حسين الراوي / أبعاد السطور / حزبي الأول والأخير

تصغير
تكبير
صباح الخير أيها الوطن

صباح الخير أيتها الكِتابة

صباح الخير أيها الفقراء

صباح الخير أيها الموظفون المخلصون

صباح الخير أيها العمال الكادحون

والله لقد حيرّني وضعك أيها الوطن

وأظنك أيضاً يا وطن احترت من وضعنا!

أيها الوطن البائس الحزين

لقد أُثخنت بالخيبة والفساد واللصوص والسلب والنهب

مرر أصابعك على وجهك يا وطن تحسس ملامحك

هل ترى كيف غاب عنك بريقك الذي كان يسكنك؟

حتى جسدك هزُل كثيراً بعد أن كان فتياً يافعاً ممشوقاً مفتول العضلات

لك عُذرك يا وطن

وللفقراء أعذارهم يا وطن

ولحناجر الأقلام بحتها يا وطن

وللجروح مسافاتها يا وطن

هل رأيت يا وطن

كيف سلبوا مِنا كل الألوان ولم يتركوا لنا إلا اللون الرمادي!

وكيف استحوذوا على سلّة الكعك ورموا لنا بالخبز اليابس!

وكيف شفطوا الماء العذب وتركونا نحتسي الماء الأُجاج!

وكيف ينامون على ريش العصافير ونحن ننام على الحصير!

وكيف يستنشقون البيروقراطية ونحن نستنشق دخان المصانع والسيارات!

وكيف تتضخم أرصدتهم في كل يوم ونحن نزداد فقراً ونتابع أخبار الزيادات!

وكيف تُفتح أمامهم كل الأبواب ونحن في وجوهنا تُغلق كل الأبواب!

وكيف يلبسون العنصرية الشديدة ونحن نلبس أسمال البساطة!

وكيف يسعون لمضايقتنا ونحن لا نسعى لمضايقتهم.

وطني العزيز

أنا لا أنتمي لأي بطانة

ولا لأي حزب

ولا لإحياء التراث ولا للإصلاح الاجتماعي

ولا للخط الأخضر أو الخط البنفسجي

ولا لابن لادن أو عمرو دياب

ولا لهامور أو نائب أو وزير

أنت حزبي الأول والأخير.



حسين الراوي

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي