المتألقون ليسوا بالضرورة الأذكى أو الأكثر موهبة

مهارات اجتماعية بسيطة... لكنها تثير إعجاب الآخرين

تصغير
تكبير

هل شاهدت يوماً شخصاً يدخل غرفة ويفرض الاحترام على الفور من دون أن يقول الكثير؟

اعتقد كاتب مقال في موقع «geediting.com» أن هؤلاء الأشخاص لديهم جين كاريزما سحري، ثم خلال عقده الثالث في عالم التأمين، أصابته صحوة أثناء مشاهدة رئيسته الجديدة تتعامل مع اجتماع متوتر.

ولم تكن تفعل أي شيء استثنائي، بل أشياء بسيطة منفذة بشكل مثالي، وهنا أدرك أن أكثر المهارات الاجتماعية إثارة للإعجاب ليست معقدة على الإطلاق.

ويقضي معظمنا سنوات في محاولة إتقان إستراتيجيات معقدة عندما تخدمنا الأساسيات بشكل أفضل.

وبعد توجيه العشرات من الموظفين الأصغر سناً على مر السنين، لاحظ الكاتب الأنماط نفسها، فالذين يتألقون حقاً ليسوا بالضرورة الأذكى أو الأكثر موهبة، بل أولئك الذين يتقنون هذه المهارات الأساسية التي يمكن لأي شخص تعلمها في حوالي خمس دقائق.

وإذ أردت أن تجعل شخصاً يشعر بأنه أهم شخص في العالم، فانطق اسمه، وليس مرة واحدة ولا خمس مرات، بل ما يكفي فقط لإظهار أنك سجلت تقديرك لقيمته.

وعندما يقدم شخص ما نفسه، كرره على الفور بقول من الجميل مقابلتك يا «سارة»، ثم استخدمه مرة أخرى قبل انتهاء المحادثة.

وإليك شيء لاحظه الكاتب، وهو: عندما ينتهي شخص ما من الحديث، انتظر ثانيتين كاملتين قبل الرد، وليس ثانية واحدة بل ثانيتين، فعدهما في رأسك إذا كنت بحاجة إلى ذلك.

وتقوم هذه الوقفة الصغيرة بثلاثة أشياء، فأولاً تضمن أنهم انتهوا فعلاً من الحديث، وثانياً تُظهر أنك تفكر في ما قالوه بدلاً من مجرد الانتظار لدورك، وثالثاً تخلق إيقاعاً يجعل المحادثات تبدو أقل اندفاعاً وأكثر معنى.

ومعظم الناس يطرحون أسئلة سطحية وينتقلون، فكيف كانت عطلة نهاية الأسبوع؟ جيدة، ثم نهاية المحادثة. لكن انظر ماذا يحدث عندما تحفر مستوى واحداً أعمق بقولك ما كان أفضل جزء؟ فجأة، أنت تجري محادثة حقيقية. والمفتاح هو الفضول الحقيقي، فأنت لا تستجوب شخصاً ما، بل تُظهر اهتماماً بحياته، ويمكن لسؤال متابعة واحد أن يحول الحديث الصغير إلى تبادل هادف.

والدخول إلى مكتبة هادئة بصوتك الخارجي يشبه الظهور في جنازة بقميص هاوايي.

وقراءة أجواء الغرفة لا تتعلق بالزيف، بل تتعلق بالاعتبار، فإذا كان شخص ما متحمساً لشيء ما، قابله هناك، وإذا كان يمر بيوم سيئ، خفف من حدته. ولا يعني هذا فقدان نفسك أو أن تصبح حرباء، بل فكر في الأمر كضبط مستوى الصوت وليس تغيير أغنيتك.

وهل لاحظت يوماً كيف أن الأشخاص الأكثر محبوبية نادراً ما يهيمنون على المحادثات؟ لديهم هذه الطريقة في جلب الآخرين إلى المناقشة بقولهم في الواقع، «جون» يعرف عن هذا أكثر مني أو «سارة» كان لها تجربة مماثلة، أليس كذلك «سارة»؟ ومشاركة الائتمان والاهتمام لا تقلل منك بل تضخم حضورك، فالناس يتذكرون أولئك الذين جعلوهم يشعرون بالإدماج أكثر بكثير من أولئك الذين حاولوا إثارة إعجابهم.

وكم مرة حوصرت في محادثة من دون طريق للهروب؟ لا تكن الشخص الذي يخلق ذلك الفخ، فتعلم إنهاء الأمور بسلاسة بقولك كان هذا ممتعاً حقاً، وأحتاج إلى اللحاق بشخص ما، لكن دعنا نواصل هذا لاحقاً. وامنحهم مخرجاً أيضاً بقولك لا أريد أن أبقيك أو أعلم أنك مشغول،

فالنهايات النظيفة تترك انطباعات أفضل من المحادثات التي تستمر بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها.

ولا أعرف، لكنني أحب أن أتعلم المزيد عن ذلك يتفوق على التظاهر بالمعرفة في كل مرة، فالثقة لا تتعلق بامتلاك جميع الإجابات، بل تتعلق بأن تكون مرتاحاً لعدم امتلاكها.

وخلال الاجتماعات، شاهد الكاتب زملاء يربطون أنفسهم في عقد محاولين أن يبدوا على دراية بكل شيء، وفي الوقت نفسه، الأشخاص الذين قالوا ببساطة هذا ليس مجالي، لكن «جين» ستعرف اكتسبوا المزيد من الاحترام.

واستخدام لغة الجسد الإيجابية ليس ثورياً، لكنك ستندهش من عدد الأشخاص الذين ينسونها، فواجه جسدك تجاه الشخص المتحدث، وافتح ذراعيك، وضع هاتفك بعيداً تماماً، وليس مجرد وضعه مقلوباً. ولغة الجسد الجيدة لا تتعلق بأوضاع القوة أو التقنيات المعقدة، بل تتعلق بإظهار أنك حاضر ومشارك، فانحناء طفيف إلى الأمام وإيماءات عرضية والحفاظ على تواصل بصري مريح من دون التحديق.

ولا تقل مجرد شكراً وأنت تبتعد، بل توقف وابحث عن تواصل بصري وقل ما أنت ممتن له، فقول شكراً لك على أخذ الوقت لشرح تلك العملية لي يضرب بشكل مختلف من شكر متمتم.

والامتنان مجاني ويستغرق ثواني للتعبير عنه ويدفع أرباحاً إلى الأبد، فالناس يتذكرون أولئك الذين جعلوهم يشعرون بالتقدير.

وبعد 35 عاماً من حياة المكتب، يمكن لكاتب المقال أن يخبرنا أن الزملاء الذين لا يزال يفكر فيهم بمودة ليسوا بالضرورة الأكثر موهبة، بل أولئك الذين لاحظوا وأقروا بالأشياء الصغيرة. ولا تتطلب هذه المهارات تدريباً خاصاً أو موهبة طبيعية، فيمكنك حرفياً البدء في استخدامها جميعاً بحلول وقت الغداء غداً. والسحر ليس في معرفتها، بل في القيام بها فعلياً باستمرار، واختر واحدة أو اثنتين للتركيز عليها هذا الأسبوع، وبمجرد أن تصبح تلقائية، أضف أخرى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي