يصعب على الدماغ تغييرها

إستراتيجيات فعّالة للتخلص من العادات السيئة

تصغير
تكبير

كشفت أبحاث علمية حديثة عن إستراتيجيات فعّالة لكسر العادات السيئة التي يصعب على الدماغ تغييرها، إذ يتطلب الأمر فهماً عميقاً لكيفية تشكل هذه العادات في الدماغ وآليات التعامل معها. وأشار خبراء الصحة النفسية إلى أن العادات السيئة، رغم آثارها الضارة، غالباً ما تشعرنا بالراحة، لأن الدماغ يفرز الدوبامين عند ممارستها، وهو ما يجعل التخلص منها تحدياً كبيراً.

وأفادت الدكتورة نورا فولكو، مديرة المعهد الوطني لتعاطي المخدرات في المعاهد الوطنية للصحة، بأن فهم بيولوجيا كيفية تطوير روتينات قد تكون ضارة وكيفية كسر تلك الروتينات واحتضان روتينات جديدة يمكن أن يساعدنا على تغيير أنماط حياتنا وتبني سلوكيات أكثر صحة.

وأوضحت الدكتورة ستيفاني كولير، مديرة التعليم في قسم علم النفس الجراحي في مستشفى ماكلين والمحاضرة في كلية الطب بجامعة «هارفارد»، أن العادات الجيدة أو السيئة هي روتينات آلية تجعل حياتنا أسهل، إذ لا يضطر الدماغ للتفكير كثيراً. ولكن عندما نحاول كسر عادة سيئة، نخلق تنافراً، والدماغ لا يحب ذلك.

وشددت الدراسات على أهمية تحديد المحفزات الداخلية والخارجية للعادات السيئة، إذ يتطلب ذلك عملاً استقصائياً دقيقاً.

وينصح الخبراء بطرح أسئلة محددة عند ظهور الرغبة في ممارسة العادة السيئة، مثل متى وأين ومع من يحدث ذلك، وما هي المشاعر المصاحبة سواء كانت حزناً أو وحدة أو اكتئاباً أو عصبية.

ومن جهة أخرى، أكد الباحثون أن استبدال السلوك السيئ بسلوك جيد أكثر فعالية من مجرد إيقاف السلوك السيئ وحده، إذ إن السلوك الجديد يتداخل مع العادة القديمة ويمنع الدماغ من الانتقال إلى الوضع التلقائي.

وأشاروا إلى أن تعديل البيئة المحيطة يلعب دوراً حاسماً في كسر العادات السيئة، فإذا كان المنبه يدفعك للضغط على زر الغفوة كل صباح، فإن وضع المنبه على الجانب الآخر من الغرفة قد يعطل هذه العادة.

وأضاف الخبراء أن التركيز على الأهداف طويلة المدى يساعد في تذكر سبب الاستثمار في الجهد المبذول لتغيير العادات، إذ غالباً ما تتشكل العادات لأنها تلبي احتياجات قصيرة الأمد.

ونصحوا بالمثابرة، مشيرين إلى أن ما فعلته من قبل مؤشر قوي على ما ستفعله بعد ذلك، لكن إذا واصلت، ستتحول سلوكياتك الجديدة إلى عادات أيضاً.

وخلص الباحثون إلى أن تتبع التقدم وسيلة رائعة لرؤية المسافة التي قطعتها، وهو ما يمكن أن يبقيك متحفزاً.

ويمكن استخدام تطبيق تتبع العادات أو دفتر يوميات أو حتى وضع علامات على التقويم لتحديد التقدم.

وأكدوا أهمية تجنب عقلية الكل أو لا شيء التي تؤدي إلى الإرهاق السريع، واتخاذ خطوات صغيرة نحو الهدف بدلاً من ذلك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي