مراجعة حالات التنازل تكشف «ماتروشكا» تزوير جنسية جديدة
غريبان في الكويت... شقيقان في دولة خليجية
- كويتي تنازل عن مستنداته الخليجية صورياً.. يحمل اسماً مختلفاً كلياً
- عمره في الكويت 90 عاماً... وفي الدولة الخليجية 72
- يقيم في الدولة الخليجية ومسجل على ملفه 13 ابناً وابنة
- زوّر تاريخ ميلاده من 1953 خليجياً إلى 1935 كويتياً ليضيف ابناً من مواليد 1950
- التحريات كشفت أن الاسم الخليجي للابن مطابق لكويتي مزوّر يحمل الاسم الخليجي نفسه
- البصمة الوراثية كشفت أنهما شقيقان خليجيان انتسب كل منهما إلى أب كويتي مختلف بالتزوير
- 179 شخصاً تبعية الملف الأصلي... و118 على ملف جنسية الابن المولود في 1950
- التحقيقات واعترافات 5 إخوة أكدت أن المولود سنة 1935 ليس شقيقهم الكويتي
قادت مراجعة ملفات من سبق أن قدّموا تنازلات عن مستندات جنسية خليجية للاحتفاظ بالجنسية الكويتية، في إجراء عُرفي غير قانوني، إلى ضبط حالة تزوير مركّبة ومعقدة.
وكانت الجهات المعنية بدأت مراجعة شاملة لجميع ملفات حالات التنازل عن الجنسية السابقة، بهدف إعادة تدقيقها والتحقق من مدى التزام القرارات المتخذة آنذاك بنصوص القانون، وتحديد ما إذا كانت الحالات تندرج ضمن مفهوم الازدواجية أو تدخل في إطار التزوير.
وذكرت مصادر مطلعة لـ«الراي» أن المراجعة والتدقيق في الحالات والملفات كشفا أن أحد مقدّمي التنازل عن مستنداته الخليجية، كان يحمل اسماً مختلفاً كلياً عن اسمه الكويتي، بما يقطع بواقعة التزوير، لا سيما مع ثبوت تناقض صارخ في بيانات الميلاد؛ إذ إن مواليده في الكويت مسجّلة في العام 1935 (عمره الكويتي 90 عاماً)، فيما تشير المستندات الخليجية إلى أنه من مواليد العام 1953 (عمره الخليجي 72 عاماً).
وبيّنت أن المعني بالملف يقيم حالياً خارج البلاد، في الدولة الخليجية التي يحمل جنسيتها الحقيقية، فيما يضم ملف جنسيته الكويتية 13 ابناً وابنة.
وأضافت المصادر أن أحد الأبناء المسجّلين على الملف، وهو الابن الأكبر، من مواليد العام 1950، الأمر الذي دفع الأب إلى تكبير عمره كويتياً لتسهيل إدراج الابن المزيف على ملفه، رغم أن الفارق الحقيقي بينهما لا يتجاوز ثلاث سنوات. أما بقية الأبناء، فتتراوح تواريخ ميلادهم بين الثمانينات وبداية الألفيات، وأضافهم كلهم بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، استناداً إلى حكم محكمة، باستثناء الابن المولود في العام 1950 الذي كان مسجّلاً قبل الغزو.
وبينت المصادر أن التحريات أوصلت إلى الاسم الخليجي للابن المولود في العام 1950، وتبين أنه يحمل اسماً خليجياً مختلفاً كلياً عن الاسم الخليجي للأب الافتراضي، الذي سبق أن تنازل عن مستنداته الخليجية في إجراء عرفي غير قانوني أصلاً. وبمزيد من التدقيق على بيانات الابن المولود سنة 1950، تبيّن وجود مواطن كويتي آخر يحمل الاسم الخليجي ذاته، لكنه بدوره ثبت تزوير جنسيته وسُحبت منه الجنسية الكويتية في وقت سابق، مع حفظ بصمته الوراثية لدى الجهات المختصة.
وأشارت إلى أن تشابه الاسمين الكاملين في الجنسية الخليجية – باستثناء الاسم الأول لكل منهما – أثار الشكوك حول ما إذا كان الشخصان شقيقان في الدولة الخليجية، ولكن انتسب كلٌ منهما في الكويت إلى أب مزيف مختلف، في واقعة تلخّص المفارقة الصادمة: «أخوان خليجياً... وغريبان كويتياً».
وأكدت المصادر أن فحوصات البصمة الوراثية حسمت الشكوك، حيث جرت مطابقة بصمة الابن المولود في العام 1950 مع البصمة المحفوظة للشخص الآخر، وثبت بالدليل القاطع أنهما شقيقان خليجيان، رغم اختلاف اسميهما الكويتيين.
وبالعودة إلى صاحب الملف نفسه، والمُسجّل ورقياً على أنه من مواليد العام 1935، أوضحت المصادر أن التحقيقات، المدعومة بالمستندات الخليجية وفحوصات البصمة الوراثية والاسم الخليجي المختلف كلياً عن الكويتي ومواجهة الإخوة المفترضين، كشفت أن خمسة إخوة استدعوا وأقرّوا بأن الشخص المعني ليس شقيقهم السادس. كما أُخذت بصماتهم الوراثية، وثبت أنهم إخوة أشقاء في ما بينهم، فيما أثبتت المقارنة أن صاحب الملف المولود كويتياً في العام 1935 ليس شقيقهم، خلافاً لما ورد في الأوراق الرسمية.
وبيّنت المصادر أن تبعية صاحب الملف تبلغ 179 فرداً ما بين أبناء وأحفاد، من بينهم الابن المولود في العام 1950، الذي تبلغ تبعيته وحده 118 فرداً بين أبناء وأحفاد.
وأشارت المصادر إلى أن هذه القضية تعيد إلى الواجهة مجدداً نموذج «ماتروشكا» الشهير: تزوير في بطنه تزوير، وفي بطن التزوير تزوير آخر... في سلسلة تتكشّف طبقة بعد أخرى مع استمرار التحقيقات.