ألقى محاضرة «من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»

الياسين لحشد من الأطباء في مستشفى السلام: علاج المرضى من كمال العبودية لله

تصغير
تكبير
|كتب عمر العلاس|

من مستشفى السلام الدولي حض الداعية الدكتور جاسم محمد المهلهل الياسين حشدا من الأطباء على التفاني في العمل ورعاية صحة الناس كافة، مؤكدا ان علاج الطبيب للمرضى من كمال العبودية لله.

وأكد الياسين في محاضرة «من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً» في مستشفى السلام أول من أمس على مكانة الطب الرفيعة ومنزلته السامية وتربعه على عرش الرفعة بين العلوم إلا انه في ذات الوقت شدد على أهمية اتقاء الطبيب الله في عمله ومراقبة الله في علاقته مع المريض والرفق به وحفظ أسراره وعدم تحميله ما لا طاقة له به واستحضار النية الصادقة في علاجه.

واستهل الياسين المحاضرة ملقيا الضوء على مكانة الطب الرفيعة ومنزلته السامية وتربعه على عرش الرفعة بين العلوم واكتساء صاحبه هيبة واحتراما كل على حسب اتقانه لعلمه وحسن تطبيقه بين الناس».

وأضاف الياسين «ان هذه المكانة الرفيعة التي يتحلى بها الأطباء تنبع من ارتباط عملهم بحياة الإنسان وروحه الذي يبذل الغالي والنفيس في سبيل صحته».

وأردف الياسين ان دور الطبيب في الحياة كبير ولا يقتصر على علاج المريض جسديا بل يجب أن يرتقي إلى أعلى مستويات الإصلاح الاجتماعي، وعليه أن يشارك في اصلاح المجتمع جسميا وعقليا ونفسيا واجتماعيا ودينيا».

وأوضح «ان هناك مرتكزات وأخلاقيات يجب أن يتحلى بها الطبيب الحقيقي، مبينا ان من أهمها تحقيق العبودية لله عز وجل وتحقيقها يتأتى من خلال التفكير في خلق الله وإبداء صنعه للإنسان».

وأضاف «لن يكون هناك أقدر على التفكير في هذا الميدان من الطبيب متابعا «ان الإنسان يجد دوما غربة في تفكيره، لكن عندما يربطه بالله ستزول الغربة وسيأنس بالله عز وجل».

وأردف «الأمر الثاني الذي يمارسه الطبيب في تحقيق العبودية هو العبودية من خلال خدمة الناس، مستشهدا في هذا الشأن ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ذات الدلالة على ذلك».

وبين الياسين «ان الطبيب يستطيع أن يتعبد الله عز وجل في علاجه للناس من خلال تثبيت عقيدتهم وتذكيرهم بأن المرض له فوائد»، مضيفا «الطبيب يمكن له أن يتعبد الله من خلال الاعتقاد بأن الشفاء من عند الله وحده وان دوره يقتصر في الدلالة على العلاج الذي يتوقع فيه الشفاء للمريض، مؤكدا ان على الطبيب أن ينقل هذا الاعتقاد إلى المريض».

وبين الياسين ان من الامور الاخرى في تحقيق العبودية بالنسبة للطبيب هو استشعار عظيم العمل الذي يقوم به ففي عمله انقاذ لحياة الناس وهو نوع من احيائها، كما نص الشرع السماوي «من احياها فكأنما احيا الناس جميعا».

واضاف الياسين «ان هذه الآية ان كانت نزلت في بني اسرائيل فإن لنا فيها نصيبا لان شرع من قبلنا ان لم يصطدم بشرعنا فهو شرع لنا».

واكمل الياسين «ان الاحياء لايكون فقط بالامور المادية الجسدية بل يجب ان يكون في الامور الاخلاقية والقيمية».

واضاف «ان على الطبيب اتقاء الله عز وجل في علاج الناس، واستحضار النية الصادقة في علاجهم، واستحضار مراقبة الله في علاقته مع المرضى وان يكون على علم ومعرفة بالاحكام الشرعية وان يتحلى بالمعاملة الطيبة وسعة الصدر وان يكون متخلقا بالصبر».

وتابع «ان عليه ان يكون رفيقا بالمرضى مؤتمنا على حفظ اسرارهم، غاضا لبصره بعيدا عن كل شبهة يخاف الله ويتقيه، مؤتمنا على تقديم العلاج الذي يراه مناسبا لايحمل المريض مالا طاقة له به فاذا كانت تكفيه الحمية فلا داعي لكتابة الادوية التي تثقل كاهله.

وتابع الياسين حديثه حول دور الطبيب مستشهدا بكلام ابوبكر الرازي قبل مئات الاعوام عن مهنة الطب، مبينا «ان الامام الرازي اعترف بشدة حاجة الناس للاطباء وبدورهم الكبير في ادخال البهجة والسرور على الانسان ودورهم في اكتشاف المستقبل، حيث ان اكتشافاتهم دوما كان لها السبق في الحياة».

ودعا الياسين في نهاية المحاضرة إلى مساعدة المرضى غير القادرين من خلال تخصيص يوم للعلاج المجاني من جانب الاطباء، مشيدا في هذا الشأن بما يفعله جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب.

حضر المحاضرة حشد كبير من الاطباء كما حضرها رئيس مجلس ادارة مستشفى السلام الدولي الدكتور طارق المخيزيم والمدير العام لمستشفى السلام الدولي الدكتور ايمن المطوع.





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي