حميد المالكي / مرحلة عراقية جديدة

تصغير
تكبير

بدأ التحسن الأمني ينعكس وبشكل إيجابي على الوضع السياسي الذي يعاني منذ فترة طويلة من الجمود والانكفاء، وكان أبرز معالمه الفراغ الحكومي من حقائب وزارية مهمة عدة، بقيت فارغة بسبب الخلافات والانقسامات ومعايير المحاصصة والتوافق.

الآن بدأت الصورة تتغير وبشكل دراماتيكي، «فالحزب الإسلامي» يتحالف مع الحزبين الكرديين ثم يسافر ممثلو حزب الفضيلة إلى كردستان في محاولة للانضمام إلى الحلف الثلاثي الجديد، بينما تعلن 14 قوة سياسية برنامجاً موحداً لانقاذ الوضع وتحريكه وحلحلته كما يقولون.

بينما يعلن الأكراد وحزب الدعوة (جناح المالكي) أن الحلف الثلاثي لا يتعارض مع الرباعي القائم، بل هو يمهد ليكون خماسياً بانضمام حزب طارق الهاشمي إليه في وقت يستقبل فيه رئيس الوزراء وفدا مشتركا من القائمة العراقية الوطنية (بزعامة أياد علاوي) وجبهة التوافق (برئاسة عدنان الدليمي) وبعد الاجتماع يصرحان بأنهما سيعودان قريباً إلى العملية السياسية ويصرح سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي وعضو مجلس النواب حميد مجيد موسى بضرورة قيام اصطفافات جديدة وتحالفات جديدة لانقاذ الوضع العام في العراق، وهناك تقارير وتسريبات عن لقاء مرتقب بين حارث الضاري، رئيس هيئة العلماء ورئيس الوزراء.

تلك التحركات والتحالفات واللقاءات تتم في أجواء الحوار والتفاهم السلمي البناء وليس في أجواء وأساليب العنف والعنف المضاد، وهذه نقلة نوعية وايجابية بالغة الدلالات وتحدث للمرة الأولى ما يدل على فشل أساليب العنف وفرض الإرادات والمطالب بالقوة المنفلتة العمياء التي كلفت الشعب والوطن أثماناً وأوزاراً وكوارث قاسية.

«حزب البعث» بجناحيه (عزت الدوري ومحمد يونس الأحمد) وبعض القوى القومجية فإنها تزداد عزلة شعبية بسبب مطالبها التعجيزية وانعزالها عن الحراك السياسي السلمي وتبنيها أساليب العنف وعدم استيعابها للمرحلة العراقية الجديدة التي بدأت في 9/4/2003 فهي مازالت تحلم بعودة الماضي الذي لن يعود مطلقاً.

تلكم صورة المشهد العراقي الراهن وعلى القوى الاقليمية والدولية أن تترك العراقيين يقررون شؤونهم ومستقبلهم بأنفسهم من دون تدخلات سلبية، أما المساعدة الايجابية فهي مطلوبة بطبيعة الحال.


حميد المالكي


كاتب عراقي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي