د. علي عبد الله جمال / بعد سبع سنوات عجاف

تصغير
تكبير

جاءت زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة جورج دبليو بوش بعد سبع سنوات عجاف قضاها سيادته بين أروقة ودهاليز البيت الأبيض واتخاذه سياسات تُعد منطقة الشرق الأوسط ملعباً لها، وذلك تحت شعار مكافحة الإرهاب تارة ونشر الديموقراطية تارة أخرى! هذه الزيارة التي تعد متأخرة، بل متأخرة جداً، أشبه بتبديل يائس في الوقت بدل الضائع، إذ لم يبق سِوى 11 شهراً فقط على تقديم «قبلة الوداع» للسيد الرئيس!

من أغمض عينيه واستمع إلى تصـــــريحات السيد الرئيس في محطاته الخليجية والعربية يتخيل بأن سيادته يتحدّث من الحديقة الأمامية للبيت الأبيض أويطلق تصريحاً من مزرعة العائلة، فهو حاول جاهداً التـــــرويج لفكرة «الخطــــر الإيــــراني الآتي من الشـــــرق» تارة، وفكرة التعايش السلمي مع الصهاينة تارة أخرى، مستصغراً بتصريحاته عقول أبناء هذه المنطقة، ضارباً بآرائهم عرض الحائط، ومتناسياً أبســط أبجــــديات الديبلوماسية.

في المقابل، جاءت ردود الفعل العربية الرسمية والشعبية صريحة وواضحة في محاولة تصحيح مسار تلك التصريحات وإيصال رسالة مفادها أن شعوب المنطقة لا تقبل أن تكون أراضيها «حلبة مصارعة» أو ساحة لتصفية حسابات، فصداقات الدول والحكومات مع الولايات المتحدة لا تعطي الأخيرة حق الولاية والتصرف.

أما بالنسبة إلى نكتة حل القضية الفلسطينية، فتباشير زيارة سيادة الرئيس جاءت سريعة ومباشرة من خلال انتهاك الصهاينة لأبسط حقوق الإنسان في قطاع غزة المحاصر، بالإضافة إلى سفك الدماء هناك، وهذا خير دليل على جدية سيادة الرئيس بوش في نشر «ديموقراطيته» وتوزيع فتاتها على من يرغب من أهل المنطقة.

في الختام، ندعو بوش وإدارته إلى الاعتراف بعدم مقدرتهم على «فك شفرة» أبناء هذه المنطقة من عرب ومسلمين، كما ندعوهم إلى ترك «شِعاب» مكة لأهلها، لكي نبقى معكم أصدقاء.


د. علي عبد الله جمال

طبيب وكاتب كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي