نصير شمة، الموسيقي العراقي الشهير اسم على مسمّى فهو بالفعل نصير العراقيين، وبخاصة اللاجئين منهم في خارج العراق وداخله، نصير شمة يقود اليوم أشرف حملة على الاطلاق هدفها اجبار البلدان العربية ودول العالم كافة على الاعتراف بمأساة اللاجئين العراقيين، وذلك من خلال التعاون مع الجامعة العربية، والامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، ووسائل الإعلام وجميع المنظمات الانسانية. فقد بلغت الحالة المأسوية للاجئين العراقيين وضعا يندى له الجبين، ويرتجف من هوله الوجدان، وباتت مسألة اغاثة هؤلاء اللاجئين وحل مأساتهم معيارا عملياً لكل الوعود والشعارات والتصريحات، ومقياسا دقيقا لمصداقية أو كذب ما يعلن من كلام فارغ ووعود معسولة على شاكلة: «اللاجئون العراقيون هم أهلنا» و«نحن كالجسد الواحد...» الى آخره من تصريحات تطلق للاستهلاك المحلي ولتبرئة الذمم الميتة الفاسدة. الآن وقت العمل الفعلي الملموس الذي يقوده أشهر موسيقي عراقي وعربي وعالمي هو نصير شمة، هذا الرائد وريث الحضارات العراقية والذي تنطبق عليه رائعة الشاعر الأكبر محمد مهدي الجواهري حينما وصف المتنبي بقوله:
فلك دوَّى بالفلك المدوّي
فقال كلاهما إنا كلانا
وهو قول لم يسبقه اليه أحد لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل أيضا حسب اتفاق المؤرخين والنقاد.
فنصير شمة يستحق وبامتياز ما اجترحته عبقرية الجواهري، المدفون في مقبرة السيدة زينب التي تعج هذه الايام بآلاف العراقيين اللاجئين الذين يتضورون جوعا، ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء في دمشق، التي احتضنتهم كالأم الحنون، وهي العاصمة العربية الوحيدة بعد عمّان الاردن التي استقبلتهم، لكن امكانات البلدين لا تمكنهما ان توفرا الحياة المعيشية الكريمة لهذا العدد الهائل من اللاجئين.
هذا النصير يجب ان ننصره ونقف معه، ونتحول جميعنا إلى انصار من أجل تحقيق أشرف وأنبل هدف يسعى اليه والتاريخ لا يرحم الموقف هو حبر الحقيقة.
حميد المالكي
كاتب عراقي
[email protected]