هناك فئة خارجة بسلوكها عن المألوف، ولو أن الضرر يقع عليها لكان الأمر هيناً، ولكن حينما تظهر آثاره على المحيط الذي يتحرك فيه بسلوكه الشائن، فالقضية تأخذ منحنى آخر وتستوجب المعالجة والتدخل الفوري.
إن ما حدث للمكتبات الإسلامية بحولي إنما هو مثال حي للسلوك الفوضوي الذي لم يجد الرادع القانوني الذي يوقفه عند حده قبل أن يوقع الضرر بالنسيج الاجتماعي. هل يريدون للفتنة أن تستيقظ بين فئات المجتمع؟
نذكرهم بـ«أن الفتنة نائمة لعن الله موقظها...» والحديث يطول في هذا الجانب.
إن الأمن هو أساس استقرار المجتمعات وحماية للمجتمع من إفرازات قد تكون فردية، ولكن حدوثها على الملأ قد أضر بنفسيات متلقي الخبر المنشور.
إن حادثة حولي وما ينشر من حوادث أمنية، وتحديداً المرورية منها التي تمثل مشاهدات، تظهر استمرار المستهترين في قيادة مركباتهم بشكل أرعن قد أخذ في التزايد، وأصبحت الطرق التي يرتادها أهلونا جهة يصب فيها أصحاب السلوك الفوضوي إفرازات نفسيتهم المريضة التي تحتاج إلى العلاج قبل تفشي الظاهرة وتصبح مألوفة مع بالغ الأسف.
إن الوقاية خير من العلاج لأي ظاهرة والسادة في وزارة الداخلية بحاجة إلى تفعيل للقانون ومتابعة ما تعاني منه المناطق السكنية من سلوك فوضوي أبطاله أبناؤنا، ممن فقدوا حسن التوجيه والتربية السليمة. إذا كان الأب لا يعلم عن سلوك ابنه، فهذا يعني ا(صلى الله عليه وآله وسلم)ننا أمام تحد غريب في نوعه! كيف لنا تربية أبناء الغير ونأتمن على أنفسنا في ظل غياب الأمن وسيادة القانون؟
إن الشاب المراهق الذي ينطلق بسيارته بسرعة جنونية ويتجاوز القواعد المرورية ويعرض حياة الآخرين إلى الخطر، بحاجة إلى صد، لأن ما يجري ظاهرة آخذة في التزايد، فبدلاً من انحصارها على الطريق السريعة وجدناها تغزو المناطق السكنية وعلى أنماط مختلفة، بدءاً من القيادة بتهور، وانتهاء بالتشفيط، ومروراً بالتسكع في ساعات متأخرة من الليل.
إننا نريد الأمان وبسط الأمان بحاجة إلى خطة أمنية توفر الحماية للمواطنين والمقيمين من السلوك الفوضوي سواء الأخلاقي أو المروري في الأسواق والشوارع والأحياء السكنية والطرق العامة وجميع الأماكن الأخرى.
وعندما نفقد الحس السليم في متابعة ما ينشر من كوارث مرورية ضاع ضحيتها الأبرياء نصبح صيداً سهلاً لكل من تسول له نفسه ولم يوقفه القانون عند حده.
لنكن على قدر من المسؤولية ونوقف هذا السلوك الفوضوي قبل أن نصل إلى حالة من القلق والفزع، وأن نعلم أن نشر الأمان وتوعية المراهقين في شأن خطورة ما يقومون به لهو واجب وطني، وعلينا تحمل مسؤوليته، وكل جهة مطالبة بفرض تصورها آخذين بعين الاعتبار أنه لا أحد فوق القانون... والله المستعان !
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]