التمارين البدنية المنتظمة تعيد برمجة... أعصاب القلب
أظهرت دراسة قادها باحثون في جامعة «بريستول» البريطانية للمرة الأولى أن التمارين البدنية الهوائية المعتدلة تضبط برمجة الأعصاب التي تتحكم في القلب بطرق مختلفة على الجانبين الأيسر والأيمن، وفقاً لما نُشر في مجلة «أوتونوميك نيوروساينس».
وأوضح الدكتور جون كوبي، أن عدم انتظام ضربات القلب، المعروف باسم اضطراب النظم القلبي، ومتلازمة القلب المكسور الناجمة عن الإجهاد، وأنواعاً معينة من ألم الصدر، غالباً ما تُعالج عن طريق تقليل نشاط العقد النجمية المفرطة النشاط، وهي أزواج من مراكز الأعصاب الصغيرة في منطقة أسفل الرقبة وأعلى الصدر التي ترسل إشارات تسريع إلى القلب.
وعن طريق رسم خريطة لكيفية تغيير التمرين لهذه العقد على كل جانب، توفر الدراسة أدلة قد تساعد يوماً ما في ضبط إجراءات مثل حصار الأعصاب أو إزالة التعصيب إلى الجانب الأكثر احتمالاً للمساعدة.
والنتائج في مرحلة مبكرة وعلى الفئران، لذلك ستحتاج إلى دراسات سريرية لاحقة.
واستخدم الفريق طرق تصوير كمي ثلاثية الأبعاد متقدمة تُعرف بالقياس المجسم، وأظهرت نتائجهم أن الفئران المدربة على مدى فترة 10 أسابيع طورت ما يقرب من أربعة أضعاف عدد الأعصاب، المسماة الخلايا العصبية، في مجموعة الأعصاب القلبية الوعائية على الجانب الأيمن من الجسم مقارنة بالجانب الأيسر، عند القياس مقابل الفئران غير المدربة.
وفي الوقت نفسه، تضاعف حجم الخلايا العصبية على الجانب الأيسر تقريباً، بينما أصبحت تلك الموجودة على اليمين أصغر قليلاً.
ويخطط الباحثون الآن لدراسات لربط هذه التغييرات الهيكلية بكيفية تصرف القلب فعلياً أثناء الراحة وأثناء التمرين. وسيبحثون بعد ذلك عن النمط الأيسر-الأيمن في نماذج حيوانية أخرى وفي الناس باستخدام علامات غير جراحية.
وهذا سيساعد في التأكد مما إذا كان استهداف جانب واحد من مجموعة الأعصاب يمكن أن يجعل العلاجات مثل حصار الأعصاب النجمية أو إزالة التعصيب أكثر فعالية لاضطرابات النظم القلبي ومتلازمة القلب المكسور الناجمة عن الإجهاد والذبحة الصدرية التي يصعب علاجها.
وأضاف الدكتور كوبي، أن فهم هذه الاختلافات بين اليسار واليمين يمكن أن يساعد في تخصيص العلاجات لاضطرابات نظم القلب والذبحة الصدرية.
وقال: «تعمل مجموعات الأعصاب هذه مثل مفتاح خافت للقلب، وأظهرنا أن التمارين المنتظمة والمعتدلة تعيد تشكيل هذا المفتاح بطريقة خاصة بالجانب. وهذا يمكن أن يساعد في تفسير سبب نجاح بعض العلاجات بشكل أفضل على جانب واحد عن الآخر، وفي المستقبل، يساعد الأطباء على استهداف العلاجات بشكل أكثر دقة وفعالية».
وأُجري البحث بالتعاون مع «يونيفرسيتي كوليدج لندن» في المملكة المتحدة وجامعة «ساو باولو» والجامعة الفيدرالية في «ساو باولو» في البرازيل. وتشير خطوتهم التالية إلى اختبار كيفية تطابق هذه التغييرات الهيكلية مع الوظيفة وما إذا كانت أنماط مماثلة تظهر في حيوانات أكبر وفي البشر.