«دافوس» يطرح السؤال... من يدير الأزمة؟
ابراهيم دبدوب متحدثاً في دافوس (اي بي ايه)
دافوس (سويسرا)- رويترز- دعا زعماء الاعمال أمس الى قدر أكبر من القيادة لدرء شبح التباطؤ الاقتصادي وقال البعض ان الخفض المفاجئ في أسعار الفائدة الأميركية ربما كان متعجلا أكثر من اللازم وقد يغذي فقاعة جديدة في الاسواق.
ومن ناحيتها رحبت الاسواق بحذر بتحرك مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الثلاثاء لخفض الفائدة ولكن زعماء الاعمال المجتمعين في منتجع دافوس السويسري لحضور اللقاء السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي دعوا الى قيادة أقوى على المستوى العالمي.
وقال رئيس الانشطة الاستثمارية في مجموعة بلاكستون الأميركية للاستثمار جون ستودزينسكي الخاص لرويترز «ما تحتاجه الاسواق بشدة الان هو القيادة سواء كانت على المستوى العالمي أو الاقليمي ويبدو ان هذا أمر مفقود». ومضى قائلا «الى ان ترى الاسواق قدرا أكبر من القيادة على أساس الفعل وليس رد الفعل فسيستمر الاحساس بهذا القلق العارم وهذا الاحباط».
ويبدأ زعماء الاعمال والسياسة على مستوى العالم اجتماعاتهم في دافوس أمس وهم يواجهون ما يخشى كثيرون أن يكون أكبر أزمة مالية منذ الحرب العالمية الثانية.
ويهيمن الخفض الطارىء للفائدة الأميركية الذي أعلن امس الثلاثاء بعد يومين من الهبوط الحاد في أسواق الاسهم العالمية على الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي تشارك فيه شخصيات مالية وصناعية وسياسية بارزة من بينها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.
وقال رئيس ادارة اسيا في بنك مورجان ستانلي الاستثماري الأميركي ستيفن روتش ان مجلس الاحتياطي ربما يكون قد سمح لحالة الذعر في الاسواق بان تدفعه عنوة نحو اتخاذ اجراء.
وقال «لدينا هنا مجلس احتياطي اتحادي صديق للسوق يضخ الكثير من السيولة في النظام المصرفي بشكل يجعلنا نواجه اقتصاد فقاعة جديدا».
وألقت رايس الكلمة الافتتاحية في اجتماع دافوس أمس، وركزت فيها على ما تطلق عليه «الواقعية الأميركية» في العالم.
وعلى الصعيد الاقتصادي سيواجه صانعو السياسة هذا العام أزمة مصرفية وكسادا متوقعا على نطاق واسع بينما ستتصدر الاختلافات السياسية بين الولايات المتحدة وأوروبا الموقف.
وكان الاجراء المنفرد للمركزي الأميركي أمس الثلاثاء عندما خفض الفائدة بواقع 75 نقطة أساس أكبر تحرك طارىء في عقدين. ومن شأن هذه الخطوة اما أن تضغط على البنك المركزي الاوروبي لتخفيف موقفه من خفض الفائدة والتوصل الى رد منسق أو الاعتراف بوجود هوة عميقة في السياسة النقدية بين اوروبا والولايات المتحدة.
وينتهج صانعو السياسة الاوروبيون خطا أكثر تشددا مقارنة مع أقرانهم في الولايات المتحدة حيث يشيرون الى مخاطر التضخم أكثر مما يشيرون الى المخاطر التي تتهدد النمو وذلك رغم الضغوط المتزايدة عليهم لتخفيف موقفهم.
وخلال الاسبوع الماضي اعتذر عدد من صانعي السياسة عن حضور لقاء دافوس بسبب مشاغلهم الداخلية. ومن هؤلاء وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون ووزير المالية البريطاني اليستير دارلنج.