تحقيق / مشكلة شُح المياه تدق أبواب المنطقة كل صيف... «التنكر» بعشرة دنانير

أهالي «الجابرية» يستغيثون: وينك يا حكومة؟ أصبحنا مثل عُزّابية الجليب

تصغير
تكبير
|كتب عمر العلاس وفهد المياح|

يبدو أن مشكلة انقطاع المياه ليست قاصرة على المنطقة الجنوبية فقط، ولكنها امتدت أيضاً لتطول منطقة الجابرية، الذي أكد بعض قاطنيها ضعف ضخ المياه، إلى جانب حدوث بعض الانقطاعات المتكررة.

وأبدى المواطنون الذين التقتهم «الراي» استياءهم حيال تلك الأزمة التي أصبحت تتجدد مع حلول كل صيف، داعين إلى أهمية ايجاد حلول جذرية لمعالجة الوضع.

وأعربوا عن استغرابهم لزيادة أصحاب التناكر تسعيرتهم وتفاوت السعر ما بين 8 إلى 10 دنانير، مؤكدين «ان الحالة التي باتت تحكم أصحاب التناكر المزاجية العالية في ظل غياب الرقابة... وهنا التفاصيل:



في البداية أكد أبوسلمان أحد قاطني منطقة الجابرية على شُح المياه، قائلاً: «بعد الثانية عشرة ظهرا لا مياه اطلاقا».

وأضاف أبوسلمان «لدي بيت فيه بعض الأعمال الإنشائية في قطعة 9 ونظراً لضعف المياه وانقطاعها اليومي من بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً، يتوقف حال العمال، وهناك يكون لنا بد إلا اللجوء إلى أصحاب التناكر.

وأردف أبوسلمان واصفا حال أصحاب التناكر بـ «المزاجية» لتفاوت أسعارهم بين الحين والآخر والتي تتراوح ما بين 8 إلى 10 دنانير للتنكر الصغير.

ودعا أبو سلمان المسؤولين في وزارة الكهرباء والماء إلى الاسراع لوضع حد للمشكلة المتكررة بشكل يومي.

وأشار إلى ان تركيب مضخات سحب المياه في الشارع الذي يقطنه قد تكون احدى أسباب ضعف المياه مرتئياً ضرورة منع تركيبها وترك الأمور إلى طبيعتها.

وأردف «لكن المشكلة تكمن في ان عدم تركيبها سينجم عنه ضعف المياه وعدم وصولها إلى الادوار العليا مشدداً على اهمية رفع المعاناة عن اهالي الجابرية بشأن انقطاعات المياه المتكررة وشح المياه.

اما المواطن صادق ما تقي فأعرب عن استيائه من انقطاع المياه في مدرسة هند المتوسطة في منطقة الجابرية والتي تدرس فيها ابنته.

وأوضح ما تقي «ان ابنته ابلغته منذ يومين بانقطاع المياه عن مدرستها داعياً إلى اهمية ايجاد حلول بديلة يمكن معها معالجة الوضع عند انقطاعات المياه خاصة في ظل الحاجة الماسة للمياه في تلك الأماكن العامة.

وشدد ما تقي على اهمية تنفيذ المشاريع التنموية الخاصة في المياه لوضع حد لتلك الانقطاعات مبدياً استغرابه حول انقطاعات المياه في عدد من المناطق الأخرى.

وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الجابرية التعاونية يوسف دشتي «ان المياه انقطعت عن الجمعية قبل يومين وكذلك الحال انقطاع المياه يوم الاربعاء الفائت عن قطعة 7 في ذات المنطقة.

وأضاف دشتي: «ان كل شيء من وزارة الكهرباء والماء اصبح متوقعاً في ظل عدم الاهتمام بصيانة الشبكات والخطوط وعدم تنفيذ المشاريع المستقبلية.

وتساءل دشتي «أين تذهب الميزانيات الضخمة لوزارة الكهرباء والماء مع استمرار حالات الانقطاع المتكررة للمياه مبدياً استغرابه من عدم التحرك السريع والفعال من قبل المسؤولين في الوزارة لمعالجة الأوضاع ووضع حد لتلك الانقطاعات.

وأردف دشتي مبدياً سخريته حول انقطاعات المياه ان تغير بعض المحابس في منطقة الشعيبة وما ترتب عليه من انقطاعات في المناطق المغذية لها ان دل فإنما يدل على حسن المتابعة.

وتابع: «منذ ثلاث سنوات تقريباً ومشاكل المياه تطفو على السطح دون تحرك فعلي وجاد لمعالجة الأوضاع» متسائلاً إلى متى يستمر هذا الحال؟

وأعرب خليل عرب احد المسؤولين في جمعية الجابرية عن استيائه من انقطاع المياه عن الجمعية قبل يومين وعدم وجود مياه لوضوء المصلين.

وأضاف عرب «الأمر الثاني المستغرب المزاجية العالية لأصحاب التناكر واستغلالهم للظروف في تحديد اسعار تناكرهم.

وأردف عرب «غريب ان يصل سعر تنكر المياه الصغير إلى 8 دنانير وفي مناطق اخرى 10 دنانير، وهذا ما حدث مع شقيقتي التي تسكن ايضاً منطقة الجابرية واضطرت لشراء تنكر مياه عند انقطاعها».

واستغرب عرب تكرار حدوث تلك الانقطاعات مع كل صيف منذ سنوات، مضيفاً «في فترة الصيف من المفترض مع سفر كثير من المواطنين وايضاً المقيمين الا تحدث تلك الانقطاعات».

وتمنى عرب على المسؤولين في وزارة الكهرباء والماء ايجاد حلول فعالة لمشكلة انقطاع المياه وضعفها في احيان كثيرة من منطلق انه لا حياة من دون مياه.

وأكد محمد علي احد قاطني منطقة حولي على انقطاع المياه في الشارع الذي يقطن فيه من السبت الماضي إلى الخميس وعدم وصولها الا في الساعة الثالثة فجرا.

واوضح علي «ان الامور صارت بداية من يوم الخميس الماضي بشكل طبيعي وان كان هناك ضعف بعض الشيء في نسبتها».

وقال خلدون المصري: اعمل في جمعية الجابرية التعاونية ومنذ يومين حدث انقطاع للمياه واستعنا للتغلب على هذا الامر بتنكر مياه».

اما الدكتور نواف الحربي الذي يقطن منطقة الجابرية فأكد عدم حدوث اي انقطاعات للمياه، موضحا ان الامور تسير بشكل جيد جدا.

وأيد كلام الحربي محمد فاضل القاطن لنفس المنطقة، مؤكدا ان الامور تسير بشكل طبيعي وليست هناك اي انقطاعات للمياه.

ومن جانبه، رأى عدنان المنصور ان انقطاع المياه في المنطقة لفترات قليلة يضع الشك لدينا في ان المياه سوف تنقطع بشكل مستمر في المنطقة، مشيرا إلى ان هذه مصيبة وكارثة كبيرة في حقنا، نحن ككويتيين خصوصا ونحن نعيش في دولة غنية، وبامكانها ان تغذي دولا اخرى من المياه.

وتساءل: هل يستطيع احد العيش من دون وجود ماء، وهل بالامكان ان يتحمل حرارة الصيف من غير وجود المياه، مجيبا بالطبع من الاستحالة ان يمر يوم واحد فقط من دون ماء.

واستغرب مما يحدث من اصحاب التناكر قائلا: ان «مشكلة المياه اصبحت تطرح في المزاد العلني الان والذي يدفع اكثر يحصل على المياه، لقد اصبح الطمع واضحا للعيان وامام الجميع حيث لايوجد رقيب او حسيب»، مضيفا «حتى المسؤولون عن الطوارئ في وزارة الكهرباء والماء يؤكدون لنا انه لا ذنب لهم في ما يحدث، حتى لا تتفاقم المشكلة.

واضاف المنصور: «نحن لا نريد الوصول إلى جلب تناكر بشكل مستمر إلى منازلنا، ولانريد ان نصبح مثل بعض المناطق العزابية كالجليب وغيرها من الاستعانة بهذه التناكر كل 6 ساعات وانما نريد تعهد من وزير الكهرباء والماء بدر الشريعان ان يضمن لنا حياة كريمة نعيشها في منازلنا دون انقطاع المياه.

اما أحمد السعود فقال «في الاسبوع الماضي تم انقطاع المياه عن منزلي لعدة ساعات واضطررت ان انقل ابنائي وزوجتي إلى بيت والدي وذلك خشية بأن يستمر هذا الانقطاع إلى فترة طويلة.

ورأى ان انقطاع المياه جاء في مصلحة اصحاب التناكر لرفع الاسعار إلى عدة اضعاف سعره المقرر من الدولة مستغلين وضع الانقطاعات المتكررة.

التقينا بعض اصحاب التناكر المتجولين في المنطقة وبعض قائدي التناكر للتعرف على اسباب زيادة تسعيرة التنكر وما اذا كان هناك زيادة في الطلب عليهم خلال الفترة الماضية، فقال السائق اسماعيل وهو بنغلاديشي الجنسية «هناك بعض المنازل تم انقطاع المياه عنها وقمت بتوصيل المياه لها عن طريق التنكر».

واضاف بالنسبة لتسعيرة التنكر معروفة لدى الجميع والمقررة من الدولة والمكتوبة على واجهة التنكر، وهي 8 دنانير للتنكر سعة 5000 غالون و5 دنانير لسعة 3000.

اما سائق التنكر اسلان حسين فقال هناك بالفعل ضغط كبير في تلك الايام لكن هناك التزام من جانبه بالسعر المحدد.

واردف حسين «البعض منا لا يلتزم بالاسعار ويبيعون التنكر بزيادة تقدر بحوالي دينارين عن سعره الاصلي»، مضيفا «ان هذا الامر خطأ كبير من جانبهم».





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي