«مناوشات» كلامية بين «تيار الحريري» والصفدي

انتخابات فرعية في «المنية الضنية» اليوم والمعركة «سياسية» على مقعد «المستقبل»

تصغير
تكبير
|بيروت - «الراي»|
تُفتح صناديق الاقتراع اليوم امام نحو مئة الف ناخب في قضاء المنية الضنية (عكار) في إطار الانتخابات الفرعية لملء المقعد النيابي الذي شغر بوفاة النائب هاشم علم الدين (من كتلة الرئيس سعد الحريري)، على ان يتولى المرشح الفائز إكمال الولاية التي تنتهي العام 2013.
وعشية هذا الاستحقاق، ارتدت «فرعية» المنية الضنية طابعاً سياسياً بامتياز تختزله المعركة «الحامية» التي ستدور بين مرشحيْن رئيسييْن، الاول، كاظم صالح الخير المدعوم من «المستقبل» ومكونات أخرى في «14 مارس» ومن «الجماعة الإسلامية»، والثاني، هو كمال الخير المدعوم من «حزب الله» وقوى «8 مارس».
وبدا واضحاً ان هذه الانتخابات تكتسب دلالات بازرة لا سيما لـ «المستقبل» الذي يسعى عبر هذا الاستحقاق الى «تعويض» بعض «النكسات» التي أصيب بها في عدد من البلدات الرئيسية في القضاء في الانتخابات البلدية الأخيرة (في 30 مايو)، وتالياً معاودة تثبيت «شرعيته الشعبية» في منطقة تُعتبر أحد أبرز معاقله وتشكل الطائفة السنية أكثر من 90 في المئة من نسبة ناخبيها، وسط تأكيد النائب احمد فتفت (عن الضنية) «ان الانتخابات الفرعية تحوّلت معركة سياسية بسبب تجمع قوى عديدة لضرب «المستقبل» في معقله».
وقبل ساعات من فتح الصناديق، برز ارتفاع «الحماوة» بين «الحلفاء»، وتحديداً بين «المستقبل» وكتلة «الوفاق الوطني» التي تضم النائبين (الوزير) محمد الصفدي وقاسم عبد العزيز اللذين اعلنا «الحياد» في هذه الانتخابات وتركا لناخبيهما حرية الاختيار بعدما اعلنا انهما كانا يفضلان مرشحاً من عائلة علم الدين، علماً ان تبني «المستقبل» المرشح كاظم الخير جاء بعد ترشح سبعة من آل علم الدين، بينهم شقيق النائب الراحل (تردد انه كان سينسحب بحلول ليل امس) الأمر الذي بعثر قوتهم الناخبة.
وقد أزعج موقف الصفدي وعبد العزيز «المستقبل» الذي أصدر بياناً تعقيباً على «مزايدة» نائبي كتلة «الوفاق الوطني» من بوابة «عائلة لها حضورها الراسخ نُجلّها ونحترمها ونبادلها التقدير والاعتزاز، وهي تبادلنا بالمثل». وشدد التيار على أنّ «أهالي المنية والضنية سيقولون كلمتهم يوم الأحد، وسيؤكدون مرة جديدة أن تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو من هذه المنطقة ولها»، مضيفاً: «ان نائبي الكتلة ما كانا ليدخلا حرم البرلمان لولا أصوات «تيار المستقبل» ومناصريه. وعلى كل حال، فإن الحياد الذي اختارته «الكتلة» سيبقى محفوراً في ذاكرة الناخبين في جميع الاستحقاقات المقبلة، لأن لا حياد على حساب المبادئ».
ولم يتأخر ردّ الصفدي وعبد العزيز اللذين أصدرا بياناً باسم الكتلة اوضحا فيه «أن حيادنا جاء نزولاً عند إرادة أهل المنية أنفسهم، ليتمكنوا من التوافق على مرشح عملاً بالأصول والأعراف والتقاليد العائلية».
واذ رأى البيان ان «تيار المستقبل اتخذ قراره وأعلن مرشحه منفرداً وهذا حقه المشروع»، أشار إلى أن «الادعاء بأن نائبيْ كتلة الوفاق الوطني ما كانا ليدخلا حرم المجلس النيابي لولا أصوات المستقبل، هو كلام مرفوض تدحضه الأرقام والوقائع وهو يشكّل إساءة لكرامة أهلنا في المنية والضنية وطرابلس، فالنائبان الصفدي وعبد العزيز مدينان للناس وحدهم دون سواهم بالوصول الى الندوة البرلمانية»، مؤكداً ان «لا معركة سياسية في المنية ولا معركة ضد مبادئ «14 مارس» التي نؤمن بها».
اما فتفت، فأعلن ان «الراحل الدكتور هاشم علم الدين كان عضوا في كتلة تيار المستقبل، وبالتالي فهذا الموقع النيابي هو للتيار»، متمنياً لو كان هناك مرشح من عائلة النائب الراحل، موضحاً ان تكاثر المرشحين ضمن عائلة علم الدين صعّب الموضوع، وقال: «لذلك اختار رئيس الحكومة ترشيح كاظم صالح الخير لما يتمتع به من كفاءة والتزام بخط تيارالمستقبل».
وشرح «ان قوى عديدة اجتمعت في ما يعرف بـ «تجمع الاربعة»، الذي يضم مرشحين سابقين للنيابة في منطقة الضنية، ويحصلون على تأييد كمال الخير، الذي اعلن التزامه وارتباطه بحزب الله حتى في 7 مايو 2008».
يذكر أنه حتى ساعات عصر امس كان لا يزال هناك 13 مرشحاً يتنافسون في هذا الاستحقاق جميعهم من المنية وجوارها، في حين لم يترشح احد من الضنية، التزاماً لعرف توزيع مقاعد الدائرة الثلاثة بمعدل اثنين للضنية وواحد للمنية. واللافت ان غالبية المرشحين يدورون في فلك «المستقبل»، باستثناء كمال الخير، وقد استمرت المساعي لحضّهم على الانسحاب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي