د. وائل الحساوي / نسمات / المجلس الانبطاحي
نظرت إلى قاعة مجلس الأمة وقد اكتظت بالنواب والوزراء فوجدتهم جميعاً جالسين أو واقفين ولم أجد فيهم أي نائب منبطحاً على الأرض، فتساءلت: إذا من هم الانبطاحيون الذين تكلم عنهم النائب الفاضل؟!
اكتشفت بأن المقصود هم من وافقوا على عقد الجلسة سرية وسبب انبطاحهم هو السير في ركب الحكومة والتصويت على كل ما تريده دون تفكير، وبمفهوم المخالفة فإن الذين يخالفون الحكومة في ما تريده هم التقدميون والمخلصون والوطنيون!!
إذا كان من يصر على استجوابه بالرغم من معارضة المعارضين وسخط الساخطين ونصيحة الناصحين وطنياً ومخلصاً وتقدمياً، ويتعذر بأنه حق دستوري أصيل للنائب، فلماذا يصبح من يصر على حقه في طلب سرية الاستجواب مستدلاً بأنه حق دستوري أصيل، لماذا يصبح انبطاحياً؟!
ولقد صدق الأخ جاسم الخرافي حين قال بأننا لسنا في مباراة كرة قدم لكي نصر على وجود المتفرجين، بل يستطيع النواب أن يقدموا كل ما يريدون تقديمه من دون الحاجة للجمهور إذا كان هدفهم الإصلاح.
وللعلم فأنا ضد السرية لأن الناس تريد أن تستمع إلى النقاش والمعلومات المتعلقة به لكنني أستشهد بقول الشاعر:
لاتنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
هالطوّل... عسى مجلسنا يطول
قال لي النائب المخضرم الحكيم: هنالك تناسب طردي ما بين طول عمر المجلس وما بين وصول الكفاءات المتميزة في الانتخابات التي تلي ذلك المجلس، ثم فسر قوله بأن الكفاءات في المجلس تعمل بصمت وتصميم وتبتعد عن التصعيد والمزايدات، وبذلك يدرك جمهور الناخبين حجم كفاءتها وانجازاتها فيسعى لإعادة انتخابها، بينما الطبول الفارغة تسعى للقرع المتواصل وإثارة الفتن لكي تظل بارزة أمام الناس، ثم ما تلبث أن تتعب أو تنكشف ويتبين للناس بأنها لم تقدم لهم شيئاً غير الصراخ والصوت العالي.
إذاً فلنحذر ممن يتكلمون ليلاً ونهاراً عن ضرورة حل المجلس لأنه فاشل، لأنهم انما يغطون على فشلهم ويخافون أن يكتشفهم الشعب على حقيقتهم، وتخطئ السلطة عندما تستجيب لهم وتسارع الى حل المجلس بحجة عدم التعاون لأنها بذلك تزيدهم قوة وتعطيهم شعبية لا يستحقونها.
ما لاحظناه في المجالس الأخيرة المنحلة هو أن قصر عمر المجلس كان يدفع بالكفاءات الى ترك الساحة للمتسلقين وتفريغ المجلس من الكفاءات التي أصلت العمل البرلماني وأنجزت القوانين، ولكم ان تسألوا الذين يدفعون في اتجاه حل المجلس: وماذا عن خطط التنمية التي ينتظرها الشعب بفارغ الصبر والقوانين المعطلة هل تريدوننا أن ننتظرها عقوداً قبل أن تأتي تشكيلة المجلس كما تريدون؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]
اكتشفت بأن المقصود هم من وافقوا على عقد الجلسة سرية وسبب انبطاحهم هو السير في ركب الحكومة والتصويت على كل ما تريده دون تفكير، وبمفهوم المخالفة فإن الذين يخالفون الحكومة في ما تريده هم التقدميون والمخلصون والوطنيون!!
إذا كان من يصر على استجوابه بالرغم من معارضة المعارضين وسخط الساخطين ونصيحة الناصحين وطنياً ومخلصاً وتقدمياً، ويتعذر بأنه حق دستوري أصيل للنائب، فلماذا يصبح من يصر على حقه في طلب سرية الاستجواب مستدلاً بأنه حق دستوري أصيل، لماذا يصبح انبطاحياً؟!
ولقد صدق الأخ جاسم الخرافي حين قال بأننا لسنا في مباراة كرة قدم لكي نصر على وجود المتفرجين، بل يستطيع النواب أن يقدموا كل ما يريدون تقديمه من دون الحاجة للجمهور إذا كان هدفهم الإصلاح.
وللعلم فأنا ضد السرية لأن الناس تريد أن تستمع إلى النقاش والمعلومات المتعلقة به لكنني أستشهد بقول الشاعر:
لاتنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
هالطوّل... عسى مجلسنا يطول
قال لي النائب المخضرم الحكيم: هنالك تناسب طردي ما بين طول عمر المجلس وما بين وصول الكفاءات المتميزة في الانتخابات التي تلي ذلك المجلس، ثم فسر قوله بأن الكفاءات في المجلس تعمل بصمت وتصميم وتبتعد عن التصعيد والمزايدات، وبذلك يدرك جمهور الناخبين حجم كفاءتها وانجازاتها فيسعى لإعادة انتخابها، بينما الطبول الفارغة تسعى للقرع المتواصل وإثارة الفتن لكي تظل بارزة أمام الناس، ثم ما تلبث أن تتعب أو تنكشف ويتبين للناس بأنها لم تقدم لهم شيئاً غير الصراخ والصوت العالي.
إذاً فلنحذر ممن يتكلمون ليلاً ونهاراً عن ضرورة حل المجلس لأنه فاشل، لأنهم انما يغطون على فشلهم ويخافون أن يكتشفهم الشعب على حقيقتهم، وتخطئ السلطة عندما تستجيب لهم وتسارع الى حل المجلس بحجة عدم التعاون لأنها بذلك تزيدهم قوة وتعطيهم شعبية لا يستحقونها.
ما لاحظناه في المجالس الأخيرة المنحلة هو أن قصر عمر المجلس كان يدفع بالكفاءات الى ترك الساحة للمتسلقين وتفريغ المجلس من الكفاءات التي أصلت العمل البرلماني وأنجزت القوانين، ولكم ان تسألوا الذين يدفعون في اتجاه حل المجلس: وماذا عن خطط التنمية التي ينتظرها الشعب بفارغ الصبر والقوانين المعطلة هل تريدوننا أن ننتظرها عقوداً قبل أن تأتي تشكيلة المجلس كما تريدون؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]
