برينان... نجم صاعد يسطع في سماء فريق الأمن القومي الأميركي

تصغير
تكبير
|إعداد عبدالعليم الحجار|

عندما أراد الرئيس أوباما، تحقيقا موثوقا حول الاخفاقات الاستخبارية التي أدت إلى محاولة الهجوم الفاشلة على طائرة الركاب الاميركية يوم عيد الميلاد ، فإنه طلب ذلك التقرير من الرجل الذي برز أخيرا كأحد مستشاريه الأمنيين الأكثر ثقة، ألا وهو جون برينان.


وفي غضون أسبوعين، أعد مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الارهاب، تقريرا دقيقا ومتعمقا فاجأ به رؤساء الأوساط الاستخبارية الأميركية، وأثار ضجة مدوية في بعض تلك الأوساط بتقييمه القاسي لأداء الوكالات الاستخبارية.

فمن هو برينان، ذلك الرجل الذي بدأ نجمه في السطوع أخيرا لاسيما على ساحة السياسة الخارجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط من خلال تصريحاته المثيرة للجدل التي كان أدلى بها قبل بضعة أيام حول «حزب الله»، وأكد من خلالها، أنه يرى أن على واشنطن أن تسعى إلى بناء علاقات مع «العناصر الأكثر اعتدالا»، في اشارة ضمنية إلى امكانية وجود حوار غير مباشر بين واشنطن و«حزب الله»، وهو الأمر الذي أشارت اليه «الراي» في حينه.

بفضل انجازات برينان الحرجة المسجلة على مدار تاريخه المهني، بما في ذلك محاولة التفجير الفاشلة في ميدان تايمز سكوير في نيويورك، استطاع برينان أن يكتسب قوة ونفوذا متزايدين داخل البيت الأبيض، وفقا لما يراه مسؤولون عديدون، ممن يقولون انه يتمتع بكفاءة غزيرة ممزوجة بأسلوب يدعو إلى الثقة والاطمئنان.

ورغم وجود ممتدحين ومنتقدين لأساليب عمل برينان، فإنهم يتفقون جميعا على أنه نجح في بناء منظومة أمن قومي رفيعة المستوى في البيت الأبيض، تتفوق من حيث القوة والتماسك على كل المنظومات التي بناها كل من سبقوه. وتعليقا على ذلك، يقول مسؤول استخباري أميركي بارز: «برينان يقوم في الواقع بمهام مدير الاستخبارات القومية».

تجدر الإشارة إلى أن برينان البالغ من العمر 55 عاما، أمضى معظم حياته المهنية في وكالة الاستخبارات المركزية. كما انه يتحدث العربية وكان في وقت من الأوقات رئيسا لمحطة «سي آي اي» السعودية.

وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، ونظرا إلى خبرته الواسعة في مجال مكافحة الارهاب، قررت الإدارة الأميركية آنذاك تكليف برينان، إنشاء مركز جديد لمكافحة الإرهاب خارج نطاق «سي آي اي»، وكانت تلك خطوة تمهيدية لفكرة انشاء ما يعرف حاليا باسم المركز القومي لمكافحة الإرهاب، أو NCTC.

وكان برينان نجح في أن يكتسب ثقة أوباما من خلال عمله في الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2008 كمستشار في السياسات الأمنية والإرهاب. وبعد أن رشحه أوباما مبدئيا لقيادة الوكالة المركزية خلال الفترة الانتقالية، اضطر برينان الى الانسحاب بعد أن اعترض الليبراليون على ترشيحه، متذرعين باتهامه بانه أذعن لسياسات الاستجواب القاسية التي انتهجتها «سي اي اي» خلال فترة ادارة الرئيس السابق جورج بوش.

وفيما يبدو تعقيبا على التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها برينان أخيرا حول ضرورة سعي واشنطن إلى بناء علاقات مع «العناصر الأكثر اعتدالا» في «حزب الله»، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» في عدد الاحد، عن مسؤولين في البيت الابيض قولهم، انهم ببساطة لا يعتقدون أنه ينبغي وضع رؤساء اجهزة الاستخبارات في موقف الاضطرار إلى الإجابة عن أسئلة في السياسة العامة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي