تحدّث عن استعداد دول للتدخل في نزع سلاح «حماس»... وهدّد بضرب إيران مجدّداً
ترامب: لولا نتنياهو «لربما كانت ستزول» إسرائيل
صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لهجته تجاه «حماس» وإيران، ولوّح بتدفيع الحركة «ثمناً باهظاً» إذا لم تنزع سلاحها «خلال وقت قصير»، محذراً في الوقت ذاته من رد «أقوى من السابق» إذا واصلت طهران إعادة بناء قدراتها النووية.
وفي مؤتمر صحافي في ختام لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، في فلوريدا، قال ترامب إنه سيعلن في 15 يناير المقبل خطته لما يعرف بـ«اليوم التالي» في قطاع غزة والتي تتضمن إنشاء هيئة إشراف دولية من المرجح أن يرأسها.
وتحدث عن أن الكيان المدني الحاكم للقطاع، سيُشكّل في الأسابيع المقبلة، وسيستعد لتولي زمام الأمور من «حماس»، مؤكداً أن إعادة الإعمار ستبدأ قريباً وفقاً للاتفاق الموقع في أكتوبر الماضي.
وأشار إلى استمرار العمل بكل ما في الاستطاعة للعثور على جثة ران غفيلي، آخر أسير إسرائيلي في القطاع قبل الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتضمن كذلك انسحاب إسرائيل الكامل عسكرياً من غزة.
وأعرب عن أمله في «التوصل السريع» إلى المرحلة الثانية من خطته لوقف النار، مضيفاً «إذا لم تنزع حماس سلاحها خلال وقت قصير، ستُفتح أبواب الجحيم، وستدفع ثمناً باهظاً».
وشدد على أن مسألة السلاح شرط أساسي، لإتمام الاتفاق «على عجل»، وإلا فإن الحركة ستدفع «ثمناً باهظاً».
وأوضح أن بعض الدول التي وقعت على الاتفاق بسبب تعهدات الحركة بتركه هي من سيدمر سلاح «حماس» إن لم تتخل عنه.
وتطرّق ترامب مجدداً إلى مسألة تهجير سكان غزة، قائلاً «لطالما قلت إنهم إذا أُتيحت لهم الفرصة سيهاجرون».
وأشار إلى أن استطلاعات رأي أظهرت أن «أكثر من نصف سكان غزة سيغادرون القطاع إذا سُمح لهم بذلك»، مضيفاً «أعتقد أن النسبة قد تكون أعلى من ذلك».
وفيما أشار إلى «وفاء» إسرائيل بتعهداتها في شأن خطته، وإلى الاتفاق مع نتنياهو في «معظم الأمور»، أوضح ترامب أن التوافق بينهما ليس 100 في المئة في شأن قضية عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
إيران و«حزب الله»
وتطرّق الرئيس الأميركي إلى «حزب الله» اللبناني، موضحاً أنه يتعامل «بشكل سيئ» وأنه سيتابع ما ستسفر عنه جهود لبنان لنزع سلاح الحزب.
وأكد أن قوة إيران تراجعت بشكل كبير وأنه لن يُسمح لها باستعادتها، متوعداً بمهاجمتها من جديد عند أي محاولة لإعادة بناء برنامجها النووي.
وقال «إذا كان الأمر كذلك، فعلينا أن نقضي عليها، سنوجه لها ضربة قاضية»، معتبر أنه «لولا توجيه ضربة لإيران لما كانت هناك فرصة للسلام في الشرق الأوسط».
لكنه أعرب في الوقت نفسه عن انفتاحه على إجراء محادثات مع طهران.
تركيا وسوريا
وتحدّث ترامب عن العلاقة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونتنياهو، موضحاً أنه لن تكون هناك مشكلة بينهما، وإنه يدعمهما.
وأضاف أن أردوغان يستحق ثناء كبيراً على «مساعدته إسرائيل في التخلص من الفوضى ومن نظام كان يعمل ضدها في سوريا»، في إشارة إلى نظام المخلوع بشار الأسد.
ولفت الرئيس الأميركي إلى أن إدارته تدرس بيع مقاتلات «إف - 35» إلى تركيا.
وأشار من جهة أخرى، إلى أنه سيعمل على أن يكون هناك توافق بين الرئيس السوري أحمد الشرع ونتنياهو، مؤكداً أن هناك «تفاهماً» بين واشنطن وتل أبيب في شأن دمشق.
وجدد التعبير عن إعجابه بالرئيس السوري، قائلاً «إنني أحترم (أحمد) الشرع وهو شخص قوي تحتاجه سوريا في الوقت الحالي، وعلاقتنا به جيدة ونأمل في التوصل إلى تفاهم بينهم وبين نتنياهو».
وذكر ترامب أنه توصل لخلاصات عدة خلال الاجتماع مع «بيبي» في إشارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، موضحاً أنه قام بالكثير من العمل معه، وأن هذا الأمر سيستمر.
وقلّل ترامب من شأن تقارير تفيد بتوتر العلاقات بينه وبين نتنياهو، قائلاً إن رئيس الوزراء قد يكون صعب المراس للغاية، لكن إسرائيل «لربما كانت ستزول» لولا قيادته بعد الهجوم الذي شنّته «حماس» في 7 أكتوبر 2023.
وتابع: «لستُ قلقاً من أيّ شيء تفعله إسرائيل، أنا قلق مما يفعله الآخرون أو ربما لا يفعلونه، لكني لستُ قلقاً، لقد التزموا (الإسرائيليون) بالخطة».
من جهته، خاطب نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، الرئيس الأميركي قائلاً «سنكون دائماً معك وسنقف إلى جانبك»، مؤكداً في الوقت نفسه حرصه على إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وأجاب نتنياهو عن السؤال المتعلق بالشأن السوري مدفوعاً من ترامب، بالقول إن إسرائيل تسعى إلى «حدود آمنة وهادئة مع سورية»، مشدداً على ضرورة إقامة «منطقة آمنة خالية من الإرهاب والهجمات»، وضمان «أمن الدروز والمسيحيين وسائر الأقليات».
وخلال اللقاء وفي إطار مداخلة هاتفية من قبل وزير التعليم الإسرائيلي، يوآف كيش، أبلغ نتنياهو ترامب بقرار منحه «جائزة إسرائيل»، تقديراً لما وصفوه بـ«مساهمته الخاصة للشعب اليهودي».
وبعد اللقاء، نفت الرئاسة الإسرائيلية في بيان، حديث لترامب عن أنه تواصل مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وأنه أبلغه بأن العفو عن نتنياهو في قضايا متعلقة بالفساد «في طريقه» للصدور، مؤكداً عدم إجراء اتصال بينهما منذ أسابيع.