أرق / الارتداد اللغوي... والتواتر العصبي

تصغير
تكبير
|أمل العبيد|

هو باختصار... ما ألت اليه الحركة النقدية... في الوطن العربي، وذلك بسب غياب العقول النقدية غير المتكسبة، فقد اصبحت شمس النقاد في افول مستمر... بعد غياب النقاد وتنحيهم عن الاشراف على كافة المجالات الثقافية... وان المسافة الزمنية بين جيل طه حسين وجيلنا الحالي تحسب بالسنوات الضوئية في مجرة شمسية، تقترب من سديمها ولتزيد الفجوة هوةً عميقة.

فها نحن في الجيل الرابع... وشتان بين المنجز الثقافي هناك... في الجيل الاول للنقد الحديث، وهنا الان في الجيل الرابع اين نحن واين المنجز الثقافي للنقد الحديث اين الابداع والابتكار؟!

فالتبعية الفكرية للغرب قد اعمت نقادنا، الذين اصبحوا تقليدا للفكر الغربي في العمل الادبي، وما ضررنا الا ممن يلوكون النصوص الادبية دون تمعن بما اجمعت به اجزاؤه وسطوره الدسمة، وهذا هو ما خرجت به مدارسنا ومناهجنا طوال العقود المتعاقبة، فنحن اجيال تتبع منهجا بلاغيا صرفا، وتكره وتمقت النقد والادب، فلم يزل البحث جاريا عن الجديد عمن افنى حياته يصارع معوقات العقول والارادة، لينجز بعقله وافكاره وفنه وينسج لنا مما أوتي من جده واجتهاده... ومن تعب سنين الشقاء في قاع المدينة الصماء... لينفض الغبار ويزيل ركام اجيال على خارطة النقد والادب الحديث، ليشيد لنا طريقا يحفره بيده ليتبعه من الاجيال المقبلة، بابتكار يحسب له لا يحسب عليه، فالعلوم لم تعد تحسب وتسمى بمواطنها، ولا تعرف بأوراق سفر... بل اصبحت كنزا بشريا جميعنا مشاركون فيه متشاركون به، ولنضف في سماء العلم والادب والفن نجوما عربية، لنزاحم النجوم الانسانية ليسطع لنا نجم... لا نيزكا يحرق رفات اطلال كانت تزهو بمجدنا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي