جعفر رجب / تحت الحزام / بوابة على العصر الحجري

تصغير
تكبير
بالأمس قلنا إن ختام الاسبوع الفائت كان زفتاً، ولم نكمل المزفتة، فختام الأسبوع الفائت احتفلنا بالبوابة الالكترونية الرسمية لدولة الكويت...! واستقدموا فرقة استعراضية، وعرضوا بعض الحركات «الجمبازية»!

ولأني إنسان وطني وأحب بلدي، قررت الدخول إلى البوابة الالكترونية والتجول في البوابة التي كلفت الدولة ملايين الدنانير من استشارات، وعمولات، وموظفين، وفراشين، في الجهاز المركزي العظيم!

فتحت البوابة الالكترونية ودخلت فيها دخول الفاتحين، حاملا سيفي البتار، وقلمي المغوار، أحرك «ماوسي» يمينا ويسارا بحثا في هذه البوابة فاكتشفت مايلي:

1 - ان مجرد دخولك البوابة الالكترونية تتذكر منتديات الشعر الشعبي، التي ينشئها الهواة في محلات شارع ابن خلدون، ولا يكلفهم ذلك أكثر من مئتي دينار، وتصدم باللون البني في الموقع الذي تكتشف على اثره عمق الفجوة بيننا وبين شيء يسمى بالذوق، وقد تخيلت ان إنشاء الموقع تم كما يلي: مسؤولو الجهاز المركزي متورطون، فقد صرفت الملايين دون أي مردود، ولأن المطلوب منهم إنشاء موقع رسمي على الأقل، كواجهة لمشروع الكتروني متكامل، ينط حارس أمن اسمه حمدي فيتحمل مسؤولية بوابتنا، فيستفيد حمدي ملاليم ويستفيد مدير حمدي ملايين!

2 - من طرائف الموقع هي خدماته الالكترونية، تدخل خدمات الداخلية، وطلب زيارة أو تمديد إقامة وغيرها... تدخل فيكتب لك جهز هذه الشهادات ثم راجع المركز المختص... ياسلام على الخدمة شنو هالخدمة العظيمة «ونورت المحكمة» رقاصة وبترقص، فبدلا من أن يطالبك الموظف بالأوراق تقرأها بالبوابة، وعندما تذهب لمراكز الداخلية ستجد على بواباتها مطالب أخرى!

3 - من طرائف الموقع الأخرى أو مصائبه، خدمة المطاعم، ينافسون فيها بدالة المطاعم، بإمكانك أن تتعرف على أرقام هواتف مطاعم المشاوي والفطاير والمطاعم الهندية التي تبيع السمبوسة... ما علاقة المطاعم بحكومة دولة الكويت؟! الظاهر ان من أنشأ المطعم كان «حزتها يوعان»!

ملايين نهدرها كعاداتنا على لا شيء، البوابة مثل أصنام قريش، لا تضر ولا تنفع، موجودة حتى لا يُقال إن الديرة من دون بوابة الكترونية تعمل على الفحم الحجري!

***

للتوضيح ومنعاً للبس، الخميس الفائت لم أنشر مقالا ليس بداعي المنع والرقابة، بل بداعي الكسل، فعادة «الراي» ودون أن ترفع شعارات الحرية، لا تمنع إلا واحدا في المئة مما أكتب وأرسم، بداعي مخالفته لقانون المطبوعات... والغريب أنه يصدف أن أكتب المقال وأنا متيقن من رفضه، فيصرون على نشره، وشكرا!





جعفر رجب

JJaaffar@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي