الطبيعة طاغية الحضور في أعمالها التشكيلية
حوار / سميرة موصللي: الحراك اللوني يبني المشهد المرتجى
من أعمالها الفنية
سميرة موصللي
|بيروت - من إسماعيل فقيه|
تتميز لوحة الفنانة التشكيلية سميرة موصللي بقدرة لونية واشارات قديرة. ففي اللون حركة متناغمة وفي الاشارات تطابق مباشر مع اللون. وبهذا التواصل، تحاول العبور الى زمن خاص تسعى الى تجسيده عبر اللوحة.**
شاركت في معارض مختلفة، وتقدم اليوم اعمالها الجديدة في النادي الثقافي العربي في بيروت الى جانب مجموعة من الفنانين التشكيليين. فماذا تقول موصللي لـ«الراي» عن جديدها والقديم؟
• كيف تعرّفين بنفسك؟
- مهما كان السؤال يبقى الجواب عنه اصعب. اعتقد ان الجواب قد يكون في مكان آخر او في مساحة اخرى من المعنى. كل ما يمكنني قوله امام هذا السؤال انني انسانة تعيش الحياة وتسعى من اجل ان تحيا في زمنها الذي جاءت اليه. وكان الفن وسيبقى في حياتي مناسبة جميلة، استطيع عبرها اثبات وجودي او تأكيد حضوري. اللوحة التي ارسمها هي بمثابة بطاقة تعريف لي، ومن يقرأ في لوحتي وفي ألوانها يمكنه التفسير والتعرّف.
• ماذا عن لوحتك وألوانها، خصوصاً ان كل ما فيها ينضج بالاشراقات؟
- ارسم الحياة وأغرف من ألوانها، من وقائعها وواقعها ومساحتها. الحياة في لوحتي لها بعد جمالي واسع، وليس لهذا الجمال سوى ان يبقى محافظاً على مسيرته وسلوكه التعبيري. تحضر الطبيعة كثيراً في اعمالي، والطبيعة ليست مشهداً محدداً في اطار محدد وينتهي الامر. انها في اعمالي لغة واسعة حروفها الألوان. وفي كل لون مسحة صورية وجمالية. وأحياناً كثيرة تكون اللوحة فعل حركة متأججة في داخلي، وتعكس مناخات اخرى غير مناخات الطبيعة.
• تقصدين طبائع الانسان؟
- العمل الفني ليس محصوراً بالمعنى المباشر الذي يرسمه الفنان، فهو يحتمل الكثير من المعنى والابعاد والرؤى. وأحياناً يكون المعنى المستتر هو الدلالة التالية التي يمكن الظهور عبرها الى حيز التعبير.
مفهوم الطبيعة ينعكس في مفاصل كثيرة وفي تعابير متعددة، وأحياناً حين يرسم الفنان الطبيعة بما تمثل من حالة صورية ومشهدية متنوعة او مباشرة، يفتح هذا الامر مجالاً واسعاً للتأويل. والتأويل هنا هو صلب المعنى. ومهما تعددت التفاسير، تبقى هذه التعددية هي الجواب الذي يمكن الاصغاء الى محتواه وبشغف.
• ماذا تقدمين من اعمال في معرضك الجديد؟
- اواصل رحلتي مع اللون بما يمثل من تعبير مفتوح على مداه. التعبير الذي اسعى اليه دائما،ً وهو الغوص في تفاصيل الحياة، عبر ابتكار اشكال جديدة داخل الاطار. وفي هذا المعرض المشترك اقدم عصارة جديدة من الافكار، يمكن القول انها تخاطب الذات عبر مخاطبة المكان والانسان والجغرافيا. وهناك افكار اخرى داخل اللوحة الجديدة تسعى في ذاتها والى ذاتها، اي انني ارسم احياناً ما هو غير مُعدّ ومبرمج في ذاتي، الامر الذي يولّد الحالة المفاجئة.
• هل يمكن الفنان ان يرسم ما هو غير قائم في خياله على الاقل؟
- نعم. هناك حالات كثيرة في الرسم وفي الفن عموماً تولد فجأة، وحين تُنجز تُشكّل حالة كاملة ومتكاملة. وتوضيحاً اقول هنا ان ثمة صورا في الذات البشرية وتحديداً عند الفنان لا يمكن قراءتها بسهولة او في شكل فوري ومباشر، فاللاوعي يؤدي دوراً فاعلاً في التخزين الذاتي داخل المخيلة، وحين يخرج هذا التخزين الى حيّز الشكل والمعنى، فان المشهد يتماهى ويتحول ويتطور. وبذلك يمكن تسمية الحالة، التخزين الذي لا يظهر الا في لحظة انفجاره. ولحظة الانفجار هذه هي العمل الابداعي الحقيقي عند الفنان، وعليه ان يعرف كيف يوظفه ويقطفه.
• متى ترسمين؟ هل ثمة طقس او طقوس معينة تنطلقين منها اثناء عملية الرسم؟
- ليس هناك توقيت ثابت لممارستي الرسم، ولكن ثمة لحظة مُدهشة لا تشبه اللحظات الاخرى حين ارسم او حين استعد للرسم. ويمكن وصف هذه اللحظة او تلك اللحظات بانها موسمية او مفاجئة. اللحظة هي فعل حركة ونشاط داخل النفس وداخل الروح. واذا كان من تسمية لهذه اللحظة يندرج في سياق الطقس او الطقوس المعينة، فانني اسمّيه طقس المزاج. المزاج هو الرأي والفعل والاقتناع والرؤى. ومن الصعب ان يولد المزاج بسهولة حتى لو كان صعباً وقاسياً.
• ما مفهومك للون؟ كيف تفسرينه كأساس في لوحتك؟
- اللون هو الشكل والمضمون والاساس، وهو ايضا المعنى. اللون هو كل تلك العناصر. لا يمكن الشكل ان يتحدد خارج اللون، ولا يمكن المعنى ان يتأصّل خارجه. انطلاقاً من هذا الاساس، لا يمكنني الا تفسير اللون كما شرحته، واكرر ان تفسير اللون يشبه اللون نفسه، ويمكن استخراج اللون من اللون. اللون حركة تناغم متتالية ومستترة ومباشرة، ويمكن عبر هذا الحراك اللوني بناء المشهد المرتجى بكل ابعاده.
• أليس للحالة من لون محدد، كالحزن او الفرح؟
- ليس ثمة قانون ثابت يلزم الحالة باللون. الامر مرتبط بالمزاج، ولكل فنان مزاج ونظرة وحاسة معينة يلتقط عبرها الصورة التي يراها مناسبة للحالة التي يرسمها. هناك من يقدم صورة الفرح باللون المبتهج وهناك من يقدمها باللون القاتم، وكذلك بالنسبة الى الفرح والحالات الاخرى المتعددة.
• ما لون الفرح في لوحاتك؟
- تتنوع الألوان في معظم الحالات. احياناً تستدعي الحالة اللون المبتهج وأحياناً تستدعي اللون المائل او القاتم. وهنا نعود الى الكلام السابق، لا ثبات مع اللون.
• كيف تقرأين في كتاب الحياة؟
- الحياة جميلة وأجمل ما فيها اننا نزورها ونسرح في مساحاتها، ونتعرف على ذواتنا عبر مرآة الآخر المتمثل في المكان والانسان.
تتميز لوحة الفنانة التشكيلية سميرة موصللي بقدرة لونية واشارات قديرة. ففي اللون حركة متناغمة وفي الاشارات تطابق مباشر مع اللون. وبهذا التواصل، تحاول العبور الى زمن خاص تسعى الى تجسيده عبر اللوحة.**
شاركت في معارض مختلفة، وتقدم اليوم اعمالها الجديدة في النادي الثقافي العربي في بيروت الى جانب مجموعة من الفنانين التشكيليين. فماذا تقول موصللي لـ«الراي» عن جديدها والقديم؟
• كيف تعرّفين بنفسك؟
- مهما كان السؤال يبقى الجواب عنه اصعب. اعتقد ان الجواب قد يكون في مكان آخر او في مساحة اخرى من المعنى. كل ما يمكنني قوله امام هذا السؤال انني انسانة تعيش الحياة وتسعى من اجل ان تحيا في زمنها الذي جاءت اليه. وكان الفن وسيبقى في حياتي مناسبة جميلة، استطيع عبرها اثبات وجودي او تأكيد حضوري. اللوحة التي ارسمها هي بمثابة بطاقة تعريف لي، ومن يقرأ في لوحتي وفي ألوانها يمكنه التفسير والتعرّف.
• ماذا عن لوحتك وألوانها، خصوصاً ان كل ما فيها ينضج بالاشراقات؟
- ارسم الحياة وأغرف من ألوانها، من وقائعها وواقعها ومساحتها. الحياة في لوحتي لها بعد جمالي واسع، وليس لهذا الجمال سوى ان يبقى محافظاً على مسيرته وسلوكه التعبيري. تحضر الطبيعة كثيراً في اعمالي، والطبيعة ليست مشهداً محدداً في اطار محدد وينتهي الامر. انها في اعمالي لغة واسعة حروفها الألوان. وفي كل لون مسحة صورية وجمالية. وأحياناً كثيرة تكون اللوحة فعل حركة متأججة في داخلي، وتعكس مناخات اخرى غير مناخات الطبيعة.
• تقصدين طبائع الانسان؟
- العمل الفني ليس محصوراً بالمعنى المباشر الذي يرسمه الفنان، فهو يحتمل الكثير من المعنى والابعاد والرؤى. وأحياناً يكون المعنى المستتر هو الدلالة التالية التي يمكن الظهور عبرها الى حيز التعبير.
مفهوم الطبيعة ينعكس في مفاصل كثيرة وفي تعابير متعددة، وأحياناً حين يرسم الفنان الطبيعة بما تمثل من حالة صورية ومشهدية متنوعة او مباشرة، يفتح هذا الامر مجالاً واسعاً للتأويل. والتأويل هنا هو صلب المعنى. ومهما تعددت التفاسير، تبقى هذه التعددية هي الجواب الذي يمكن الاصغاء الى محتواه وبشغف.
• ماذا تقدمين من اعمال في معرضك الجديد؟
- اواصل رحلتي مع اللون بما يمثل من تعبير مفتوح على مداه. التعبير الذي اسعى اليه دائما،ً وهو الغوص في تفاصيل الحياة، عبر ابتكار اشكال جديدة داخل الاطار. وفي هذا المعرض المشترك اقدم عصارة جديدة من الافكار، يمكن القول انها تخاطب الذات عبر مخاطبة المكان والانسان والجغرافيا. وهناك افكار اخرى داخل اللوحة الجديدة تسعى في ذاتها والى ذاتها، اي انني ارسم احياناً ما هو غير مُعدّ ومبرمج في ذاتي، الامر الذي يولّد الحالة المفاجئة.
• هل يمكن الفنان ان يرسم ما هو غير قائم في خياله على الاقل؟
- نعم. هناك حالات كثيرة في الرسم وفي الفن عموماً تولد فجأة، وحين تُنجز تُشكّل حالة كاملة ومتكاملة. وتوضيحاً اقول هنا ان ثمة صورا في الذات البشرية وتحديداً عند الفنان لا يمكن قراءتها بسهولة او في شكل فوري ومباشر، فاللاوعي يؤدي دوراً فاعلاً في التخزين الذاتي داخل المخيلة، وحين يخرج هذا التخزين الى حيّز الشكل والمعنى، فان المشهد يتماهى ويتحول ويتطور. وبذلك يمكن تسمية الحالة، التخزين الذي لا يظهر الا في لحظة انفجاره. ولحظة الانفجار هذه هي العمل الابداعي الحقيقي عند الفنان، وعليه ان يعرف كيف يوظفه ويقطفه.
• متى ترسمين؟ هل ثمة طقس او طقوس معينة تنطلقين منها اثناء عملية الرسم؟
- ليس هناك توقيت ثابت لممارستي الرسم، ولكن ثمة لحظة مُدهشة لا تشبه اللحظات الاخرى حين ارسم او حين استعد للرسم. ويمكن وصف هذه اللحظة او تلك اللحظات بانها موسمية او مفاجئة. اللحظة هي فعل حركة ونشاط داخل النفس وداخل الروح. واذا كان من تسمية لهذه اللحظة يندرج في سياق الطقس او الطقوس المعينة، فانني اسمّيه طقس المزاج. المزاج هو الرأي والفعل والاقتناع والرؤى. ومن الصعب ان يولد المزاج بسهولة حتى لو كان صعباً وقاسياً.
• ما مفهومك للون؟ كيف تفسرينه كأساس في لوحتك؟
- اللون هو الشكل والمضمون والاساس، وهو ايضا المعنى. اللون هو كل تلك العناصر. لا يمكن الشكل ان يتحدد خارج اللون، ولا يمكن المعنى ان يتأصّل خارجه. انطلاقاً من هذا الاساس، لا يمكنني الا تفسير اللون كما شرحته، واكرر ان تفسير اللون يشبه اللون نفسه، ويمكن استخراج اللون من اللون. اللون حركة تناغم متتالية ومستترة ومباشرة، ويمكن عبر هذا الحراك اللوني بناء المشهد المرتجى بكل ابعاده.
• أليس للحالة من لون محدد، كالحزن او الفرح؟
- ليس ثمة قانون ثابت يلزم الحالة باللون. الامر مرتبط بالمزاج، ولكل فنان مزاج ونظرة وحاسة معينة يلتقط عبرها الصورة التي يراها مناسبة للحالة التي يرسمها. هناك من يقدم صورة الفرح باللون المبتهج وهناك من يقدمها باللون القاتم، وكذلك بالنسبة الى الفرح والحالات الاخرى المتعددة.
• ما لون الفرح في لوحاتك؟
- تتنوع الألوان في معظم الحالات. احياناً تستدعي الحالة اللون المبتهج وأحياناً تستدعي اللون المائل او القاتم. وهنا نعود الى الكلام السابق، لا ثبات مع اللون.
• كيف تقرأين في كتاب الحياة؟
- الحياة جميلة وأجمل ما فيها اننا نزورها ونسرح في مساحاتها، ونتعرف على ذواتنا عبر مرآة الآخر المتمثل في المكان والانسان.