الذكرى الثانية لتولي صاحب السمو مقاليد الحكم... رعاية سامية للملفات الداخلية
على قدر اهتمام سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بالملفات الخارجية، كانت رعاية سموه تشمل الملفات الداخلية، خاصة ملف ترسيخ الهوية الوطنية التي اعتبرها سموه «قمة أولوياتنا، فهي لكل كويتي أصيل يحرص على تقدم وطنه وإعلاء شأنه، وهي تشكل قوتنا باعتبارها السياج الذي يحمي الكويت والحصن الحصين لمجابهة الشدائد وتحدي الصعوبات والتهديدات».
كما أولى سموه اهتماماً بالغاً بملف العلم والتعليم، فجاءت رعايته السامية وحضوره حفل تكريم كوكبة من المعلمين والمدارس المتميزة بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، خير شاهد على ذلك.
وإلى جانب الزيارات الرمضانية التي حملت توجيهات سامية بالغة الأهمية، كان لملفات عدة مثل الصحة والرياضة نصيباً من اهتمام سموه، إذ كان تحقيق الكويت لإنجاز طبي عالمي بإجراء أبعد عملية جراحية روبوتية عن بعد في العالم محط اهتمام ومتابعة سموه، كما حرص سموه على استقبال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الدكتور توماس باخ والرئيس المنتخب للجنة الأولمبية الدولية الجديد كيرستي كوفنتري وأعضاء اللجنة الأولمبية الدولية واللجان الأولمبية الوطنية وذلك بمناسبة زيارتهم للبلاد.
الريادة الطبية بكوادر وطنية
كان تحقيق الكويت لإنجاز طبي عالمي بإجراء أبعد عملية جراحية روبوتية عن بعد في العالم، محط اهتمام ومتابعة سموه الذي استقبل في 8 سبتمبر الماضي وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي والفريق الطبي الذي حقق رقماً قياسياً جديداً باسم دولة الكويت في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية بإجراء أول عملية جراحية روبوتية عن بعد تمتد لمسافة 12 ألف كيلومتر وهو ما جعلها أبعد عملية جراحية روبوتية عن بعد في العالم.
وقد أشاد سموه بهذا الإنجاز الطبي غير المسبوق والذي يضاف إلى سجل الكويت في الريادة الطبية العالمية، مجسداً كفاءة الكوادر الوطنية وتكامل الخبرات الجماعية الطبية وقدرتها على توظيف التكنولوجيا المتقدمة في القطاع الصحي.
الرياضة... منظومة قِيَم ومبادئ
ضمن اهتمام سموه بملف الرياضة، استقبل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في 11 مايو الماضي بقصر بيان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الدكتور توماس باخ والرئيس المنتخب للجنة الأولمبية الدولية الجديد كيرستي كوفنتري وأعضاء اللجنة الأولمبية الدولية واللجان الأولمبية الوطنية وذلك بمناسبة زيارتهم للبلاد.
وقال سموه: «إن وجودكم بيننا اليوم كقيادات رياضية تمثلون دولاً شقيقة وصديقة من مختلف أنحاء آسيا والعالم يؤكد مكانة الرياضة جسراً للتقارب والتفاهم ولغة إنسانية تتجاوز الحدود والخلافات، فالرياضة ليست فقط منافسات شريفة تعقد وفرقاً وأفراداً تفوز وتهزم، بل هي منظومة قِيَم ومبادئ تتجلى فيها الروح العالية والإصرار والعزيمة وهي وسيلة لنشر السلام وثقافة التسامح والانفتاح. وإننا في دولة الكويت وانطلاقاً من أن الاستثمار الحقيقي في الإنسان قبل البنيان، نهتم من خلال جهات الدولة المعنية ورؤية (كويت جديدة 2035) بالرياضيين شباباً وشابات رجالاً ونساء، حتى أبنائنا من ذوي الهمم لهم في ممارسة الرياضة حظ وفير وفي تحقيق الإنجازات باع طويل».
... صفاً واحداً مُتسلّحين بالتعاضد والتعاون والتكاتف
أولى سمو الأمير ملف الوحدة الوطنية والحفاظ عليها عناية فائقة، محذراً من المخاطر التي تحيط بالوطن، وضرورة التحلي بروح المسؤولية حيال هذا الملف.
وفي هذا الصدد، قال سموه: «حذّرنا في أكثر من مناسبة، ومازلنا نُحذّر، من أن الأخطار محيطة بنا وأن الحكمة تقتضي إدراك عظم المسؤولية وحجمها مما يتطلب من الجميع التمسك بالوحدة الوطنية والعمل بروح المسؤولية للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، مُبتعدين عن كل ما يضرّ مصالحه ومصالح المواطنين وعن إضاعة الوقت والتجاذبات والاختلافات التي لا فائدة منها، وعن الاستماع للمنصات والحسابات الوهمية والأصوات الشاذة الدخيلة التي تريد الفساد في البلاد، مع تأكيدنا على ضرورة استشعار نعمتي الأمن والأمان وحرية الرأي والتعبير دون انتهاك نطاقها وتجاوز حدودها. كما نُوجّه إلى أن نكون صفاً واحداً نحمي الكويت وأهلها من كل مكروه وسوء مُتسلّحين بالتعاضد والتعاون والتكاتف نمدّ لكم يد العون والنصح والإرشاد حامين لواء احترام القانون وتطبيقه حازمين في التصدي لكل محاولات شق الوحدة الوطنية مستذكرين أن الكويت هي الأمانة والبقاء والوجود مؤكدين على الحكومة بأن ما تضمنه خطابنا هذا من مسائل وأمور إنما هي توجيهات وعليها تذليل كافة الصعوبات لتنفيذها ونتطلع إلى وضعها موضع التنفيذ في القريب العاجل».
الهوية الوطنية... السياج الحامي والحصن الحصين
وجه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح رسالة واضحة للتحذير من دعاة الفرقة ومثيري الفتنة، في كلمة سموه بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، في 23 مارس 2025.
وقال سموه: «إن دعاة الفرقة ومثيري الفتنة يحاولون من خلال ملف الجنسية خلط الأوراق وترويج الإشاعات وتحريف الأقوال بهدف شق وحدة الصف وإحداث التذمّر والتشكيك في القرارات المتخذة بهذا الملف، مؤكداً في خطابي هذا على حرصنا على الموازنة والمواءمة بين الحزم في كل ما يمس الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة في قضايا الجنسية وأن التعامل وفق القانون بعيداً عن المزايدات والضغوط السياسية، آخذين بعين الاعتبار إقامة التوازن بين تطبيق القانون ومراعاة الأبعاد الإنسانية والمعيشية حريصين على المصارحة والمكاشفة ليعلم الجميع الحقيقة ويقطع الشك وسوء الظن».
وتابع سموه: «كما أؤكد أنه لا وحدة وطنية بدون ترسيخ الهوية، فالهوية الوطنية في قمة أولوياتنا فهي لكل كويتي أصيل يحرص على تقدم وطنه وإعلاء شأنه، وهي تشكل قوتنا باعتبارها السياج الذي يحمي الكويت والحصن الحصين لمجابهة الشدائد وتحدي الصعوبات والتهديدات، وستظل وصيتي لكم التمسك بمكتسباتنا الوطنية ونهجنا الديمقراطي ومرجعيتنا الدستورية وبما توارثناه عن أسلافنا من الصفات والأفعال الحميدة، مؤكدين السير على نهج الإصلاح وتعزيز الاستقرار وإعلاء المصالح العليا للبلاد مُستمرّين في مكافحة الفساد والتصدي لكل من يحاول العبث بأمن الوطن واستقراره والإضرار بمصالح المواطنين».
التوجيهات السامية... نبراس النهضة التعليمية
كغيره من الملفات الداخلية، كان لملف التعليم اهتمام بالغ من سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وكان تفضل سموه برعايته وحضور حفل تكريم كوكبة من المعلمين والمدارس المتميزة بمناسبة اليوم العالمي للمعلم في نهاية أبريل الماضي خير شاهد على ذلك.
وانعكس هذا الاهتمام في كلمة وزير التربية جلال الطبطبائي في هذا الحفل، حيث خاطب سمو الأمير قائلاً: «لقد كانت توجيهاتكم السامية نبراساً نهتدي به في مسيرتنا التربوية، إذ أكدتم أن بناء الإنسان هو الاستثمار الأسمى للوطن، وأن نهضة الكويت تبدأ من مدرسة تنمّي الفكر وتغرس الانتماء وتجذر القيم الأصيلة في عقول الأبناء وسلوكهم».
كما رعى وحضر سموه حفل تكريم المتفوقين من خريجي كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب للعام الدراسي 2023 - 2024 وذلك على مسرح ديوان عام الهيئة الجديد بمنطقة الشويخ في 7 مايو الماضي.
متابعة ومحاسبة
حظي ملف المتابعة والمحاسبة لأجهزة الدولة باهتمام شديد من صاحب السمو، ولذا نوه سموه بضرورة إعداد التشريعات والقوانين التي يتلمس المواطنون من تطبيقها حرص الحكومة على مصالح الوطن.
وفي هذا السياق قال صاحب السمو: «انطلاقاً من المسؤولية الجسيمة والأمانة العظيمة الملقاة على عاتقنا، فإننا نتابع باهتمام شديد أعمال أجهزة الدولة حيث نوجّه ونراقب ونتابع ونحاسب، وإنه في سبيل تحقيق الطموحات والإنجازات فإننا نوجّه الحكومة إلى الإسراع في تنفيذ كافة مشاريع الدولة التنموية وعلى وجه الخصوص الصحية والتعليمية والإسكانية والانتهاء من إعداد التشريعات والقوانين التي يتلمّس المواطنون من تطبيقها حرص الحكومة على مصالح الوطن ومصالحهم وكذلك متابعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بهدف تحقيق الشراكة الإستراتيجية».
وفي الوقت الذي أكد فيه سموه على المتابعة والمحاسبة، فإن سموه كان دائم الحرص على بث الطمأنينة وروح التفاؤل، وفي هذا الصدد قال سموه «إنني على يقين تام وبنفس مطمئنة وبروح متفائلة وثقة كبيرة بالشعب الكويتي الأصيل على قدرته على تجاوز التحديات وقد أثبت التاريخ ذلك وبتوفيق من الله وعونه نحن متفائلون بغدٍ مشرق لوطننا العزيز ستتوالى وتتحقق فيه الإنجازات والتطلعات وفق ترتيب أولويات تنموية طموحة تحدث نقلة نوعية لن تتوقف بإذن الله في كافة مسارات التنمية المستدامة، تتسم بالكفاءة والجودة وتعزز التنوع الاقتصادي والاستقرار المالي وتؤدي إلى تخفيض وترشيد المصروفات العامة في ظل بيئة تقوم على تنوع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط وإشراك القطاع الخاص المحلي والعالمي في مشاريع الدولة. وأتطلع إلى تحلّي أبناء وطني العزيز بالصبر في ما يتعلق بالإصلاح والبناء وتصحيح المسار فما دمّر كثير وما عبث به خطير... وفي هذا المقام أبثّ إليكم جميعاً رسالة اطمئنان بأن السلبيات مدبرة والإنجازات مقبلة وعلينا التمهل قليلاً لنجني ثمارها قريباً».