن لنا أن وزير الكهرباء بغترته الجميلة لا يقطع الكهرباء على مناطق كاملة... لأنه مهتم بالترشيد ومشاريعه!

المدارس الأجنبية - عقدة مسؤولي مدارس الحكومة - انهت اختباراتها ووزعت شهاداتها مع آخر يونيو، مع فارق المخرجات، بينها وبين مخرجات مدارس موضي... دون إطالة وتطويل، لأنها إدارات فاهمة، وعارفة، وذكية... مثل الوزيرة ووكلائها!





جعفر رجب

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي