تركي العازمي / دور العلاقات!

تصغير
تكبير

للعلاقات والعلاقات العامة عموماً دور مهم وحيوي في إرساء مفاهيم معينة، فإما أن تكون هدامة وإما بناءة، وذلك حسب طبيعة فهمنا لتلك العلاقات. فلو نظرنا إلى الشخص الانطوائي، حتى وإن كان ذكياً في مجال عمله فإنه بلا شك سيفشل عند توليه منصباً قيادياً من دون الأخذ بعين الاعتبار الخصائص الشخصية للفرد المرشح للمنصب القيادي الذي تعتبر مهارات الاتصال والعلاقات واللباقة من أهم الركائز التي يجب أن ينطلق منها القيادي لحظة تسلمه مهام عمله.

في الكويت يظهر مستوى العلاقات العامة متدنياً جداً، حتى بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهذا ما جعل الاتفاق والوصول إليه في شأن القضايا محل الخلاف أشبه بالمستحيل، حتى وإن جنحوا إلى التهدئة.

إن رب الأسرة حينما يمتلك مهارات الاتصال وكيفية تنمية علاقته مع أفراد أسرته وطريقة التعايش معهم رغم الخلافات الكثيرة التي تحدث في كل بيت فإننا سنجني ثمار النجاح وننعم بعيشة رخاء وسعادة... ورب الأسرة هذا إن كان موظفاً وطبق طريقة تعاطيه مع مجريات الأحداث العائلية (العلاقات الأسرية – العائلية ) فإنه مع صقل بسيط لتلك المهارات والمواهب التي اكتسبها من خبرته في محيط عائلته سيصبح قائداً ناجحاً ويتمكن من قيادة جموع العاملين معه بشكل احترافي أفضل من غيره.

إن العلاقات العامة علم وعلماء الاجتماع والنفس قد عرضوا دورات كثيرة في هذا المجال، ولكن الانخراط فيها بالنسبة إلى البعض يعتقد أنه تقليل من شأنهم، مع العلم بأنها ضرورة ملحة لصقل المهارات وتنميتها.

إن فك الاشتباك، حل الاختلاف، معالجة الأزمات بحاجة إلى فرد متمرس في العلاقات العامة ويرجع بعض الباحثين إلى أن صفة اللباقة يتميز بها الناجحون من الأفراد ممن يتوصلوا إلى الحلول وبسط السبل لمعالجة الأزمات، وتنقية الأجواء وحل حالات الاشتباك والاختلاف بشكل مرض مع قليل من التنازلات من الطرفين.

ولو عدنا إلى مجلسي الأمة ومجلس الوزراء، حينما كان الوزير السابق محمد ضيف الله شرار يمثل صلة الربط بين الحكومة والمجلس للاحظنا طريقته في الرد، إذ إن الابتسامة لا تفارق محياه ويرد بطريقة تمتص غضب الطرف الأخر ويلطف الأجواء، وهكذا الحال في باقي القطاعات سواء العام منها أو الخاص كون السمات الشخصية لها دور رئيسي في تصفية الأجواء وإزالة الاحتقان، وكل مؤسسة لها خصوصيتها في طبيعة المشاكل، وبحاجة إلى طراز معين من القادة.

على أي حال، ما نقصده في هذا المقال أن حالة الاحتقان التي عاشتها الساحة السياسية انتفت بعد لقاء صاحب السمو الأمير مع الكتل، ونتمنى أن تستمر وهذا يرجع إلى القائمين على العلاقات بين مجلسي الأمة والوزراء.

إننا في أجواء سياسية متقلبة والمصالح الشخصية طغت على الوضع الراهن والواجب أن نلتفت إلى أحوال البلد ونحسن من علاقاتنا العامة في ما بيننا ونتذكر حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): «تبسمك في وجه أخيك المسلم صدقة»... إنها ابتسامة، فما بالك لو أضفنا إليها حسن نوايا والتماس العذر وتقبل الرأي الآخر بأريحية... والله المستعان.


تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي