ترامب يُخطط لتعيين جنرال أميركي لقيادة القوة الدولية
غزة تغرق بمياه الأمطار والسيول وخشية من فتح إسرائيل للسدود
- البرد يودي بحياة رضيعة في خان يونس
- إسرائيل تؤكّد أن السلاح «سيُنزع» بعد أن اقترحت «حماس»... «تجميده»
- واشنطن تمنع دبلوماسيين يعملون مع السلطة من الوصول إلى مركز التنسيق
فاقمت الأمطار الغزيرة على قطاع غزة، الأوضاع المأسوية التي يعيشها السكان خصوصاً النازحون منهم، حيث غرقت خيام مئات الأسر وانهارت العديد من المنازل المتضررة، وسط توقعات بتفاقم الأزمة خلال الساعات المقبلة.
وأعلن الدفاع المدني أن المياه غمرت معظم الخيام في أنحاء القطاع المنكوب وأنه تلقى أكثر من 2500 مكالمة استغاثة. وشوهدت بعض أمتعة النازحين تطفو فوق برك مياه الأمطار التي ملأت الطرقات بين الخيام.
وفي خان يونس، أدت الأمطار والبرد القارس إلى وفاة الرضيعة رهف أبوجزر، البالغة ثمانية أشهر، بعد أن غمرت المياه خيمة عائلتها.
وحذرت بلدية دير البلح (وسط) من أن جريان المياه سيكون كبيراً شرق البلدة التي يخشى سكانها فتح إسرائيل للسدود المتاخمة لها، والتي كان فتحها يتسبب في غمر المنطقة بالمياه خلال السنوات الماضية.
وحذر المدير العام لوزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش من تداعيات المنخفض الجوي الجديد الذي يهدد آلاف العائلات النازحة في المخيمات، مؤكداً أن المطر والبرد «يتحولان إلى تهديد لحياة الفئات الهشة».
في غضون ذلك، نبهت وكالة «أونروا» إلى أن البرد والاكتظاظ وانعدام النظافة يزيد من خطر الإصابة بالأمراض والعدوى، وأن هطول الأمطار يحمل مصاعب جديدة ويفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلاً ويجعلها أكثر خطورة.
وذكر تقرير للأمم المتحدة أن 761 موقعاً للنازحين، حيث يعيش نحو 850 ألف نسمة، معرضة لخطر السيول وأن آلاف الأشخاص نزحوا تحسباً للأمطار الغزيرة.
ولجأ سكان غزة إلى انتزاع أسياخ الحديد من حطام المنازل التي تعرضت للقصف واستخدامها في تثبيت الخيام أو بيعها مقابل بضعة دولارات.
جنرال أميركي
من ناحية ثانية، يعتزم الرئيس دونالد ترامب تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية المزمع تشكيلها في غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم قبل شهرين، وفقاً لمسؤولين أميركيين اثنين ومسؤولين إسرائيليين اثنين.
ورغم ذلك، أكد مسؤولون في البيت الأبيض أنه لن يكون هناك أي وجود لقوات أميركية على الأرض في قطاع غزة، وفقاً لما ذكره «أكسيوس».
وأعلن ترامب الأربعاء، أن من المتوقع الإعلان عن أسماء قادة العالم الذين سينضمون لمجلس السلام الخاص بغزة مطلع العام المقبل.
وتسعى إدارة ترامب إلى المضي قدماً للمرحلة الثانية من اتفاق غزة لتجنب العودة إلى الحرب والحفاظ على وقف إطلاق النار الهش. ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي، قتلت الهجمات الإسرائيلية 383 فلسطينياً، بحسب وزارة الصحة في القطاع، فيما أسفرت هجمات نفذها مقاتلو حركة «حماس» عن مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين.
وتشمل المرحلة الثانية، انسحاباً إسرائيلياً إضافياً من أجزاء من غزة، ونشر قوة دولية للاستقرار، وبدء العمل بهيكل الحكم الجديد الذي يتضمن «مجلس السلام» بقيادة ترامب.
وبحسب «أكسيوس»، أوضح مسؤولون أميركيون في إحاطة لدبلوماسيين أوروبيين في تل أبيب يوم الإثنين، أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من غزة إذا لم ترسل دولهم جنوداً إلى قوة الاستقرار أو تدعم البلدان المشاركة فيها.
وقال دبلوماسي أوروبي مطلع على الإحاطة: «كانت الرسالة هي: إذا لم تكونوا مستعدين للذهاب إلى غزة فلا تشكوا من بقاء الجيش الإسرائيلي هناك».
وفي الأسابيع الأخيرة، مُنع ممثلون رفيعو المستوى من هولندا وبلجيكا وفرنسا من دخول مركز التنسيق المدني - العسكري في كريات غات، وفق صحيفة «هآرتس».
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة لا تسمح لدبلوماسيين كبار يمثلون دولهم لدى السلطة الفلسطينية بالوصول إلى المركز، تماشياً مع طلب إسرائيلي.
سلاح «حماس»
إلى ذلك، أكّد مسؤول إسرائيلي، أن سلاح «حماس» سيُنزع وفق اتفاق الهدنة الذي أبرم بوساطة أميركية، وذلك غداة اقتراح رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج خالد مشعل، عدم استخدام السلاح مقابل هدنة طويلة الأمد.
وقال مشعل، الأربعاء، «فكرة نزع السلاح كلياً فكرة مرفوضة بالنسبة للمقاومة، وتطرح فكرة تجميده أو الاحتفاظ به، أو بمعنى آخر المقاومة الفلسطينية تطرح مقاربات تحقق الضمانات لعدم وجود تصعيد عسكري من غزة مع الاحتلال الإسرائيلي».
وأضاف مشعل «نريد تكوين صورة تتعلق بهذا الموضوع فيها ضمانات ألا تعود حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة. نستطيع فعل ذلك، فيمكن أن يحفظ هذا السلاح ولا يستعمل ولا يستعرض به. في الوقت ذاته، عرضنا فكرة الهدنة الطويلة المدى بحيث تشكل ضمانة حقيقية».
لكن المسؤول الإسرائيلي الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ«فرانس برس»، شدد أمس، على أنه «لن يكون هناك أي مستقبل لحماس في إطار الخطة المكوّنة من 20 نقطة.
وأضاف «ستكون غزة منزوعة السلاح».