لوحات فرغلي عبد الحفيظ... نوافذ تطل على النيل

u0645u0646 u0644u0648u062du0627u062a u0627u0644u0645u0639u0631u0636
من لوحات المعرض
تصغير
تكبير
|القاهرة - من محمد عوض|

تقف كل لوحة في معرض التشكيلي المصري فرغلي عبد الحفيظ، كنافذة تطل على مشهد للنيل الذي يظهر في كل ركن من أركان العمل، حتى وإن كان داخل عين شخصية من شخصيات الفنان الأسطورية.

قدم عبد الحفيظ في معرضه الجديد «النيل» المقام بقاعة الزمالك للفن بالقاهرة 30 لوحة، يحتفي خلالها بنهر النيل كأحد مصادر الإلهام للفنانين ونبع حياة المصريين.

وعن ذلك قال: «يظل النيل مصدر إلهام قوي بالرغم مما يعانيه من تلوث وإهمال، العيب يرجع إلى التصرف الإنساني تجاهه، ولكن النيل يحاول أن يحتفظ بنقائه كشريان للحياة، ولكن البشر هم من اختلفت نظرتهم له فتحول لمجرد مصدر لمياه الشرب، وأنا أحاول من خلال المعرض أن أعيد روحانية النيل وأثره في نفوس المصريين، وهذا دور الفن في إعادة بريق الأشياء التي تختفي في مادية عصر متسارع».

وينتقل عبد الحفيظ خلال لوحاته بين ثلاث مناطق لايزال النيل يحتفظ ببريقه فيها، فينقل مشاهد من الحياة على نيل الأقصر وأسوان والقاهرة ليظهر اللون الأزرق كمؤثر أساسي في اللوحة، وإن طغى العنصر البشري على سطح الأحداث.

وأضاف: «أغلب اللوحات رسمتها من مناظر في أسوان والأقصر والقاهرة، وأعتقد أن هذه الأماكن الثلاثة لاتزال تحتفظ بقدسية النيل عند المعابد الفرعونية ومنطقة قصر النيل بالقاهرة، ففي بقية الوادي نجد مباني قبيحة شوهت المنظر، وطغت الكراكيب على ضفتيه لتلوث المشهد وتقتل روح الإلهام التي كانت احدى أهم سمات النيل، ولذلك تجد في معظم اللوحات مفتاح الحياة الفرعوني كرمز لقدسية تاريخية وربطها بواقع معاصر.

وأضاف عبد الحفيظ: «المنشود دائما أن يلعب الفن دورا حاسما في تعزيز شهية استمرار الحياة على هذا الكوكب، ويؤكد التاريخ أن مصر ملكت المكانة الأعظم في تحقيق نوع من التلاحم السحري بين مكونات الفن الروحية والفكرية، فقد امتلك الفن المصري نوعا خاصا جدا من الإيحاءات والذبذبات القادرة على بث الدفء، ومؤازرة الإحساس بالرضا والتفاؤل، والنيل... هذا الكائن العظيم الذي حرك مشاعر الفنانين والشعراء والمفكرين، وواهب الحياة للأرض، يحدثني دائما عن تاريخ مصر ومستقبلها الفسيح.

وقسّم الفنان لوحاته بحيث يمنح للنيل صفة إنسانية، ففي لوحة «الحياة على النيل» التي تعد أكبر لوحات المعرض نجد فيها قاربين على أحدهما يقف صياد تتجمع الأسماك في شباكه والقارب الآخر تعيش عليه أسرة وامرأة ممتلئة ترضع طفلها في رمزية لخير النيل في شباك الصيد وأنوثة المرأة التي تمنح الحياة لطفلها، وفي الخلفية تظهر مناطق متفرقة من معابد فيلة في أسوان وجبل رملي في محافظة المنيا، وفي لوحة «النيل الحب» أظهر النيل كفتاة تتحول عيناها إلى مراكب ترسو بهدوء على خديها، وفي لوحة كبيرة احتلت مساحة من قاعة العرض تظهر عروس النيل في نظرة تخيلية لموكب فرعوني لتقديم فتاة قربانا قبل فيضان النيل.

وينتقل عبد الحفيظ من الجانب التاريخي في الأقصر وأسوان إلى دراسة النيل في القاهرة ويخصص جانبا من اللوحات عن كوبري قصر النيل أسماها «ملوك قصر النيل» يظهر فيها رجل وامرأة توجهما بتيجان قرمزية، جلسا متجاورين وأمامهما النيل والفنادق الفاخرة والمراكب التي تنعكس أضواؤها على صفحة مياه النيل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي