الفنان اللبناني كشف عن مراحل رحلته من برامج الهواة إلى المنصات الرقمية
مرعي سرحان لـ«الراي»: الكويت... بوابة حلمي الأولى وموطن الحنين
بصوت هادئ يحمل ملامح التجربة والبدايات الأولى، تحدث الفنان اللبناني مرعي سرحان - المتواجد في زيارة للكويت - عن محطات رافقت مسيرته منذ نشأته في الكويت، البلد الذي بقي حاضراً في ذاكرته ووجدانه.
سرحان، الذي عرفه الجمهور عبر برنامج «نجوم على الطريق» من تقديم الإعلامي محمد الويس، يستعيد، في لقائه مع «الراي»، تلك المرحلة وما تلاها من تحديات في عالم الإنتاج والظهور الإعلامي، قبل أن يجد لنفسه مساحة جديدة عبر المنصات الرقمية وإدارة أعمال محترفة. وما بين الحنين إلى بداية المشوار والطموح لمرحلة فنية أكثر نضجاً، كشف عن تفاصيل رحلته ورؤيته للساحة اليوم وما يحضّر له في الفترة المقبلة.
• كونك نشأت في الكويت وتلّقيت تعليمك هنا، فماذا يعني لك ذلك؟
- أتشرف بهذا الأمر، فالكويت بالنسبة إليّ هي الحنين وتعني لي الكثير وكثير من أفراد علئلتي مازالوا يعيشون هنا. لقد بدأت مشواري الفني من هنا عبر برنامج ««نجوم على الطريق» مع الإعلامي القدير محمد الويس، وحصدت حينها المركز الأول. كما تربّيت على النغم الخليجي الجميل، وعلى أصوات العمالقة مثل «فنان العرب» محمد عبده والراحل أبوبكر سالم والفنان القدير عبدالله الرويشد شفاه الله، و«نبض الكويت» الفنان القدير نبيل شعيل. الكويت كانت بوابة الخليج في تصدير الفن، ومنها وصلت الأغنية الخليجية إلى الوطن العربي والعالم أجمع.
• هل تتمنى الغناء في الكويت في الفترة المقبلة؟
- بالتأكيد. فكما ذكرت سلفاً أن الكويت هي بلد المنشأ، ولها في القلب مكانة خاصة. لذا، أتمنى أن أغني فوق مسارحها وأمام جمهورها المتذوق للفن، وهذا شرف كبير وفرصة لإثبات حضوري في المنطقة.
• وهل سنسمعك يوماً تغني باللهجة الكويتية؟
- أتمنى ذلك بالتأكيد، إذ يشرفني التعاون مع شباب الكويت من ملحنين وشعراء لتقديم عمل يحمل روحها ولهجتها.
• هل تشعر بالندم على تجربتك في برنامج المسابقات «سوبر ستار»؟
- إطلاقاً لست نادماً، فالإنسان لا يندم على خطوة اتخذها بقناعة. لكن لديّ عتب كبير على برامج الهواة التي لا توفّر متابعة أو شركات إنتاج تتبنّى المواهب الحقيقية. ما يحصل هو ضوء إعلامي موقت ثم يختفي، بينما التحدي الحقيقي هو الاستمرارية.
• لماذا لم تبادر إلى طرق أبواب شركات الإنتاج؟
- فعلت ذلك، وتقدّمت لي بعض الشركات، لكن العقود كانت تعجيزية ومليئة بالاحتكار، وفي حال الرفض لا إنتاج. في ذلك الوقت كانت الشركات تطمع بالكثير «بدهم ياكلوا البيضة وقشرتها»، وبعض العقود كانت تصل إلى 20 سنة، ما يعني انتهاء الفنان قبل أن يستفيد.
• وكيف تجاوزت هذا الواقع؟
- لم أرضخ، ورفضت جميع تلك العقود. ومع تطور التكنولوجيا والمنصات الرقمية، بدأت أقدّم نفسي للجمهور بشكل مباشر، وأسوّق لصوتي من دون وسطاء.
• هل ترى نفسك مظلوماً إعلامياً؟
- في فترة ما سُلّط الضوء عليّ إعلامياً، لكن الاستمرارية لم تكن موجودة. أرى أن الفنان يجب أن يسعى دائماً للتواصل مع الإعلام حتى لا يغيب، وأن يمتلك نشاطاً داخلياً وحافزاً ليحافظ على حضوره، خصوصاً مع كثرة الأصوات الجميلة اليوم.
• هل تعتبر إدارة الأعمال عنصراً مهماً في نجاح الفنان؟
- بالتأكيد، واليوم أصبح لديّ مدير أعمال محترف وهو أمير جاسر. والوهج الإعلامي الذي أحظى به اليوم، والأرقام التي أحققها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كلها نتيجة جهوده.
• هل تعتبر نفسك فناناً شاملاً لتنوعك في الألوان واللهجات؟
- ظروفي المعيشية ساعدتني. نشأت في الكويت فأتقنت اللهجة الخليجية والعراقية. وفي المعهد العالي للفنون الموسيقية بالكويت، درست على يد أساتذة مصريين ولبنانيين، وحينها أتقنت اللون المصري عبر أعمال أم كلثوم وعبدالوهاب، أما اللون اللبناني والجبلي فهو يجري في دمي.
• ما جديدك الفني للفترة المقبلة؟
- أعمل حالياً على أكثر من «تتر» لمسلسلات درامية، كما لدي أربع أغان جديدة من إنتاجي الخاص بانتظار تصويرها، وريثما تستقر الأوضاع في المنطقة سيتم إطلاقها. وقد تعاونت فيها مع الشاعر مازن ضاهر والملحن فضل سليمان والشاعر علي المولى، وغيرهم من الأسماء المميزة.