تعتمد على علاج الخلايا التائية

حقنة واحدة تحول جهاز المناعة إلى آلة لـ ... قتل السرطان

تصغير
تكبير

بحقنة واحدة فقط، يحول علاج ذو تقنية جديدة خلايا المناعة في مرضى السرطان إلى آلات فعالة لقتل الأورام. فجزيئات ذلك العلاج مزودة بمنارات توجيه تتعقب الخلايا بسرعة وتدمر أعداءها السرطانية.

وتعتمد الحقنة على علاج الخلايا التائية «كار تي»، وهو اختراق يستخدم الهندسة الوراثية لتعزيز الخلايا التائية المكافحة للسرطان.

ومنذ موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية الأولى عليه في العام 2017، قضى «كار تي» على بعض حالات السرطان المميتة بعلاج لمرة واحدة.

لكن التكنولوجيا مكلفة، سواء للجسم أو المحفظة.

وعادة ما تُصنَع خلايا «كار تي» خارج الجسم في مختبر. ويخضع المرضى للعلاج الكيميائي وعلاجات قاسية أخرى لإفساح المجال للخلايا المناعية المحسنة، وهو الأمر الذي يضع ضرائب على جسم مريض بالفعل مع آثار جانبية. ويستغرق صنع خلايا «كار تي» أيضاً وقتاً ثميناً، وللأسف، غالباً ما ينفد الوقت.

وفي الاجتماع السنوي لـ«الجمعية الأميركية لأمراض الدم»، قدم فريق أسترالي نهجاً مختلفاً، وهو تحويل الخلايا التائية الطبيعية إلى جنود خارقين داخل الجسم.

ودخل أربعة أشخاص عولجوا من المايلوما المتعددة العنيدة، وهو سرطان دم يدمر العظام والكلى، في حالة هدوء لمدة تصل إلى خمسة أشهر.

وبقيادة فيبي جوي هو في جامعة «سيدني» بالتعاون مع «كيلونيا ثيرابيوتيكس»، تمثل التجربة، على الرغم من صغرها ولا تزال أولية، خطوة نحو الثورة التالية في علاج «كار تي». وقال أحد الحضور من المؤتمر إن النتائج تخطف الأنفاس.

وتجري مئات التجارب السريرية التي توسع التكنولوجيا المنقذة للحياة إلى السرطانات الصلبة، بما في ذلك أورام الثدي والدماغ. وإلى جانب السرطان، ويُستخدم العلاج أيضاً لعلاج أمراض المناعة الذاتية مدى الحياة، مثل الذئبة والتصلب المتعدد، حيث يدمر جهاز المناعة في الجسم أعضاءه الخاصة.

ويسير الإجراء عادة على هذا النحو، حيث يتم استخراج الخلايا التائية الخاصة بالمريض من دمه. وباستخدام أدوات تحرير الجينات، مثل «كريسبر»، يتم تزويد الخلايا بخطافات بروتينية إضافية. وتتيح لهم هذه الخطافات الإمساك بشكل أفضل بأهدافهم، وهي الخلايا السرطانية أو غير ذلك.

وبعد دورة قصيرة من العلاج الكيميائي أو الإشعاع لاستنزاف الخلايا المناعية الموجودة وإفساح المجال لخلايا جديدة، يتم ضخ خلايا «كار تي» المهندسة مرة أخرى في الجسم. وبمجرد وصولها إلى هناك، تعيد الخلايا المهندسة وراثياً ملء جهاز المناعة وتطارد فريستها.

والعملية، رغم كفاءتها بلا شك لبعض أنواع السرطان، مكلفة وتستغرق شهوراً، وهو وقت لا يملكه بعض المرضى.

وفي العام 2022، صمم فريق حقنة لإعادة برمجة الخلايا التائية باستخدام الحمض النووي الريبوزي. وهذا يتجنب العبث بالحمض النووي للمريض. وفي الفئران المصابة بتندب القلب، أحيت الحقنة العضو. وسرعان ما تبعت نجاحات أخرى.

وحولت حقنة أخرى الخلايا التائية إلى خلايا «كار تي» في غضون ساعات في الفئران والقرود، واستهدف العلاج نوعاً من سرطان الدم الناتج عن فرط نمو الخلايا البائية.

وفي تجربة صغيرة، أعطى الباحثون الحقنة لأربعة مرضى يعانون من مايلوما متعددة لم يكن من الممكن السيطرة عليها سابقاً. ولم يُظهر المرضى أي علامات على السرطان في نخاعهم العظمي بعد شهر. ولأحدهم، استمر التأثير خمسة أشهر على الأقل. وكانت الآثار الجانبية أيضاً بسيطة نسبياً، على الرغم من أن البعض عانى من متلازمة إطلاق السيتوكين الخفيفة، وهي رد فعل مناعي يسبب الحمى والقشعريرة وأعراضاً أخرى تمت إدارتها بسهولة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي