تركي العازمي / جلسة «الضب المستلق»

تصغير
تكبير
في جلسة مجلس الأمة الماضية التي تناولت مفردات «الضب» و«كذاب» و«شوارب» جميلة جداً وهي أقرب ما تكون بالوصف حسب ما ذكره النائب مسلم البراك «جلسة الضب المستلق»، فكم ضب مستلق بيننا يا أبو حمود لا فض فوك!

ونزيد لمسلم البراك قول بيت شعر يضرب مثلا وهو:

ما ينفع العلم في هادي ... لو ينفع العلم وصيته

هادي وهو دايم غادي عندي العرب كنه ببيته

فتثمين الكلام حدد في «لكل مقام مقال» ولكن ما حدث في تلك الجلسة هو من وجهة نظرنا كسر للحاجز النفسي حيث صارت العبارات متجهة من دون مراجعة.

طبعاً لا يعجبنا طرح هذا النوع من النقاش في حضور وفد أجنبي لكن «ما باليد حيلة»، ومسلم البراك تطرق لحادثتين أولاهما «الطوق الذي يلبس للكلاب»، و«مفوحش»، وثانيتهما «اللسب»، وكلتا الحادثتين صورهما بو حمود في «الضب الذي ما يعرف ربه إلا وهو مستلق»، وأما حكاية «الشوارب» فأعتقد أن كثيراً منها ذهبت للكفارة هرباً من الحلق!

ولو جلسنا ووضعنا ما تم في إطار المراجعة لوجدنا ان المواقف وبعض التصريحات كانت المدخل، ومن الطبيعي أن تأتي المخرجات لنا بتلك العبارات لأن الخلاف في الأنفس موجود وصعب التوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف رغم أن استجواب وزير الإعلام خلط جميع الفئات في نموذج واحد، وكم كنا تواقين إلى رؤية حكومية تدرس المعطيات، وتخرج بأفعال تتماشى معها، ولكنه الحلم الذي صعب تحقيقه فهو أشبه بالخطة الحكومية، ودراسة بلير!

ماذا ننتظر من الحكومة، ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة وزير المواصلات الدكتور محمد البصيري أكد: «نحن معكم في محاربة الفساد... أعينونا وستجدون التعاون» ... فماذا وجد البصيري في أحداث الجلسة خاصة في جزئية «اللسب» والتي واجهها البراك في القول «إن زمن الخيزران قد ولى ونحن أحرار...».

وماذا لمس الوزير البصيري من عرض النواب عن تجاوزات تمثل فساداً في الجهاز التنفيذي، ودع عنك جلسة طرح الثقة فهي صورة ما زالت ماثلة أمامنا، والأمر المؤكد أن التاريخ يصنعه الرجال، والمواقف لا ينساها «الفطين»، أما اللي مع الخيل يا شقرا فهم سبب تدني مستوى إنتاجية الأداء بكل معاييره... والله المستعان!





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي