دراسة تكشف أن قوة التفكير الإيجابي قد تكون حقيقية

الدماغ قادر على التعلّم من أحداث لم تحصل!

تصغير
تكبير

كشفت دراسة علمية جديدة أن قوة التفكير الإيجابي قد تكون حقيقية علمياً أكثر مما ندرك، وذلك بعد أن اكتشف باحثون أن مجرد تخيل تجربة إيجابية بشكل حيوي يمكن أن يغير النتائج العصبية والسلوكية للشخص.

ونشر علماء من جامعة «كولورادو بولدر» ومعهد «ماكس بلانك» في ألمانيا دراسة في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» أظهرت أن تخيل نتيجة إيجابية أو سلبية ببساطة يمكن أن يكون له تأثيرات عصبية وسلوكية نشطة. وإذا تمكن الباحثون من تسخير هذا السلوك المعرفي، فقد يساعد الأطباء على تحسين تقنيات مثل العلاج بالتعرض للتغلب على الخوف أو علاج الآثار الجانبية السلوكية للعيش مع القلق أو الاكتئاب.

وقالت أروما داباس، طالبة الدراسات العليا في «ماكس بلانك» والمؤلفة الرئيسية للدراسة، إن النتائج تشير إلى أن الخيال ليس سلبياً، بل يمكنه بنشاط تشكيل ما نتوقعه وما نختاره. وأضافت أن ذلك يوفر سبباً على مستوى الآلية لكيفية تأثير التخيل الحيوي للسيناريوهات المستقبلية، مثل محادثة أو لقاء اجتماعي أو موقف صعب، على دوافعنا وميولنا للتجنب والخيارات اللاحقة.

واستناداً إلى دراسات سابقة أظهرت وجود صلة بيولوجية وثيقة بين مناطق الدماغ التي تحكم الخيال والذاكرة، تساءل الباحثون عما إذا كان يمكن استخدام هذه العلاقة لصالحنا المعرفي. وبعبارة أخرى، إذا كانت الذاكرة والخيال متشابهين للغاية، فهل يمكن للناس التعلّم من التجارب المتخيلة؟

ولاختبار هذه النظرية، شارك 50 شخصاً في دراسة تصوير الدماغ وطُلب منهم إدراج 30 شخصاً مرتبين من الأكثر محبوباً إلى الأقل. وبمجرد دخولهم إلى جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي، أُعطي المشاركون الاسم المحايد من القائمة ثم طُلب منهم تخيل تجربة إيجابية أو سلبية مع ذلك الشخص بشكل حيوي لمدة 8 ثوان. ومن المدهش أن الاختبارات اللاحقة أظهرت أن المشاركين فضلوا الأشخاص الذين تخيلوا تجارب إيجابية معهم على الرغم من أنهم لم يلتقوا بهم شخصياً أبداً.

وعندما يستمتع شخص ما بتجربة بشكل غير متوقع أكثر مما كان يعتقد، يُعرف ذلك

بـ «خطأ التنبؤ»، وبالتالي يبني الدماغ روابط عصبية لـ «تثبيت» هذا التفضيل. وأثناء تحليل عمليات إطلاق الخلايا العصبية في أدمغة 30 مشاركاً، لاحظ العلماء أن المخطط البطني، وهو منطقة الدماغ التي تتحكم في خطأ تنبؤ المكافأة، أضاء أكثر عندما كان «خطأ التنبؤ» أقوى.

وأشار الباحثون إلى أن التعلّم من خلال الخيال يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الشديد من خلال استحضار الخوف المحفز بشكل حيوي والعمل من خلاله بأمان.

ومن ناحية أخرى، فإن الخيال البشري ليس دائماً إيجابياً، ويمكن أن تأتي هذه الآلية العصبية بنتائج عكسية لدى الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي