الاتجاهات والجدول الزمني يكشفان موعداً صادماً

متى يصل الذكاء الاصطناعي إلى «التفردية»؟

تصغير
تكبير

في عالم الذكاء الاصطناعي، تلوح فكرة وصوله إلى حال «التفردية» (singularity) بشكل كبير. ويصف مفهوم التفردية اللحظة التي سيتجاوز فيها الذكاء الاصطناعي السيطرة البشرية ويسيطر على المجتمع البشري محولاً إياه بسرعة، الأمر الذي يجعله موضوعاً مثيراً للجدل والقلق.

والشيء الصعب بشأن تفردية الذكاء الاصطناعي، ولماذا تستعير المصطلحات من فيزياء الثقوب السوداء، هو أنه من الصعب للغاية التنبؤ بمكان بدايتها ومن المستحيل تقريباً معرفة ما يتجاوز أفق الحدث التكنولوجي هذا.

ومع ذلك، يبحث بعض باحثي الذكاء الاصطناعي عن علامات الوصول إلى التفردية التي تُقاس من خلال تقدم الذكاء الاصطناعي الذي يقترب من المهارات والقدرات المماثلة للإنسان، الأمر الذي قد يوفر مؤشرات مبكرة على اقتراب هذه اللحظة الفارقة.

وطورت شركة ترجمة مقياساً يُسمى الوقت للتحرير لحساب الوقت الذي يستغرقه المحررون البشريون المحترفون لإصلاح الترجمات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي مقارنة بالترجمات البشرية، الأمر الذي قد يساعد في تحديد السرعة نحو التفردية.

ووفقاً لشركة «ترانسليتد»، يستغرق المترجم البشري في المتوسط نحو ثانية واحدة لتحرير كل كلمة من مترجم بشري آخر.

وفي العام 2015، استغرق الأمر من المحررين المحترفين نحو 3.5 ثانية لكل كلمة للتحقق من اقتراح مترجم آلياً، واليوم هذا الرقم هو ثانيتان فقط، الأمر الذي يمثل تحسناً كبيراً. وإذا استمر الاتجاه، فسيكون الذكاء الاصطناعي لـ «ترانسليتد» جيداً مثل الترجمة التي ينتجها الإنسان بحلول نهاية العقد أو حتى قبل ذلك، الأمر الذي قد يشكل علامة فارقة في تطور الذكاء الاصطناعي.

وقال مارك تومبيتي من «ترانسليتد» في «بودكاست» إن التغيير صغير جداً بحيث لا تدركه كل يوم، لكن عندما ترى التقدم عبر عشر سنوات فإن ذلك مثير للإعجاب، الأمر الذي يوضح الطبيعة التدريجية لهذا التطور.

وأضاف أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها شخص في مجال الذكاء الاصطناعي بالتنبؤ بسرعة الوصول إلى التفردية بناءً على بيانات ملموسة، الأمر الذي يجعل هذا التوقع أكثر موثوقية من التوقعات السابقة.

وعلى الرغم من أن هذا نهج جديد لتحديد مدى قرب البشرية من الاقتراب من التفردية، إلا أن هذا التعريف للتفردية يواجه مشاكل مماثلة لتعريفات أخرى، إذ لا يوجد إجماع واضح على ما تعنيه التفردية بالضبط، الأمر الذي يجعل قياسها تحدياً مستمراً.

ويغمر العالم بتوقعات حول موعد حدوث التفردية أو موعد وصول الذكاء الاصطناعي العام.

ويتوقع بعض الخبراء أنها لن تحدث أبداً، بينما يضع آخرون علامة في تقويماتهم للعام 2026، الأمر الذي يعكس تبايناً كبيراً في الآراء.

ويُظهر تحليل شامل للدراسات الاستقصائية على مدى السنوات الـ 15 الماضية موقف العلماء وخبراء الصناعة من السؤال وكيف تغيرت توقعاتهم بمرور الوقت، خصوصاً بعد وصول نماذج اللغة الكبيرة مثل «GhatGPT»، الأمر الذي أدى إلى تسريع التوقعات بشكل كبير.

وعلى الرغم من أن التوقعات تختلف عبر فترة تقارب نصف قرن، إلا أن معظمها يتفق على أن الذكاء الاصطناعي العام سيصل قبل نهاية القرن الحادي والعشرين.

وتنص الدراسات على أن الاستطلاعات الحالية لباحثي الذكاء الاصطناعي تتوقع الذكاء الاصطناعي العام حوالي العام 2040، لكن قبل بضع سنوات فقط من التطورات السريعة في نماذج اللغة الكبيرة، كان العلماء يتوقعونه حوالي العام 2060، الأمر الذي يوضح كيف غيرت التطورات الأخيرة الجداول الزمنية.

ورجال الأعمال أكثر تفاؤلاً، إذ يتوقعونه حوالي العام 2030، الأمر الذي يعكس ثقتهم في التقدم التكنولوجي السريع.

ومع ذلك، لا يعتقد الجميع أن الذكاء الاصطناعي العام أمر مؤكد، إذ يجادل بعض الخبراء بأن الذكاء البشري متعدد الأوجه أكثر مما يصفه التعريف الحالي للذكاء الاصطناعي العام، الأمر الذي يجعل تحقيقه أصعب مما يعتقد البعض.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي