رثاء / كلمات حزينة...
| محمد خضر الباذر |
مهما هربت فان الموت يقتفي أثري، ويجدني في قلوب أحبتي ساكنا أحلى ما يكون السكون، فيباغتني في لذة هدأتي كي يخطف مني أغلى أحبائي. أقف كالجذع المنكسر من شجرة فتحملها شجرة أخرى، وعندما نبتت فيها وريقاتي وأزهاري تكسرت تلك الشجرة، وأسقطتني منكسرا على كسري مرة أخرى.
أنحني على انحناءة كسرتي مترددا متلهفا لقبلة وداع من أفجعني انطفاء شمعة حياته، فتظلم الدنيا في عيني ولا أكاد أرى حتى حدقت ببصري فوجدته يقبلني بجبهته النورانية.
رجوت الله أن يورثني كل أحزان فقد هذا الرجل الغالي من أبنائه واخوانه وزوجته ويبثها فيّ، ويسلي أفئدتهم بصبر زينبي وهم الذين وجدتهم أصبر مني. أسمع صرخات وداعهم له كلها استغاثات بالنبي وأهل بيته عليهم السلام وصار الكل يبكي الحسين عليه السلام، وهم يودعون خالي المرحوم توفيق الشواف، والله اني لأفتخر بأنه خالي الذي تمنى قرابته كل من عرفه واعتز بانتمائي لهذه لعائلة المؤمنة الصابرة.
الحمدلله الذي اختار أن يقربنا منه بما ينزله علينا من مصائب، فنعم بالله ورضا بما قضى، وتبقى ذكرى هذا الولي الصالح راسخة لاتزيلها جريان الأيام. فلا يزال صدى تهجده ودعائه ترن في أركان المسجد حتى بكت جدرانها، قبل ان يبكي مصلوها.
عشر سنوات مرت لتجدد جراح رحيل والدي، الذي لم تعالجه الأيام الطوال؛ برحيل خالي المفاجئ وها أنا أشاهد بعين اليتم نفسي واخواني في ابنائه وبناته، وأرى فجيعتهم فتتجدد بأحزانهم للوعتي، ولا يعالجني شيء سوى تحقيق أمنية عمري بلقاء من صرنا أيتاما بفقده، بأن أرتمي بين أحضانه وأستنشق في أضلاعه عطر جنة جدته.
يكبر الحزن وتصغر الدنيا حتى تكاد تخرجنا حينا بعد حين، ولعمري عن قريب... فانّا راحلون ومهما تعلمت منها شيئا فانها تعود بقسوة علي بدرس جديد، لتُفهمني بأني لم أتعلم أو أنني نسيت الدرس، وكفى بالموت واعظا.
نقول إنه مات... بينما تحيا برحيله قلوبنا...
فالموت لايكون برحيلنا عن الدنيا فحسب!، بل لموت أحبتنا، وان ذلك يتطلب ان نستحضر الموت لمن نعشق وجودهم معنا، ولا نحتمل فراقهم ونتهيأ معهم لهذه الرحلة الأخيرة ونختار وجهتها للجنة.
مهما هربت فان الموت يقتفي أثري، ويجدني في قلوب أحبتي ساكنا أحلى ما يكون السكون، فيباغتني في لذة هدأتي كي يخطف مني أغلى أحبائي. أقف كالجذع المنكسر من شجرة فتحملها شجرة أخرى، وعندما نبتت فيها وريقاتي وأزهاري تكسرت تلك الشجرة، وأسقطتني منكسرا على كسري مرة أخرى.
أنحني على انحناءة كسرتي مترددا متلهفا لقبلة وداع من أفجعني انطفاء شمعة حياته، فتظلم الدنيا في عيني ولا أكاد أرى حتى حدقت ببصري فوجدته يقبلني بجبهته النورانية.
رجوت الله أن يورثني كل أحزان فقد هذا الرجل الغالي من أبنائه واخوانه وزوجته ويبثها فيّ، ويسلي أفئدتهم بصبر زينبي وهم الذين وجدتهم أصبر مني. أسمع صرخات وداعهم له كلها استغاثات بالنبي وأهل بيته عليهم السلام وصار الكل يبكي الحسين عليه السلام، وهم يودعون خالي المرحوم توفيق الشواف، والله اني لأفتخر بأنه خالي الذي تمنى قرابته كل من عرفه واعتز بانتمائي لهذه لعائلة المؤمنة الصابرة.
الحمدلله الذي اختار أن يقربنا منه بما ينزله علينا من مصائب، فنعم بالله ورضا بما قضى، وتبقى ذكرى هذا الولي الصالح راسخة لاتزيلها جريان الأيام. فلا يزال صدى تهجده ودعائه ترن في أركان المسجد حتى بكت جدرانها، قبل ان يبكي مصلوها.
عشر سنوات مرت لتجدد جراح رحيل والدي، الذي لم تعالجه الأيام الطوال؛ برحيل خالي المفاجئ وها أنا أشاهد بعين اليتم نفسي واخواني في ابنائه وبناته، وأرى فجيعتهم فتتجدد بأحزانهم للوعتي، ولا يعالجني شيء سوى تحقيق أمنية عمري بلقاء من صرنا أيتاما بفقده، بأن أرتمي بين أحضانه وأستنشق في أضلاعه عطر جنة جدته.
يكبر الحزن وتصغر الدنيا حتى تكاد تخرجنا حينا بعد حين، ولعمري عن قريب... فانّا راحلون ومهما تعلمت منها شيئا فانها تعود بقسوة علي بدرس جديد، لتُفهمني بأني لم أتعلم أو أنني نسيت الدرس، وكفى بالموت واعظا.
نقول إنه مات... بينما تحيا برحيله قلوبنا...
فالموت لايكون برحيلنا عن الدنيا فحسب!، بل لموت أحبتنا، وان ذلك يتطلب ان نستحضر الموت لمن نعشق وجودهم معنا، ولا نحتمل فراقهم ونتهيأ معهم لهذه الرحلة الأخيرة ونختار وجهتها للجنة.