«مُستقبل العلاقات مُشجّع ولدينا فرص واعدة للمستثمرين الكويتيين»
سفير كازاخستان: المشاريع الزراعية المشتركة كفيلة بضمان إمدادات غذائية مُستدامة للكويت
- الكويت تُشبه وطني... وتقاليدنا وقيمنا الروحية المشتركة تُقرّب بين شعبينا وتفتح آفاقاً للتعاون
قال سفير كازاخستان لدى البلاد، يرجان يليكاييف، إن العلاقات الكازاخية - الكويتية تستند إلى تقاليد وقِيَم مشتركة تعكس تقارباً روحياً وثقافياً بين الشعبين، مشيراً إلى أن ذلك يمهّد الطريق لشراكة إستراتيجية أعمق في السنوات المقبلة.
وقال يليكاييف في لقاء مع «الراي»، بعد تقديم أوراق اعتماده لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، إن توليه منصب السفير «يمثل شرفاً ومسؤولية كبيرة للإسهام في تعزيز جسور التعاون والازدهار المشترك».
شعور البيت
وعن انطباعاته الأولى، قال: «منذ لحظة وصولي شعرت بعمق الروابط الروحية والثقافية بين شعبينا، فالدفء الذي لمسته في الترحيب الكويتي ذكّرني بضيافة بلادي، حتى شعرت وكأنني عدت إلى وطني».
وأضاف أن الكويت وكازاخستان تتشاركان قيماً متجذرة أبرزها احترام الأسرة، توقير كبار السن، والكرم، وهناك تشابه لغوي بين اللغتين يعكس جذوراً تاريخية مشتركة بين الثقافتين التركية والعربية.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يُشكّل ركيزة روحية مشتركة «توحّدنا في السعي نحو السلام والتنمية والعمل المشترك من أجل مستقبل مزدهر».
اقتصاد صاعد
واستعرض يليكاييف ملامح بلاده، وقال: «كازاخستان هي تاسع أكبر دولة في العالم، بمساحة تتجاوز 2.7 مليون كيلومتر مربع، أي ما يوازي مساحة أوروبا الغربية تقريباً»، لافتا إلى أن عدد السكان تخطّى 20 مليون نسمة عام 2025، يعيشون بتناغم بين أكثر من 130 مجموعة عرقية، مما يقدّم نموذجاً فريداً للتنوّع الثقافي.
وأوضح أن نحو 75 في المئة من أراضي كازاخستان صالحة للزراعة، ما يجعلها شريكاً مثالياً للكويت في ملف الأمن الغذائي، خصوصاً مع تركيز «رؤية الكويت 2035» على تعزيز الاكتفاء الغذائي وتنويع مصادر الاستيراد. كما تمتلك البلاد مواقع تراث عالمي، مثل ضريح خواجة أحمد يسوي، ما يفتح آفاقاً لسياحة تبادلية مع الكويت.
ولفت إلى أن بلاده تُعد «القوة الاقتصادية الأولى في آسيا الوسطى»، إذ تنتج 60 في المئة من الناتج الإقليمي. وقال إن الناتج المحلي بلغ 288 مليار دولار عام 2024، مع توقعات بتجاوز 300 مليار هذا العام، مدفوعاً بإصلاحات اقتصادية ورؤية حكومية تركز على الابتكار.
فرص واعدة
وأشار يليكاييف إلى أن كازاخستان تستقطب 75 في المئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية الواردة لآسيا الوسطى، بفضل الحوافز الضريبية والإعفاءات الجمركية، لافتا إلى الدور المحوري لـ مركز أستانا المالي الدولي (AIFC) الذي يعمل وفق القانون الإنكليزي ويوفر حوافز تمتد إلى 50 عاماً، ما يجعله منصة آمنة وجاذبة للمستثمرين الكويتيين الراغبين في دخول الأسواق الآسيوية.
وفي سياق الطاقة، أكد السفير أن بلاده تتصدر العالم في إنتاج اليورانيوم بنسبة تتراوح بين 40 و43 في المئة، مشيراً إلى خطط بناء ثلاث محطات نووية لدعم النمو الاقتصادي، إلى جانب إدخال 6.3 غيغاوات من الطاقة الخضراء خلال خمس سنوات.
وأضاف أن وكالات التصنيف العالمية، مثل «موديز» و«S&P»، تمنح كازاخستان تقييمات ائتمانية مستقرة، مما يعزز ثقة المستثمرين ويجعلها وجهة إستراتيجية لرؤوس الأموال الكويتية في قطاعات الطاقة المتجددة، الصناعات البتروكيماوية، واللوجستيات.
مهام
وأوضح يليكاييف أن السفارة تضع «الدبلوماسية الاقتصادية» في مقدمة أولوياتها، انطلاقاً من تقاطع الأهداف بين «رؤية الكويت 2035» وخطة كازاخستان لتسريع الاستثمار والتصنيع. وقال إن مشاريع الكويت الكبرى مثل مدينة الحرير وميناء مبارك الكبير تتكامل مع الممرات التجارية الكازاخية، خاصة «الممر العابر لبحر قزوين» الذي ارتفع حجم نقل البضائع عبره بنسبة 63 في المئة في عام 2024.
وفي مجال الرقمنة، أشار السفير إلى أن بلاده أسست وزارة مختصة بالذكاء الاصطناعي والتنمية الرقمية، بينما تمضي الكويت في مشروعات المدن الذكية، مؤكداً أن تبادل الخبرات سيفتح آفاقاً جديدة للتعاون في التحوّل الرقمي.
مستقبل العلاقات
وأكد يليكاييف أن مستقبل العلاقات بين البلدين «مشجع وواعد للغاية»، خصوصاً في مجال الأمن الغذائي، حيث يمكن لكازاخستان أن تصبح مورداً رئيسياً للقمح واللحوم والمنتجات العضوية عالية الجودة، مشيراً إلى إمكانية إقامة مشاريع زراعية مشتركة بمساحات تصل إلى 500 هكتار، بما يضمن للكويت إمدادات غذائية مستقرة ومستدامة.
كما دعا السفير الشركات الكويتية إلى الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة، مؤكداً أن «العوائد المتوقعة على المستثمرين الكويتيين في قطاعات الزراعة والطاقة قد تتراوح بين 10 و15 في المئة، وهي أعلى من متوسط المنطقة بفضل استقرار الاقتصاد الكازاخي».
خبرة استثمارية تدعم العمل الدبلوماسي
باعتباره ليس دبلوماسياً مهنياً، قال السفير يليكاييف: «خبرتي في مجال الأعمال والاستثمار مكّنتني من فهم احتياجات المستثمرين وتقديم كازاخستان شريكاً موثوقاً للكويت. الدبلوماسية الحديثة هي دبلوماسية اقتصادية، وهدفي تعزيز مشاريع تعود بالنفع المتبادل على الشعبين».