البكتيريا النافعة تلعب دوراً محورياً في تحسين الهضم
الأطعمة الغنية بالـ «بروبايوتيكس» تُعزّز صحة الأمعاء وتقوي المناعة
كشفت دراسات علمية حديثة أن الأطعمة الغنية بالبروبايوتيكس (Probiotics)، وهي البكتيريا النافعة التي تستوطن الأمعاء البشرية، تلعب دوراً محورياً في تحسين الهضم وتعزيز جهاز المناعة وتحسين الصحة العامة.
وأشار الخبراء إلى أن هذه البكتيريا المفيدة موجودة بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والمخلل والكيمتشي.
وأوضح خبراء الصحة في مستشفى الأطفال بمدينة «فيلادلفيا» الأميركية أن البروبايوتيكس يزيد من البكتيريا المفيدة عن طريق استبدال البكتيريا التي فُقدت بسبب المضادات الحيوية أو المرض أو النظام الغذائي السيئ.
كما يزيد من القدرة على مكافحة العدوى من خلال تقوية بطانة الأمعاء وجهاز المناعة، ويقلل من البكتيريا الضارة عن طريق خلق بيئة حمضية وإفراز مواد كيميائية تدمرها.
وأفاد الباحثون بأن الأطعمة المخمرة تُصنع من خلال نمو ونشاط التمثيل الغذائي لمجموعة متنوعة من الثقافات الميكروبية الحية، وتُعد العديد من هذه الأطعمة مصادر غنية بالكائنات الحية الدقيقة المفيدة.
ومع ذلك، فإن بعض الأطعمة المخمرة مثل خبز العجين المخمر ومعظم المخللات التجارية تُعالج بعد تخميرها ولا تحتوي على ثقافات حية عند تناولها.
وصرّح خبراء التغذية في «كليفلاند كلينك» بأن الزبادي يُعد من أكثر المصادر المألوفة للبروبايوتيكس، إذ تشير الدراسات إلى أن البروبايوتيكس يمكن أن يساعد في تخفيف عدم تحمل اللاكتوز، كما قد يساعد في ترويض الغازات والإسهال ومشاكل المعدة الأخرى. ونصحوا بالبحث عن الكلمات البكتيريا الحية والنشطة على الملصقات.
وأشارت الأبحاث إلى أن الكيفير، وهو مشروب شبيه بالزبادي له نكهة لاذعة وقوام أرق من الزبادي، يُصنع عادة من حليب الألبان، لكنه يأتي أيضاً في بدائل غير ألبان مثل ماء جوز الهند وحليب جوز الهند وحليب الأرز.
ويُعد التمبيه، وهو منتج فول الصويا المخمر، بديلاً للحوم يحتوي على فوائد عديدة، بما في ذلك البروبايوتيكس مثل اللاكتوباسيلس والبيفيدوباكتيريوم للمساعدة في الهضم والمناعة وصحة الأمعاء بشكل عام.
وأوضح المختصون أن الميسو، وهو توابل يابانية شهيرة مصنوعة من فول الصويا المخمر والملح والكوجي، يحتوي على بروبايوتيكس مثل الأسبرجيلس أوريزاي والسكاروميسيس سيريفيزيا. أما الكيمتشي، وهو الطبق الكوري التقليدي المصنوع من الخضراوات الكورية الغنية بالمغذيات، فيحتوي على كميات كبيرة من البروبايوتيكس، خاصة اللاكتوباسيلس كيمتشي.
ولفتت الدراسات إلى أن الجبن أيضاً يمكن أن يحتوي على البروبايوتيكس، لكن من المهم البحث عن كلمات البكتيريا الحية أو النشطة على ملصقات الأطعمة. وقد تحتوي الأجبان شبه الصلبة مثل الشيدر والموزاريلا والغودا، بالإضافة إلى الجبن القريش، على مستويات أعلى من البروبايوتيكس مقارنة بأنواع الجبن الأخرى التي تُعتّق لفترات أطول.
وخلص الخبراء إلى أن تناول كميات صغيرة من الأطعمة الغنية بالبروبايوتيكس بانتظام أفضل من تناول كمية كبيرة من حين لآخر.
ونصحوا المبتدئين في تناول أطعمة البروبايوتيكس بالبدء ببطء وتناول كميات صغيرة حتى تعتاد الحنك والأمعاء على الأطعمة الجديدة.
جدير بالذكر أن البروبايوتيكس هي كائنات دقيقة حيّة نافعة، غالبا بكتيريا أو خمائر، تُعرف باسم البكتيريا الجيدة. وعند تناولها بكميات مناسبة، تُسهم في دعم صحة الإنسان، خصوصا صحة الجهاز الهضمي.
ومن أهم وظائف البروبايوتيكس:
* تحسين الهضم والمساعدة على امتصاص العناصر الغذائية.
* إعادة التوازن للبكتيريا النافعة في الأمعاء، خاصة بعد استخدام المضادات الحيوية.
* تعزيز جهاز المناعة وتقليل خطر بعض العدوى.
* التخفيف من اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإسهال، الإمساك، والقولون العصبي.
* المساهمة في صحة الأغشية المخاطية الحساسة عبر الحفاظ على توازن البكتيريا.
وتشمل مصادر البروبايوتيكس: الأطعمة مخمّرة طبيعيا مثل: الزبادي، الكيفير، مخلل الملفوف، الكيميتشي، والمكمّلات الغذائية التي على هيئة كبسولات أو مساحيق. لكن ليست كل أنواع البروبايوتيكس متشابهة؛ فكل سلالة لها فوائد محددة، وقد تختلف فعاليتها من شخص لآخر.