هل تناول السلمون المُدَخَّن خيار صحي؟
أشارت تقارير غذائية بريطانية حديثة إلى أن السلمون المُدَخَّن يظل من أكثر الأطعمة البحرية انتشاراً على موائد الإفطار والولائم، بفضل مذاقه الغني وسهولة تقديمه جاهزاً للأكل من دون طهي إضافي، غير أن خبراء التغذية يحذّرون من أن هذا المنتج «الصحي ظاهرياً» يحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية ينبغي على المستهلكين إدراكها قبل الإفراط في تناوله.
ويؤكد اختصاصيون أن حصة مقدارها 50 غراماً من «السلمون المُدَخَّن» توفّر أكثر من 11 غراماً من البروتين عالي الجودة، إلى جانب أحماض أوميغا–3 الدهنية وفيتامينات أساسية تُسهم في دعم صحة القلب والدماغ.
وفي هذا السياق، يوضح خبراء تغذية أن الأحماض الدهنية أوميغا–3 الموجودة في السلمون ترتبط بانخفاض مخاطر أمراض القلب والسكتة الدماغية، فضلاً عن دورها المحتمل في تحسين الوظائف الإدراكية وتقليل احتمالات الإصابة بحالات مثل «ألزهايمر» والاكتئاب.
كما يشيرون إلى أن البروتين الموجود في هذه الأسماك يساعد في بناء العضلات وإصلاح الأنسجة، بينما تُسهم فيتامينات «ب» في تحويل الطعام إلى طاقة والحفاظ على حيوية الجلد والشَّعر والأظافر.
ومن جهة أخرى، ينبه اختصاصيون إلى أن طريقة تجهيز «السلمون المُدَخَّن» تعتمد على التمليح والتجفيف ثم التدخين، وهي خطوات ترفع محتوى الصوديوم إلى مستويات قد تكون مقلقة لمن يعانون ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، إذا تناولوه بكميات كبيرة أو بصفة متكررة. ويُذكّرون بأن التوصيات الغذائية الغربية تدعو إلى ألا يتجاوز مجموع ما يتناوله الشخص البالغ من الصوديوم 2.300 مليغرام يومياً تقريباً، ما يعني أن شريحتين أو ثلاث شرائح من السلمون المُعالج قد تستهلك جزءاً كبيراً من هذه الحصة خلال وجبة واحدة.
وفي الوقت نفسه، تُثير بعض الهيئات الصحية مسألة احتمال تَلوُّث الأسماك المُدَخَّنة ببكتيريا «الليستيريا»، وهي عدوى نادرة لكنها خطيرة على الفئات الأكثر هشاشة مثل الحوامل وكبار السن والمصابون بضعف المناعة، إذ يمكن أن تُسبّب لديهم تسمماً غذائياً حاداً أو مضاعفات خطرة. لذلك، يُنصَح أفراد هذه الفئات إما بتجنّب الأسماك المُدَخَّنة الجاهزة للأكل، أو التأكّد من طهيها جيداً حتى تصبح ساخنة بالكامل قبل تناولها، لأن الحرارة الكافية كفيلة بالقضاء على البكتيريا الضارة.
وعلاوة على ذلك، يلفت اختصاصيون في الاستدامة البيئية إلى أن القيمة الغذائية للسلمون قد تختلف تبعاً لمصدره، إذ تُظهِر تحليلات أن الأسماك البرية، لاسيما التي تُصاد من مياه باردة ونظيفة، غالباً ما تحتوي نسباً أعلى من أحماض أوميغا–3 وملوثات أقل مقارنة ببعض الأسماك المستزرَعة في أقفاص بحرية مفتوحة.
ويُشجّع هؤلاء على قراءة ملصقات المنتجات بعناية لاختيار أنواع تُعلن بوضوح عن مصدر الصيد ومستويات الصوديوم والإضافات المستخدمة.
وبناءً على ذلك، يوصي خبراء التغذية مَن يتمتعون بصحة جيدة بأن يتعاملوا مع «السلمون المُدَخَّن» بوصفه طعاماً شهياً غني الفوائد، لكن ضمن حصة معتدلة وفي إطار نظام غذائي متوازن يضم أسماكاً طازجة وخضراوات وحبوباً كاملة. أما مَن يعانون ارتفاع ضغط الدم أو يتبعون حمية قليلة الملح أو ينتمون إلى الفئات المعرّضة لخطر «الليستيريا»، فيُحبَّذ أن يستشيروا طبيبهم أو أخصائي تغذية لتحديد الكمية المناسبة أو الاكتفاء بالأسماك المطهوة جيداً الأقل ملوحة.