دراسة جديدة تكشف الآليات الدقيقة
مجال الأرض المغناطيسي يحميها من «الرياح الشمسية القاتلة»
كشفت دراسة علمية دولية بقيادة «مرصد الدنمارك الفضائي» عن الآليات التفصيلية التي من خلالها يحمي المجال المغناطيسي للأرض (المعروف باسم «الغلاف المغناطيسي» – Magnetosphere) الحياة على الكوكب من الجسيمات عالية الطاقة الصادرة عن الشمس، والمعروفة باسم «الرياح الشمسية».
واستخدم البحث بيانات من خمسة أقمار اصطناعية متخصصة رصدت عاصفة شمسية شديدة في نوفمبر 2025، حيث تبيّن أن الغلاف المغناطيسي لا يصرف الجسيمات فحسب، بل يقوم أيضاً بتصفيتها وتباطؤها عبر سلسلة من العمليات المعقدة.
ووفقاً للدراسة المنشورة في «مجلة الفيزياء الفضائية» (Journal of Space Physics)، فإن الحماية تتم عبر ثلاث طبقات:
1 - صدمة القوس (Bow Shock): تبطئ الرياح الشمسية من 400 كم/ثانية إلى 100 كم/ثانية.
2 - الغلاف المغناطيسي الرئيسي: يحرف 99 في المئة من الجسيمات المشحونة بعيداً عن الأرض.
3 - أحزمة فان ألن الإشعاعية (Van Allen Belts): تحبس الجزء المتبقي وتقلل طاقته تدريجياً.
وأظهرت القياسات المباشرة أن المجال المغناطيسي الأرضي يضغط بشكل ديناميكي على الجانب المواجه للشمس، بينما يمتد على شكل «ذيل مغناطيسي» طويل في الجانب المظلم، ما يخلق قناة آمنة تمنع الجسيمات من الوصول إلى الغلاف الجوي السفلي حيث تعيش الكائنات الحية.
ومن أبرز الاكتشافات الجديدة التي أسفرت عنها الدراسة:
• حقل كهربائي تلقائي: يتكوّن تلقائياً عند حدود الغلاف المغناطيسي ويعمل كمصفاة ذكية.
• إعادة الاتصال المغناطيسي (Magnetic Reconnection): تطلق طاقة الجسيمات إلى الفضاء بدلاً من الأرض.
• دور الغلاف الجوي العلوي: يقوم بتحييد الجسيمات المتسربة عبر تفاعلات كيميائية تنتج «الشفق القطبي» كمنتج ثانوي غير ضار.
وحذر الباحثون من أن ضعف المجال المغناطيسي بنسبة 10 في المئة (وهو ما يحدث حالياً فوق «منطقة جنوب الأطلنطي الشاذة») قد يزيد تعرض الأقمار الاصطناعية والاتصالات العالمية للخطر، لكنهم أكدوا أن الحماية الأساسية للحياة ستظل قوية لملايين السنين القادمة.
وأكد خبراء أن فهم هذه الآليات سيُساعد في تصميم أنظمة حماية أفضل للرواد في البعثات الفضائية طويلة المدى، كما سيمكن العلماء من التنبؤ بدقة أكبر بآثار العواصف الشمسية المستقبلية على البنية التحتية التكنولوجية للأرض.