فحوصات سكر الدم بلا أي وخز... تقترب من الواقع
طوّر باحثون أميركيون في «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» جهازاً جديداً يقيس مستويات السكر في الدم من دون أي وخز أو استخدام إبر، وهو الأمر الذي يمثل تقدماً كبيراً في إدارة مرض السكري. ويشرق الجهاز ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة على الجلد ويقرأ نسبة السكر في الدم من دون اختراق السطح، ويعمل من خلال التحليل الطيفي «رامان»، وهي طريقة تبحث في كيفية تشتت الضوء عندما يصطدم بالجزيئات في الأنسجة.
وتستغرق عملية المسح السريع أكثر من 30 ثانية بقليل لإكمالها، ويُظهر الجهاز دقة مماثلة لجهازي مراقبة الغلوكوز القابلين للارتداء المتاحين تجارياً.
وقال الباحث والمؤلف المشارك في الدراسة جيون ونغ كانغ، عالم الأبحاث في «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»: «لا أحد يريد وخز إصبعه كل يوم، مرات عدة في اليوم».
وأضاف أن هذه المسألة تتجاوز قدرة شخص ما على تحمل الألم، حيث إن العديد من مرضى السكري بطبيعة الحال يقللون من اختبار مستويات الغلوكوز في دم، الأمر الذي قد يسبب مضاعفات خطيرة.
ويستند فريق «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» على أبحاث تمتد لأكثر من 15 عاماً، حيث أظهر المهندسون الطبيون في «مركز أبحاث الليزر الطبية الحيوية» في المعهد للمرة الأولى في العام 2010 أنهم يستطيعون حساب مستويات الغلوكوز بشكل غير جراحي باستخدام التحليل الطيفي «رامان».
وفي هذه الحالة، استخدم العلماء جهازاً يشرق ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة والضوء المرئي على الأنسجة العضوية، ثم قارنوا إشارات موجة «رامان» الناتجة المرتدة عن السائل الخلالي لخلايا الجلد بمستويات الغلوكوز المرجعية.
وعلى الرغم من أن الجهاز الأصلي لمراقبة الغلوكوز بتقنية «رامان» كان بحجم طابعة تقريباً، فقد قام الفريق منذ ذلك الحين بتقليص الجهاز الكلي إلى نسب صندوق الأحذية. ولتحقيق ذلك، حددوا فقط نطاقات «رامان» اللازمة لقياس الغلوكوز في الدم. وأوضحت الباحثة والمؤلفة المشاركة في الدراسة «أريانا بريسي» قائلة «من خلال الامتناع عن الحصول على الطيف الكامل الذي يحتوي على الكثير من المعلومات الزائدة، ننزل إلى ثلاثة نطاقات محددة من حوالي ألف». وأضافت «مع هذا النهج الجديد، يمكننا تغيير المكونات المستخدمة بشكل شائع في الأجهزة القائمة على رامان، وتوفير المساحة والوقت والتكلفة».
ويختبر الباحثون حالياً تصميماً أصغر قابلاً للارتداء يمكن أن يتقلص إلى حجم الساعة.
وقال «كانغ» «إذا تمكنا من صنع جهاز مراقبة الغلوكوز غير الجراحي بدقة عالية، فإن كل شخص تقريباً مصاب بمرض السكري سيستفيد من هذه التكنولوجيا الجديدة».
وبينما يواصلون تصغير ماسح الغلوكوز الخاص بهم، سيركز الباحثون أيضاً على اختبارات سريرية ودراسات إضافية أكبر لضمان جدوى التكنولوجيا، بالإضافة إلى قدرتها على المسح عبر جميع ألوان البشرة.
وتنضم هذه الطريقة القائمة على الضوء إلى أفكار أخرى تحاول تجاوز وخز الإبر، حيث استخدم حزام صدر حديث إشارات تخطيط القلب للتنبؤ بمستويات الغلوكوز، وبدا واعداً، لكنه لا يزال بحاجة إلى وقت قبل أن يصل إلى المستهلكين.