بعث لي زميل حلقة للدكتور معن القطامين، يتحدث فيها عن حجم المعرفة وبالأرقام ولكم ملخص أهم ما جاء فيها.
في تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي نشر في عام 2023 أن مستقبل الوظائف، 40 في المئة من المهارات الأساسية في سوق العمل ستتغير وبالتالي سيحتاجون إلى إعادة تأهيل للمهارات.
فحجم المعرفة البشرية يتضاعف أسرع من قدرة الدماغ البشري على بناء ذاكرة طويلة المدى حسب تقرير نشر لجامعة ستانفورد الأميركية.
الشاهد، أن حجم البيانات الرقمية عالمياً في 2015 بلغ 15.5 زيتابيتس وقفز في 2025 إلى 175 زيتابيتس، ويتوقع أن يصل حجم البيانات 1000 زيتابيتس في 2030، وهرم المعرفة يعتمد على البيانات التي تتحول إلى معلومات ثم حكمة.
على سبيل المثال، في مجال الطب: هل تحتاج إلى تشخيص وعلاج مبني على آخر المعلومات والأبحاث قبل سنوات أم تحتاج إلى آخر تشخيص وأحدث علاج... ومعدل الأبحاث يتجاوز 2000 بحث سنوياً وهو رقم كبير يحتاج سنوات لقراءتها.
ومع دخول الذكاء الاصطناعي الذي ضاعف السرعة (وهذا بيت القصيد)، الصورة تغيرت شكلاً ومضموناً حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتصميم التجارب، تحديث البيانات ويلخص عشرات الدراسات في ثوان.
تقول وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، إن الذكاء الاصطناعي يتعلم ويراجع وينتج معرفة أسرع بـ 10 ملايين مرة من قدرة الباحث البشري.
ولو أخذنا الأمن السيبراني، فتقول التقارير إن المعرفة تحتاج تحديثاً عميقاً كل سنتين أو ثلاث سنوات على الأقل لمعرفة الثغرات وأدوات في إصدار معين وأضف إلى ذلك الخوارزميات وأنواع المحتوى تتقادم في 3 أشهر.
وقس عليها ممارسات مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي التي تتغير بشكل سريع.
الزبدة:
حجم البيانات والمتغيرات السريعة جداً بشكل مخيف في عالم التكنولوجيا يحتاج إلى مراجعة المنهجية التي نعامل بها مثلث التعليم والمعرفة والذكاء الاصطناعي.
لذلك، نحتاج إلى التحول من التلقين إلى التعليم المستمر مع توظيف الذكاء الاصطناعي في المجالات كافة، وبات وجوباً قيامنا بذلك حسب المتغيرات التكنولوجية وحجم البيانات التي تتحول إلى معلومات.
إننا بصدد الحاجة إلى تحديث في كل شيء بدءاً من التربية والتعليم العالي وسوق العمل في ما يخص المهارات المطلوبة بوتيرة أسرع وسيتطلب في كثير من الأحيان تعديلات في النظم الإدارية وإعطاء مجال الذكاء الاصطناعي أهمية قصوى كونه الأهم في كل مجال... الله المستعان.
Twitter: @TerkiALazmi