الديكور طار وطائرة راشد الماجد تعذّر عليها الهبوط

العاصفة عفست «البتول» في الصحراء الأردنية

تصغير
تكبير
|كتب مفرح حجاب|

قبل اربعة وعشرين ساعة كان كل شيء جاهزا في الصحراء الأردنية للبدء في تصوير كليب أغنية «البتول» للشاعر الامير بدر العبدالمحسن والحان وغناء راشد الماجد وإخراج يعقوب يوسف المهنا، الا ان الطبيعة كان لها رأي آخر، وانقلبت الدنيا ولم تقعد فقد عصفت الرياح والأمطار الشديدة بمنطقة وادي رام بالصحراء وأسقطت كل المناظر والديكورات و«عفست» التجهيزات والاكسسوارات، حضرت الطبيعة بكل قوتها من خلال عاصفة ممطرة لم تحدث منذ 7 سنوات لدرجة أن الطائرة الخاصة للفنان راشد الماجد واجهت صعوبة في الهبوط، في اليوم التالي هدأت الطبيعة وكأن شيئا لم يكن، فأشرقت الشمس وصفت السماء بزرقتها الممتدة على مد البصر وتم بناء موقع التصوير مرة اخرى وكان لهم ما أرادوا رغم انخفاض درجات الحرارة وتواجدهم في منطقة صحراوية.

هذا ما عرضه فيلميا وما قاله المخرج يعقوب يوسف المهنا في مؤتمره الصحافي الذي عقده بفندق «كورت يارد» وذلك بمناسبة طرح كليب أغنية «البتول» والذي أخرجها للفنان راشد الماجد في صحراء الأردن يناير الماضي، حضر المؤتمر حشد من الإعلاميين تقدمهم الإعلامي بدر المضف والفنانان المخضرمان مبارك الحديبي وماجد المهنا ومنسق المشروع مشاري الربيعان والزميلة ليلى أحمد.

استهل الحديث عريف المؤتمر الزميل محمد جمعة مرحبا بالحضور ومثنيا على جهود العاملين في الحقل الإعلامي، وأعلن عن عرض فيلم يحتوي على كواليس «ميكنغ أوف» عن أجواء تصوير الكليب وما واجهه من عثرات كادت تحول دون تنفيذه بسبب عوامل الطقس والمناخ.

أكد المخرج يعقوب المهنا أن مدة الكليب هي ثمان دقائق ونصف الدقيقة تم انجازها في ظروف استثنائية رغم التنسيق مع الأرصاد الجوية الأردنية، مشيدا بالفنان راشد الماجد ورقيه في التعامل وتأقلمه مع الظروف الصعبة وتواجده مع فريق عمل فني محترف حتى انتهاء التصوير.

وقال ان تصوير كليب «البتول» يعد من الأعمال الكبير ه والتي توافرت لها إمكانات سينمائية في كاميرا 35 ملم ومعدات خاصة وفريق محترف، وأضاف لقد شارك في الكليب فريق من مصر ولبنان والأردن، منوها إلى انه فضل الاستعانة بفنانين للتمثيل في الكليب مثل الفنانة نادية عودة وعبد الكريم القواسمي بدلا من موديل لقدراتهم التمثيلية ولأحصل على فعل درامي يحقق مصداقية عالية.

وانتقد المهنا نجوم الغناء في الكويت لعدم استعانتهم بالطاقات الكويتية أثناء تصوير مطربينا لكليباتهم فهم يستعينون بمخرجين عرب مع كل احترامي لتجربتهم الا انهم لن يفهموا المفردة الكويتية وما تحتاجه لأجواء تصوير، واضاف أن عتبه هو عتب الأحبة لان الكويت مليئة بالطاقات الجيدة وتحتاج فرصة لإثبات وجودها لاسيما، أنهم كطاقات كويتية هم الاكثر تفهما للهجة والالحان الكويتية والخليجية، ملمحا الى انه لم يستعن بالفنيين من الكويت لعدم وجود فنيين سينمائيين محترفين لديهم القدرة على التعامل مع المعدات السينمائية.

واما عن اختياره لموقع التصوير بالأردن بدلا من الصحاري الممتدة بدول الخليج العربي أجاب المهنا: انه اختار هذا الموقع لاحتوائه على طبيعة بها صخور قاسية جذبتني اليها ولم أكن محتاجا لصحراء رملية كما تم تصوير اكثر من عمل سينمائي عالمي به مثل فيلم «لورانس العرب» ولها طبيعة قاسية.

وفيما يتعلق بسر تعاونه المفاجئ من الماجد، أوضح المهنا انه تربطه صداقة مع الماجد منذ زمن وكثيرا ما يكون هناك تبادل للرأي في الكثير من المواضيع وفي احد اللقاءات التي جمعتهم طلب المهنا أن يقدم سيناريو لتصوير هذا العمل وقد وافق عليه الماجد.

وعن جديده خلال الفترة المقبلة كشف المهنا عن تعاونه مع نجم عربي كبير في تصوير كليب سينمائي جديد سيتم تصويره في لبنان وكذلك عن تصوير مسلسل وأيضا فيلم سينمائي قد تم بالفعل تمويله من قبل العديد من الشركات.

وفي رده عن المبالغة في ماكياج الماجد والتكرار والبطء في كادرات الكليب قال المهنا أن رسم الشخصية دراميا كان يحتاج إلى ماكير محترف للخروج بصورة جيدة وسط هذه الظروف، كما كنت حريصا على الا يأخذ الايقاع والكادرات من روح كلمات الاغنية الجميلة وما تحتويها من معان. وأنا لم أكن اهدف الى إزعاج الرؤية البصرية لعين المشاهد من خلال سرعة القطع وتغيير الكادرات لانه يريد للمشاهد أن يعيش أجواء الأغنية.

وحول التركيز على وجه راشد الماجد في بعض اللقطات، شدد المهنا على انه حاول أن يقدم الماجد بشكله الطبيعي ومختلفا تماما عما قدمه في السابق ليشبه نفسه كما هو في الحياة والحفلات وكليب «البتول»، لافتا إلى ان التركيز على وجه الفنان بشكل مستمر يعد نوع من الضعف الا انه قدم الماجد يمثل للمرة الاولى.

ودافع المهنا عن استخدامه للكاميرا السينمائية 35 مل، بمادتها الخام والتي تعطي صورة نقية ومع ان كاميرا الـ Red نقية الصورة الا انها صعب التعامل بها لانها تحتاج لساعتين تركيب ولا تركب عليها كل العدسات، مؤكدا على انه استخدم أفضل شيء ولو كان هناك أفضل من ذلك من معدات وتقنيات لاستخدمها، مشيدا بسخاء الإنتاج من شركة «فنون الجزيرة» كما اثنى على القبائل والعشائر البدوية في الأردن التي ساعدت فريق التصوير.

هذا وقد برع المهنا في قيادة فريق فني كبير في منطقة صحراوية حيث قدم رؤية اخراجية جيدة اظهر من خلالها الفنان راشد الماجد في أغنية البتول أنه شيخ قبيلة يمتاز بالكرم والاخلاق العربية الاصيلة في نجدة الاخرين، لكن في الوقت نفسه عرج على الرومانسية والتضحية والحب وقدم معاني جميلة في صورة مهمة تستحق المشاهدة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي