«جمهوري داعم لي في كل ما أُقدمه»
مهى فتوني لـ«الراي»: الحزن مصدر إلهام... والغناء في الكويت يعني لي الكثير!
- الغناء الخليجي فرصة لمشاركة جزء من إحساسي بطريقة جديدة
- القوة العاطفية التي أنقلها فنياً تأتي أولاً من الصدق... ثم القدرة على الغوص في المشاعر بلا خوف
في حوار فاض بالصدق والعفوية، فتحت الفنانة اللبنانية مهى فتوني قلبها لـ «الراي»، كشفت خلاله عن ملامح رحلتها الفنية بين خشبة المسرح والجمهور والأغنية.
فتوني أوضحت أنها ترى في الغناء مساحة للتعبير الحقيقي لا مجرد أداء، كما تحدثت عن علاقتها المميّزة بالجمهور الكويتي بقولها إنه يعني لها الكثير، وعن جذورها الفنية التي تحملها معها إلى كل خشبة مسرح، من التراث اللبناني الذي يُشبهها، إلى اللون الخليجي الذي تستعد لخوضه بشغف جديد.
وفي هذا الحوار، أشارت فتوني إلى أن الحزن شكّل مصدر إلهام في بداياتها، مع منحها وعداً لمنح الفرح حضوراً أكبر في أعمالها المقبلة. كما كشفت في سياق آخر عن رؤيتها للنجاح، وعن تفاصيل أغانيها الحديثة المقبلة منها أغنية «مريض»، وعن المرحلة الموسيقية الجديدة التي تطرق بابها بكل ثقة وإحساس، وأمور أخرى عديدة.
• ما الذي يعنيه لكِ الغناء في الكويت؟
- الغناء في الكويت يعني لي الكثير، ففي كل مرة أقف فيها على خشبة المسرح أمام الجمهور الكويتي أشعر بمحبة وتفاعل دافئ ومميّز. هناك شيء خاص يربطني به، فهو شديد التذوّق للفن ويقدّر الصوت الحقيقي والإحساس الصادق. بشكل عام، أرى أنه جمهور ذوّاق، وإن أحبّ فإنه يحب من قلبه، يُحبّ الصدق في الأداء، ويشعر فوراً عندما يكون الفنان مخلصاً في ما يقدّمه. لذلك، أحاول دائماً أن أقدّم الأفضل لأكون عند حُسن الظنّ، فالغناء أمامه مسؤولية كبيرة، ومتعة في الوقت نفسه.
• عندما تقولين إنك قمتِ بغناء «أول حب» من قلبك، فكيف استطعتِ الموازنة بين طابعها الشخصي وبين تقديمها لجمهور واسع يشعر بأنها تخصّه أيضاً؟
- حين قلتُ إنني غنيت «أول حب» من قلبي، قصدتُ أن الإحساس فيها نابع من تجربة ومشاعر شخصية حقيقية. فأنا أبدأ دائماً من إحساسي الفردي، لكنني أحرص على تقديم الأغنية بطريقة تجعل كل مَنْ يسمعها يشعر بأنها تحكي قصته هو، لا قصتي فقط. حين يكون الإحساس صادقاً، يصل إلى الناس مهما اختلفت قصصهم. وحتى لو كانت التجربة خاصة، أسعى لأن تصل مشاعرها إلى المستمع لتكون هناك مساحة مشتركة بيني وبينه. وهو بدوره يمنحني طاقة وإحساساً يجعل أدائي أصدق وأعمق.
• تختارين أحياناً افتتاح حفلاتك بأغانٍ تراثية ولبنانية مثل أغاني فيروز... إلى أيّ مدى يُعدّ ذلك إستراتيجية فنية؟
- الأمر لا يأتي من حسابات أو إستراتيجية فنية، بل من نبضة قلب قبل كل شيء. فالتراث بالنسبة إليّ ليس ماضياً، بل جذور مازالت حاضرة في داخلي. عندما أغني لفيروز أشعر كأنني أقدّم تحيّة لكل الأصوات التي علّمتنا أن نحلم، ولكل البيوت التي كانت تستيقظ على صوتها في الصباح. وأنا أدرك أن الجمهور أيضاً يشعر بدفء هذا النوع من الأغاني. لذلك، فهي ليست إستراتيجية بقدر ما هي انتماء جميل أشاركه مع الجمهور، كأنها لحظة نغني فيها من القلب إلى القلب.
• هل تشعرين بأن جمهورك يتوقع منك لوناً يختلف عمّا تقدّمينه اليوم؟
- بصراحة، أشعر بأن جمهوري داعم لي جداً في كل ما أقدمه، حتى عندما أقدّم ألواناً مختلفة، قد يتساءل في البداية، لكنه سرعان ما يُظهر محبته وثقته، وهذا يمنحني شجاعة كبيرة للاستمرار في الطريق الذي أختاره. وأنا حالياً أعمل على أغنية لبنانية جديدة.
• هل من الممكن أن تؤدي قريباً أغنية خليجية بحتة؟
- نعم، من الممكن جداً، وأنا متحمّسة لذلك. فالغناء الخليجي بالنسبة إليّ ليس مجرد خيار فني، بل فرصة لأشارك الناس جزءاً من إحساسي بطريقة جديدة.
• أغنية «مع السلامة» تعبّر عن قوة اتخاذ قرار الرحيل بعد التعب... فمن أين تأتين بهذه القوة العاطفية فنياً؟
- «مع السلامة» هي مشهد من حياتي وحياة أي شخص مرّ بلحظة تعب واضطرّ إلى ترك شخص ما. القوة العاطفية التي أنقلها فنياً تأتي أولًا من الصدق، ثم من القدرة على الغوص في المشاعر بلا خوف. بالنسبة إليّ، تنجح الأغنية حين تصل إلى قلوب الناس، فهذا هو المقياس الحقيقي. حين يكتب لي أحدهم: «شعرت كأنني أنا من يغنّي»، أو حين أرى تفاعل الجمهور على المسرح مع كل كلمة، عندها فقط أشعر بأن الأغنية عاشت ووصلت.
• هل يُعدّ الحزن أو الألم من مصادر الإلهام الأساسية في مسيرتك؟
- صحيح أن الحزن والألم شكّلا دائماً مصدر إلهام قوي بالنسبة إليّ، لأنهما يكشفان جوانب عميقة في الإنسان، وربما أكثر صدقاً وهدوءاً. عندما أكون متأثرة، تصبح الكلمات أوضح والصوت يخرج من مكان حقيقي. لكنني في المقابل أرغب في أن يراني الناس قادرة على الفرح، والغناء للحب والأمل والحياة التي، رغم تعبها، مازالت تستحق أن تُعاش. ربما كان الحزن بداية الطريق، لكن الفرح هو الوجه الآخر للقوة. لكنني أعد الجمهور بإصدارات غنائية مُفعمة بالفرح، مع لمسة حزن أيضاً.
• هل فكرت يوماً في كتابة أو تلحين أغنية كاملة بنفسك لتكون أكثر ارتباطاً بذاتك الفنية؟
- حالياً تركيزي منصبّ على الغناء، رغم مشاركتي أحياناً في الكتابة وطرح الأفكار. أما التلحين أو كتابة عمل كامل بنفسي، فقد يكون خطوة مستقبلية.
• ما الجديد الذي ينتظر الجمهور؟
- أصدرت أخيراً أغنية بعنوان «مريض»، وهي مختلفة بعض الشيء، ففيها إحساس عميق وبصمة جديدة. وعلى صعيد الحفلات الجماهيرية، فهناك حفلات قريبة ومفاجآت أعمل عليها، إضافة إلى أغانٍ جديدة ستسمعونها قريباً. باختصار، المرحلة المقبلة ستكون مليئة بالموسيقى والتواصل والمشاعر الصادقة التي سنعيشها معاً.