أكد أن لقاءه مع صاحب السمو «كان استثنائياً بكل المقاييس وتجاوَزَ كل التوقعات»

غادي الخوري لـ «الراي»: الكويت بالنسبة للبنان... الأخ المُساند لأخيه دون ضجيج

تصغير
تكبير

- صاحب السمو استقبلني بمحبة لافتة وعاطفة صادقة... وتحدّث معي بصراحة ووضوح
- العلاقات الأخوية متينة... والقيادة الكويتية حريصة دائماً على مصلحة لبنان واستقراره
- الرسالة التي حملتها إلى القيادة الكويتية حملت مشاعر الشكر والتقدير من الشعب اللبناني
- حرص على عدم السماح لأي جهة بالإضرار بعلاقة لبنان مع الكويت ودول الخليج
- لبنان لا يطلب مساعدات بقدر ما يسعى إلى شراكات واستثمارات ذات منفعة متبادلة

أكد السفير اللبناني غادي الخوري، أن لقاءه مع صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، خلال تقديم أوراق اعتماده يوم الثلاثاء الماضي، كان «استثنائياً بكل المقاييس، وتجاوَزَ كل التوقعات، سواء من حيث الود أو الصراحة أو عمق المشاعر تجاه لبنان وشعبه».

وقال السفير الخوري، في لقاء مع «الراي» هو الأول له بعد تقديم أوراق اعتماده، إن سمو الأمير استقبله بمحبة لافتة وعاطفة صادقة، مضيفاً: «لم أكن أتوقع هذا القدر من الود والاهتمام، كان اللقاء إنسانياً وعفوياً وتجاوز البروتوكول التقليدي».

وأوضح أن سمو الأمير تحدث معه «بصراحة ووضوح، ومن القلب إلى القلب، بعيداً عن المجاملات»، وهو ما يعكس عمق العلاقة الأخوية التي تربط الكويت بلبنان، وحرص القيادة الكويتية الدائم على مصلحة لبنان واستقراره.

وأضاف: «الكويت بالنسبة للبنان ليست دولة شقيقة فقط، بل هي الأخ الذي ينصح بمحبة، ويقف إلى جانب أخيه في الأوقات الصعبة دون ضجيج»، مشدداً على أن الدور الكويتي السياسي والاقتصادي والاجتماعي تجاه لبنان كان ولا يزال محل تقدير وامتنان دائم من الشعب اللبناني.

وأكد خوري، أن لبنان في هذه المرحلة الدقيقة بحاجة إلى احتضان عربي، مشيراً إلى أن الكويت كانت دائماً وفي مقدمة الدول التي لعبت هذا الدور بحكمة واتزان، من دون شروط أو مصالح ضيقة.

وجدّد السفير اللبناني التأكيد على أن رسالته إلى القيادة الكويتية حملت مشاعر الشكر والتقدير، معرباً عن أمله في أن تشهد المرحلة المقبلة تعزيز التعاون الثنائي، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.

الدور الكويتي

وفي رده على سؤال حول الدور الكويتي التاريخي في الملف اللبناني، ولا سيما منذ اتفاق الطائف، أكد السفير الخوري، أن الكويت كانت ولا تزال من الدول العربية الأساسية التي لعبت أدواراً مفصلية في دعم لبنان سياسياً وإنسانياً، مشيراً إلى أن هذا الدور لم يتراجع يوماً.

وأوضح أن مبادرات الكويت، منذ عقود طويلة، تعكس التزاماً ثابتاً تجاه استقرار لبنان ووحدته.

وأشار إلى أنه لم يباشر بعد اجتماعات سياسية تفصيلية، بحكم حداثة تسلمه مهامه، إلا أنه شدد على أن الانطباع العام الذي خرج به من لقاءاته، يؤكد أن الاهتمام الكويتي بالملف اللبناني لا يزال قائماً وبالوتيرة نفسها.

وقال في هذا السياق: «لا أرى أي تراجع في الموقف الكويتي، ولم ألمس أي تغيير في النظرة تجاه لبنان، بل على العكس، هناك حرص واضح على التعامل من منطلق المحبة والود والاحترام المتبادل».

أولوية اقتصادية

وحول أولويات عمله خلال المرحلة المقبلة، أوضح السفير اللبناني أن التركيز سيكون في المقام الأول على الملفات الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب تعزيز العلاقات المؤسسية بين البلدين، مؤكداً أن العلاقات المتينة تحتاج إلى تثبيت دائم عبر قنوات رسمية واتفاقيات واضحة وتواصل مستمر.

وشدد على أهمية «التعاون المؤسسي المنظم بما يضمن استمرارية العلاقات ويخدم مصالح البلدين».

مكافحة المخدرات

وفي ما يتعلق بملف التعاون بمكافحة المخدرات، أكد السفير الخوري، أن لبنان يدرك تماماً حساسية هذا الملف وأهميته، مشدداً على وجود جهود جدية ومتواصلة من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، سواء الجيش أو قوى الأمن الداخلي أو الأجهزة المختصة الأخرى.

وأوضح أن السلطات اللبنانية نفذت خلال الفترة الماضية عمليات نوعية أسفرت عن تفكيك شبكات كبيرة وضبط كميات ضخمة من المواد المخدرة، معتبراً أن هذه الإجراءات تعكس التزام الدولة اللبنانية الكامل بحماية علاقاتها مع دول الخليج، وفي مقدمتها الكويت.

وقال: «العلاقة مع دول الخليج أولوية قصوى للبنان، وهناك حرص حقيقي من الدولة والطبقة السياسية على عدم السماح لأي جهة بالإضرار بهذه العلاقة».

فرص استثمارية

وحول فرص الاستثمار في لبنان، أكد خوري أن الأزمات التي مرّ بها البلد، رغم قسوتها، أوجدت في المقابل فرصاً حقيقية في مختلف القطاعات، لافتاً إلى أن لبنان يعاني من حاجات كبيرة في البنية التحتية والطاقة والخدمات، ما يفتح المجال أمام استثمارات مجدية.وأشار إلى أن الاستقرار الأمني التدريجي، إلى جانب الإصلاحات المرتقبة، سيُعيدان تنشيط الدورة الاقتصادية، مؤكداً أن لبنان لا يطلب مساعدات بقدر ما يسعى إلى شراكات واستثمارات ذات منفعة متبادلة.

وأضاف: «عندما تستقر الأمور، ستعود المصارف وتتحرك عجلة الاقتصاد، وكل القطاعات ستستعيد عافيتها تدريجياً».

رسالة إلى المستثمرين الكويتيين

وجه السفير اللبناني رسالة مباشرة إلى المستثمرين الكويتيين، مؤكداً أن الكويتيين على دراية تامة بلبنان، بحكم الحضور التاريخي والعلاقات المتجذرة بين الشعبين، لافتاً إلى أن العديد منهم ما زالوا يترددون على لبنان ويمتلكون فيه استثمارات وعقارات.

وأوضح أن المرحلة المقبلة تستدعي طي صفحة التجارب السلبية السابقة، وفتح صفحة جديدة قائمة على الشفافية والعمل المؤسسي، خصوصاً في حال التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، ما سيعيد ثقة المؤسسات الاستثمارية والصناديق الدولية.

الجالية اللبنانية... نموذج مشرّف

أعرب الخوري، عن فخره بما لمسه من حضور فاعل ومشرف للجالية اللبنانية في الكويت، مؤكداً أن اللبنانيين في الكويت يشغلون مواقع متقدمة في مختلف القطاعات، ويتمتعون بسمعة طيبة واحترام واسع.

وأشار إلى أن طول مدة إقامة العديد منهم، التي تتجاوز في بعض الحالات 20 عاماً، دليل على شعورهم بالاستقرار والاندماج، وعلى البيئة الإيجابية التي توفرها دولة الكويت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي