تعزيز موجات النوم الدماغية يحفظ الذكريات من النسيان

تصغير
تكبير

أظهرت دراسة علمية رائدة أن التلاعب الدقيق بنشاط الدماغ أثناء النوم يمكن أن يساعد الفئران على الاحتفاظ بالذكريات التي عادة ما تتلاشى، وهو ما يفتح مساراً محتملاً لعلاج حالات فقدان الذاكرة مثل مرض الـ«ألزهايمر».

وحدد الباحثون من جامعة «كورنيل» الأميركية نمطاً محدداً مرتبطاً بالنوم يُعرف بالموجات الحادة الكبيرة، وهو يشير إلى متى يتم نقل التجارب الجديدة من الحُصين إلى القشرة المخية الحديثة للتخزين طويل الأمد.

وباستخدام تقنية علم البصريات الوراثي المتقدمة، تمكن العلماء من تعزيز هذه الموجات في اللحظة المناسبة تماماً، وهو ما مكّن الفئران من تذكر لقاءات قصيرة كانت ستنساها عادة.

وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة «نيورون» أن حتى الفئران المصممة وراثياً لديها إعاقات إدراكية استعادت قدرتها على دمج الذكريات، وهو ما يوفر أملاً جديداً لعلاج اضطرابات الذاكرة.

وفي التالي أهم النتائج الرئيسية للدراسة:

* الموجات الحادة الكبيرة: إشارات دماغية قصيرة تدوم حوالي 100 ميلي ثانية تعمل على نقل الذكريات.

* التحفيز البصري الوراثي: تقنية تسمح بتنشيط الخلايا العصبية في أوقات دقيقة لتعزيز الذكريات.

* التطبيق العملي: تعريض الفئران لتجربة جديدة لمدة 5 دقائق ثم تعزيز الموجات أثناء النوم.

* النتيجة: تذكر الفئران التجربة بعد 4 ساعات بدلاً من نسيانها.

وصرّح «أنطونيو فرنانديز-رويز»، الأستاذ المساعد والمؤلف الرئيسي للدراسة، بأن الفريق تمكن من تمديد عملية دمج الذاكرة في حالة لا تستطيع فيها الحيوانات التذكر من دون مساعدتهم.

وأوضحت أزهرة أوليفا، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب والسلوك، أن هذه الدراسة تُقدّم فهمنا لمعالجة الذاكرة في الدماغ بشكل كبير.

وأضاف فرنانديز-رويز أن الموجات تتوسط نقل الذاكرة من الترميز الأولي في الحُصين إلى التخزين المستقر طويل الأمد في القشرة المخية الحديثة.

ولاحظ الباحثون أنه عندما لا يتذكر الحيوان تجربة ما، كانت الموجات الحادة الكبيرة ضعيفة أثناء النوم، لكن عندما يتذكرها، ظهرت أحداث موجية قوية ومتكررة.

وأشار الباحثون إلى أن آليات الذاكرة المعتمدة على النوم محفوظة بشكل كبير عبر الثدييات، وهو ما يعني أن النتائج قد تنطبق على البشر. ويُعد هذا الاكتشاف ذا آثار مهمة لفهم أفضل لمرض «ألزهايمر»، إذ إن عمليات دمج الذاكرة هذه ضعيفة أيضاً لدى المرضى.

وفي الخطوات التالية، سيطبق الباحثون التلاعبات نفسها على الفئران المصممة لإظهار حالات مشابهة لمرض «ألزهايمر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي